الجفاف يطيح بمحاصيل الزعفران في اليونان  

أ ف ب-الامة برس
2024-11-09

 

 

مزارع يفصل البتلات الزرقاء والأرجوانية عن حبات الزعفران باستخدام جهاز طرد مركزي في مستودع بقرية كروكوس بالقرب من كوزاني في شمال غرب اليونان في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (أ ف ب)   يتكئ منتج الزعفران اليوناني غريغوريس تزيديموبولوس على البتلات الزرقاء والأرجوانية ذات الرائحة الفواحة، فيما يعتصر قلبه حزنا لرؤية الأرض في حقله متشققة وجافة في وقت الحصاد السنوي.

ويقول الرجل البالغ 68 عاما قرب مدينة كوزاني في شمال اليونان "منذ أيار/مايو، لم تهطل أي أمطار (...) واقتصر الأمر على بضع قطرات".

تُعدّ زراعة "زعفران كوزاني"، وهو الزعفران اليوناني، من أكثر المحاصيل ربحية في هذا البلد المتوسطي الذي يدفع فاتورة باهظة جراء التغير المناخي. ويباع الغرام بسعر يراوح بين خمسة وتسعة يورو.

لكن هذه المحاصيل تتأثر بشدة جراء الجفاف الطويل الذي يؤدي من سنة إلى أخرى إلى انخفاض كبير في الإنتاج.

وشهدت اليونان هذا العام فصل الشتاء الأكثر دفئا فيها منذ عام 1960، تلاه صيف حارق. وكان تشرين الأول/أكتوبر الأكثر جفافا خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، بحسب المرصد الوطني في أثينا، وهو مرجع في الأرصاد الجوية.

- توابل ثمينة -

في الماضي، كان الحصاد يتم تحت المطر أو حتى تحت الثلوج في هذه المنطقة الجبلية في مقاطعة مقدونيا الغربية، على ما يستذكر غريغوريس تزيديموبولوس الذي يزرع هذه التوابل الثمينة لقطاع الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل.

 ويقول بأسف "في العام الماضي، بلغ الحصاد ثلاثة كيلوغرامات فقط من حقل مساحته 9000 متر مربع، في حين أننا عادة نحصد كيلوغراما واحدا من 1000 متر مربع".

في الحقول المغطاة بالزهور، يعمد عمال المزارع، وظهورهم منحنية أو جالسين في وضع القرفصاء، إلى قطف الزعفران بعناية.

مع زهرة مقطوفة بين أصابعها، تتفحص سيسي إيونا التي تعمل في حقول المنطقة منذ عشر سنوات، الخيوط الحمراء أو البرتقالية التي يُستخرج منها الزعفران بعد تجفيفها.

وتقول هذه الأربعينية إن "حجم الزهور هذا العام أصغر بثلاث مرات مما كان عليه في الأعوام السابقة"، مضيفة "عندما تُجفف الزهرة، تصبح خيوطها أدق من الشعرة".

ووفقا للمنتجين، ثمة حاجة إلى ما يقرب من 50 ألفا من هذه الخيوط الحمراء لإنتاج 100 غرام من الزعفران اليوناني.

- منتجات صيدلانية -

بدأت زراعة الزعفران قبل 3600 عام في اليونان، وفق لوحة جدارية من العصر المينوسي تُظهر أشخاصا يقطفون هذا النوع من التوابل الذي يعطّر الأرزّ والدجاج والأسماك، لكنّه يُستخدم أيضا في المنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل.

يُنتَج الزعفران بشكل رئيسي في إيران، وأيضا في أفغانستان أو كشمير وأيضا في اليونان حيث يتمتع "زعفران كوزاني" بعلامة حماية أوروبية (PDO).

يُزرع حاليا حوالى 5200 هكتار من الأراضي من ألف مزارع في حوالى عشرين قرية حول مدينة كوزاني، حيث يسمح المناخ المحلي بإنتاج الصنف اليوناني الذي يستمد اسمه من قرية كروكوس القريبة.

وتُصدّر هذه التوابل إلى حوالى عشرين دولة أجنبية، من بينها سويسرا والولايات المتحدة التي تشكل أهم الأسواق.

تتمتع الجمعية التعاونية المحلية التي أُنشئت عام 1971، بالحق الحصري في جمع المنتج وتعبئته وتوزيعه.

قبل أربعين عاما، كان إجمالي إنتاج الزعفران في هذه المنطقة 12 طنا، لكنه انخفض العام الماضي إلى ما يزيد قليلا على طن.

ويؤكد رئيس التعاونية فاسيليس ميتسيوبولوس أن "الكميات السنوية المنتجة تتناقص كل عام".

ويقول بأسف "في عام 2017، وبالمساحات نفسها، بلغ إنتاجنا 3,8 أطنان".

ويعزو ميتسوبولوس الوضع إلى "الاحترار المناخي وهطول الأمطار بصورة غير منتظمة وفي توقيت سيئ، وتساقط الثلوج شبه المعدوم حاليا".

ويؤثر النقص الشديد في هطول الأمطار هذا العام على الكثير من المنتجات الزراعية في اليونان، حتى بساتين الزيتون المقاومة للجفاف تعاني جراء هذا الوضع.

واضطر بعض المنتجين إلى التوقف عن زراعة المحاصيل التقليدية واختيار الفواكه الغريبة، مثل المانغا والليتشي والشيريمويا وجوز المكاديميا.

ويقول فاسيليس ميتسيوبولوس "إذا استمر إنتاج (الزعفران) في الانخفاض، أخشى أن يُضطر المنتجون إما إلى التخلي عنه وإما إلى الانتقال شمالا".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي