على رغم أن العطر هو ذاك المستحضر الجمالي غير المرئي، إلا أن رائحته هي الأكثر حضوراً في كل الأوقات من دون استثناء، سواء في إطلالاتك اليومية أو العملية أو في المناسبات، وأيضاً هي تلك اللمسة الخفية التي تُعزز أناقتك وأنوثتك وتكمل مظهرك، وفقًا ل سيدتي.
من جهة أخرى، ترتبط رائحة عطرك ارتباطاً وثيقاً بالذكريات وبأشخاص مروا في حياتك وأثروا فيك عاطفياً وإنسانياً. بالتالي، فإن لعطرك أسراره، وهذا ما يُفسر اختلاف رائحة العطر نفسه من امرأة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، إذ نجد العطر نفسه يليق بامرأة معينة، في وقت لا يلائم امرأة أخرى، كما أن كثيرين لا يمكن لهم معرفة مكوناته، حيث تقتصر هذه المعرفة على خبراء العطور فقط.
فإذا كنتِ من محبات الغوص أكثر في عالم أسرار العطور، نرصد لك في التالي بعض الأمور التي يجب أن تعرفيها وتختاري عطرك على أساسها، فهو المستحضر الذي يُعبر عن شخصيتك بما فيها من جمال وغموض.
ما الفرق بين العطر، ماء الكولونيا، والـeau de toilette؟
يستخدم كثر منا تعبير "عطور" لوصف أنواع الروائح العطرية كافة، إلا أن هناك فرقاً شاسعاً بين العطر وماء الكولونيا وماء التزيّن أو الـeau de toilette، وهو كالتالي:
يأتي العطر أكثر تركيزاً وثباتاً من الأنواع الأخرى، وقد عُرف تقليدياً بأنه مخصص للأثرياء، إذ يحتوي على أنقى وصفات العطور مع أعلى تركيز من الزيوت الباهظة الثمن وأقل كمية من المواد القاسية والماء.
يلي العطر ماء الكولونيا، حيث يكون أقل تركيزاً وثباتاً ورائحته لا تدوم طويلاً مقارنة بالعطر، كما أنه ملائم أكثر للاستخدام المنزلي.
يأتي في المرتبة الأخيرة ماء التزيّن، أو الـeau de toilette، فهو يتميز برائحة خفيفة ويُستخدم للتعطير الآني وليس للفت انتباه الآخرين.
ما هي نغمات العطور الأكثر شعبيةً!
الفانيليا هي أحد أكثر المكونات شيوعاً في العطور
الملاحظ في عالم العطور حالياً، أن روائح الخشب والحمضيات والفانيليا، وحديثاً العود، هي الروائح الأكثر شعبيةً. إلا أن خبراء العطور يجدون أن اختيار العطر أمر شخصي جداً ولا يتعلق بالاتجاهات السائدة، فالمهم فقط أن نستمتع بالرائحة التي يقع اختيارنا عليها، وأن تلفت نظرنا من الاستنشاق الأول لها.
هل تُصنع العطور من مواد طبيعية مئة في المئة؟
يعتقد البعض أن العطور الثمينة الصادرة عن العلامات التجارية الفاخرة، تشتمل دائماً على مكونات طبيعية مئة في المئة، إلا أن هذا الأمر غير صحيح لأسباب عدة:
أولاً بسبب التكلفة الباهظة لاستخراج تلك المكونات، والتي لا تستطيع تحمّلها تلك العلامات.
ثانياً لأن المكونات الاصطناعية متوافرة بشكل أكبر وتتيح إمكانات واسعة ومتعددة لا يمكن أن توفّرها المكونات الطبيعية.
ثالثاً لأن استخراج بعض المكونات الطبيعية، وتحديداً خشب الصندل، يضرّ في أحيان كثيرة بالبيئة، فيلجأ خبراء العطور إلى استخدام مادة خام يتم إنشاؤها في مختبر يكرّر جوهر خشب الصندل.
هل يستحق العطر سعره المرتفع؟
ككل الأكسسوارات والملابس، بالإمكان شراء العطور ببضعة دولارات أو بآلاف الدولارات، إلا أن العطور الحقيقية تستحق أن تكون باهظة الثمن، وذلك لأسباب عديدة أبرزها:
نوعية المكونات.
زجاجة العطر نفسها.
مع ذلك، لا يعكس السعر دائماً جودة المنتج، إذ إن التسويق يؤدي دوراً كبيراً في شهرة العطر بغض النظر عن جودته ومكوناته، وهذا يجب أن تأخذيه في الاعتبار عند شرائك عطرك المفضل.
تغيّر اتجاهات العطور موسمياً
العطور الخفيفة مثالية للصيف والقوية رائعة للشتاء
في العادة، يتم اختيار العطور وفقاً لفصول السنة المختلفة، بحيث يختار الناس روائح خفيفة في فصل الصيف، فيما يعتمدون روائح ثقيلة وقوية ونفاذة خلال الشتاء، مثل العنبر والمسك والحمضيات والفانيليا.. لكن هذا الأمر ليس قاعدة ثابتة في عالم العطور، ففي السنوات العشر الأخيرة، تميل العطور الى أن تكون أقوى وأكثر سكرية، مع تغيير طفيف بين موسم وآخر. وبالتالي، لم يعد ضرورياً التمسك بروائح معينة خلال فصول السنة المختلفة. لكن في النهاية، يعود اختيار العطور أولاً وأخيراً إلى ذوق المستهلك، حيث يفضل البعض مثلاً الروائح الخفيف خلال الشتاء، والعكس صحيح خلال الصيف، فيما يتمسك آخرون بالعطر نفسه خلال أشهر السنة كافة، بالتالي ما من قاعدة ثابتة لاختيار العطور.
رائحة العطر تختلف من شخص إلى آخر
نظراً إلى أن كلاً منا يملك بشرة فريدة من نوعها ونمط حياة مختلفاً، فإن رائحة العطر تختلف بين شخص وآخر.
يرى خبراء العطور أن كيمياء الجسم الفريدة للشخص تؤثر في طريقة تفاعل العطر مع البشرة، فعلى سبيل المثال، لدى الناس مستويات مختلفة من الرقم الهيدروجيني، وهذا من أهم الأسباب التي تجعل رائحة العطر نفسها مختلفة بين شخص وآخر، إضافة إلى درجة حرارة الجسم والبيئة المحيطة.
ينصح خبراء العطور بتجريب العطر من خلال رش عينة على البشرة وليس على قطعة ورق كما هو معمول به في المتاجر، وهكذا نتأكد من كيفية تفاعل العطر مع أجسامنا.
عطور تدوم طويلاً
في الحقيقة، لا يوجد شيء أسوأ من رائحة عطر تتلاشى وتختفي بحلول منتصف النهار. لذلك، في حال وجدت أن العطر الخاص بك لا يدوم طويلاً، فأنت تحتاجين إلى عطر ذي تركيز أعلى، بالتالي اختاري عطر ذي مكونات عالية الجودة وتركيزات أعلى من الزيوت العطرية، وهكذا تضمين رائحة عطر تدوم لأطول وقت ممكن.
اختيار العطر المناسب ليس بالمهمة الصعبة
يقول خبراء العطور إن اختيار العطر المناسب لا يُعتبر مهمة صعبة، لكن من المهم أن تعرفي ما تريدين وما يليق بك، بحيث يكون امتداداً لشخصيتك.
ابحثي دائماً عن الروائح التي تحسن مزاجك وترفع من معنوياتك وتعبّر عن ذاتك.
مثلاً، إذا كنت تتمتعين بشخصية مرحة، اختاري العطور التي تحتوي في تركيبتها على أزهار المشمش.
ولأن رائحة العطر تتبدل وتتغير خلال يومك، فإن الطريقة الفضلى للعثور على عطر يليق بشخصيتك، هي اختبار العطر في حياتك اليومية، وفي أماكن مختلفة ترتادينها.