بكين- ارتفعت الصادرات الصينية الشهر الماضي بأسرع وتيرة لها في أكثر من عامين، حسبما أظهرت بيانات، الخميس 7نوفمبر2024، متجاوزة التوقعات بسهولة ومزودة بتفاؤل بشأن الاقتصاد في الوقت الذي يستعد فيه المسؤولون لحرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا.
وتأتي القراءة أيضًا بعد أن بدأت بكين في الكشف عن مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تحفيز النمو مع التركيز على قطاع العقارات المتعثر، مما عزز الآمال في أن سنوات الركود التي أعقبت كوفيد قد تقترب من نهايتها.
قالت الإدارة العامة للجمارك إن الصادرات ارتفعت بنسبة 12.7 بالمئة إلى 309.1 مليار دولار الشهر الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين في استطلاع أجرته بلومبرج والتي كانت 5.0 بالمئة وأعلى بكثير من الشهر السابق. وهذا الرقم هو الأفضل منذ منتصف عام 2022.
ويواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم صعوبة في تحقيق التعافي الكامل بعد الوباء، حيث أدى تباطؤ الاستهلاك المحلي وأزمة الديون المستمرة في قطاع العقارات إلى إضعاف النمو.
لكن في إشارة إلى أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإعادة إشعال الطلب في الداخل، أظهرت أرقام يوم الخميس تراجع الواردات بنسبة 2.3%، وهو ما يفوق التوقعات ويمثل انعكاسا للنمو الطفيف الذي سجلته في سبتمبر/أيلول.
وأثار فوز ترامب في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد توليه منصبه مرة أخرى في يناير/كانون الثاني.
خلال فترة ولايته الأولى، بدأ ترامب حربًا جمركية لاذعة مع بكين، التي اتهمها باستغلال واشنطن بممارسات "غير عادلة".
ولم يتراجع الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عن موقفه الصارم تجاه الصين بشأن التجارة، لكن ترامب أشار إلى أنه سيتخذ موقفا أكثر صرامة يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع من البلاد.
وقال تشانج تشي وي رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول وكبير الاقتصاديين فيها في مذكرة إن نمو الصادرات الصينية في سبتمبر جاء "أفضل بكثير" من التوقعات.
وقال تشانغ "قد يكون هذا مدفوعا جزئيا بمحاولة المصدرين تحميل الشحنات مقدما من أجل التخفيف من أضرار الحرب التجارية المحتملة في العام المقبل".
وقال تشانغ إن أداء البلاد "يظهر علامات استقرار في الآونة الأخيرة"، مضيفا "لا يمكننا الاعتماد على الصادرات لدعم الاقتصاد الصيني".