مع تزايد الاعتماد على أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي من قِبَل الشركات الكبرى، وإحلالها تدريجياً مكان الكوادر البشرية، ترى بعض الشركات أن هذه التقنية، التي غزت العالم قبل عامين، لا تزال تفتقر إلى العقل المفكر؛ لتحل - بشكلٍ كامل - محل العنصر البشري، وفقًا ل زهرة الخليج.
وعلى الرغم من نجاح الذكاء الاصطناعي في الحلول مكان العنصر البشري بالعديد من الوظائف ذات المهام الإدارية البسيطة، فإن الخاتمة الأساسية لمهام العمل لا تزال تتطلب لمسة بشرية.
ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً؛ فقبل أكثر من عامين بقليل، وقبل الإعلان الرسمي عن دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى سوق العمل، كان من المستحيل مجرد التفكير في وجود طريقة للاستغناء عن البشر بمهام العمل.
الذكاء الاصطناعي
أحد رواد صناعة الذكاء الاصطناعي في العالم، الملياردير والمستثمر مارك كوبان، يلفت النظر إلى أن فكرة المحافظة على الوظائف البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي، تتطلب من أصحابها التحلي بالمرونة، وفقاً لما ذكره تقرير نشره موقع شبكة «CNBC» الإخبارية.
ودعا كوبان أصحاب الشركات، التي ترغب في إحلال الذكاء الاصطناعي مكان العمالة البشرية، إلى المرونة في التعامل مع الموظفين، مبيناً أنه من المستحيل الاستغناء عن العنصر البشري بشكلٍ كامل، مع اعترافه بأن الاستغناء قد يشمل ما يقارب الـ50% من الوظائف، مع الحاجة إلى عنصر أو اثنين في كل قسم؛ لأتمتة العمل بشرياً على المنجز الرقمي.
وفي دراسة بحثية، أجراها موقع «لينكد إن»، حول الأسلوب الأمثل لبقاء الموظف البشري في وظيفته مع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي، كانت الإجابة هي ضرورة المرونة والتكيف مع الواقع الجديد.
وذكر مدير الفرص، في موقع «لينكد إن»، أنيش رامان، أن أصحاب الشركات يميلون إلى توظيف أشخاص يتحلون بالمرونة، ويتكيفون مع متطلبات العمل المتغيرة، مشيراً إلى أن القدرة على التكيف هي مفتاح الحصول على فرصة وظيفية طويلة الأمد.
وأضاف رامان أن نظام العمل الهجين، الذي فرضته جائحة «كورونا»، قبل أربع سنوات، ساهم في زيادة الطلب على الموظف، الذي يلبي مسؤوليات العمل في أي وقت، ويكون متاحاً عبر جميع الوسائل.
وأشار رامان إلى أن أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، تستفيد من «الموظف المرن»، صاحب القدرة العالية على التكيف، على الرغم من ندرة هذه الصفة عند معظم الموظفين.
وسبب خشية الموظفين التحول إلى أشخاص مرنين، هو الخوف من تجربة أشياء جديدة، أو عدم الرغبة في كسر الروتين اليومي المعتاد. ولهذا السبب، تعد المرونة والتكيف من أهم الوسائل؛ للحفاظ على الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي.