لاشك أن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فلكل منَّا عاداته وطباعه المختلفة عن الآخر، فالاختلاف وارد بين الخطيبين، فلا يمكن أن يتحد الخطيبان في الرأي أو الطباع أو الثقافة أو العادات والتقاليد، حيث يأتي الشاب من بيئة والفتاة من بيئة أخرى، فالبيئة التي نعيش فيها لها أثر في سلوكنا وطباعنا وأخلاقنا، بالسياق التالي تعرفي كيفية التعامل مع اختلاف الطباع بين الخطيبين، وفقًا ل سيدتي.
فترة الخطوبة لا تكون كافية لتوضيح القيم والأخلاق للطرفين
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية أماني نبيل رضا لسيدتي: لاشك أن الاختلاف شيء طبيعي ووارد بين الناس، فمن الطبيعي أن لكل إنسان عادات وصفات تختلف عن الآخر، ومن الطبيعي أن يكون لكل شخص شخصيته وطبعه المختلف عن الآخر، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف بالطباع بين الخطيبين، واختلاف في القيم والأخلاق، والسبب أن كليهما عاش في بيئة مختلفة، ففي الغالب يكون الشاب من بيئة تختلف عن البيئة التي نشأت فيها الشابة، وفترة الخطوبة لا تكون كافية لتوضيح القيم والأخلاق لكل طرف، فيحدث الغموض، ولا يظهر الاختلاف في بداية الحياة بين الشريكين، فنجد أن كليهما لا يظهر حقيقة القيم التي يؤمن بها، ولا توجهاته، وطريقة تفكيره بشكل واضح للطرف الآخر خلال فترة الخطبة، فيحدث الصدام لعدم وجود التوافق، فالتوافق هو الانسجام الروحي الذي يربط الخطيبين، ولا يتحقق إلا بالاختيار الصحيح من الطرفين، فالكثير من الشباب عند اختيار شريكه يبحث عن الجمال أو المال، وآخر ما يفكر فيه هو الدين والثقافة والتوافق في الصفات النفسية والسمات الشخصية، لذا لابد من الطرفين بالبحث عن شريك حياة متسق معه في القيم والأخلاق؛ حتى يضمن حياة هادئة واستمرارية الزواج، ويضمن عدم الانفصال.
طرق للتعامل مع اختلاف الطباع بين الخطيبين
قبول كل طرف للآخر
تقبل الآخر يعني احترامه وتقديره وتفهم ما لديه من حصيلة المفاهيم، والعادات، ولا بد أن يقبل كلُّ طرف الطرفَ الآخر بما هو عليه من سلوكيات، وأفكار وتقاليد وقيم، ومعرفة أن كل واحد من الخطيبين جاء من بيئة مختلفة، ومعرفة أنه بعد فترة وجيزة من التقبل والتنازلات يبدأ الطرفان في تكوين مجموعة من الطباع والعادات التي تناسبهما، وذلك بغرض التفاهم وتسيير الحياة إلى الأمام.
التواصل الفعال
وهي عملية تبادلية بين طرفين تهدف إلى اتخاذ قرار، ويمكن التكيف مع اختلاف الطباع بين الخطيبين، فعن طريق التواصل الفعال تتكون المعرفة، ويزداد تبادل الخبرات والمعلومات والأفكار والآراء بشكلٍ مريح وسلس وواضح، وتزول الأفكار السلبية التي ترتبط بذهن الطرفين، فعند معرفة شريكك الآخر فإنك ستأخذين منه وسيأخذ منك، فالعملية متبادلة والعلاقة ستكون علاقة تكامل.
عدم السعي لتغيير الآخر
على كل طرف ألا يسعى إلى تغيير شريكه، فكل شخص له جانب إيجابي وجانب سلبي، ومحاولة الضغط على الجانب السلبي لتغييره بالقوة لن يجدي نفعاً، ولكن سيؤدي إلى نتائج عكسية، وإنما بالاتفاق وإيجاد أرضية مشتركة وحلول يتفق عليها الجميع، فقد يكون الاختلاف في الطباع بين الخطيبين مصدراً للوصول للسعادة بما يحدثه من تنوُّع في الحياة الزوجية، وأن كل طرف يكمل الطرفَ الآخر.
المصارحة والوضوح
وهما أساس الثقة بين الخطيبين، والأساس لإتمام مشروع زواج ناجح ودائم، فإن الكذب وإخفاء الحقائق يؤدي إلى المزيد من المشاكل بعد ذلك، لذلك فمن الضرورة التعامل بهما ليأخذ الطرفان القرار وهما على بينة، لذا فلا بد أن يقوم المخطوبان بمكاشفة بعضهما البعض من البداية ليختار الطرف الآخر بحرية هل يتحملها أو يتعامل معها أو يعالجها بطريقته، ومن دون أي ضغوط.
مساحة مرونة نفسية
المطلوب من الخطيبين في البداية أن يكون بينهما مساحة مرونة نفسية لقبول فكرة الاختلاف، فلابد من وجود القدرة على تنظيم المشاعر السلبية وضبط الانفعالات في المواقف الصعبة، وعند المرور بتجربة مؤلمة فيبادرون إلى التقبل وممارسة الحياة بعد فترة قصيرة، ولابد من تقبل فكرة الاختلاف بحد ذاته، ثم النظر لهذا الاختلاف من زاوية الإثراء النفسي، وليس التعارض أو التناقض.
احترام رأي الطرف الآخر
يجب أن يسود الاحترام بين الخطيبين، ويعد ذلك أساساً قوياً؛ لأن الاحترام يشمل احترام الشخص ورأيه وأفكاره وذاته، فتقبّل الرأي الآخر واحترامه من دون ضغينة أو كراهية، كما يجب أن يحرص كل طرف على الإنصات للآخر، ففي ذلك اعتراف صريح بحقه، وهو يعني السير في الاتجاه الصحيح لحل المشكلة.
الحوار لفترات طويلة
يجب على كلا الطرفين تعلم مبادئ الحوار الطويل بدون ملل أو فتور، فهو من أهم طرق التغلب على اختلاف الطباع بين الخطيبين، وعلى الرغم من أن الحوار مع الخطيب، وقد يكون الإصغاء والصمت هو أهم أجزاء هذه المهارة، فعندما يشعر الطرف الآخر أنك تحترم رأيه تماماً، وتستمع إليه بتركيز وتسمح له بالتحدث عن نفسه، أو عن اهتماماته وأفكاره سيدرك أنك شخص يحترمه ويقدر رأيه، وهي من أهم الوسائل للوصول للفهم المشترك، ويستلزم هذا الإدراك معرفة طباع كلا الخطيبين لبعضهما البعض، والوصول إلى أفكار متقاربة وتوافق تام، ولذلك لا بد أن يفصح كل طرف عن أكبر قدر من المعلومات عن نفسه وأفكاره وقناعاته، وهو ما يقلل من فرص المشاكل المستقبلية التي قد تواجه الشريكين مستقبلاً.
وجود رغبة للطرفين للعيش بسلام
إن اختلاف الطباع بين الزوجين ممكن أن يأتي بنتائج غير متوقعة، فيكون مصدراً لبلوغ السعادة بما يحدثه من تنوُّع في الحياة الزوجية، وأن كل طرف يكمل الطرفَ الآخر.
صيغ للتعامل مع الخلاف
لابد للخطيبين التخطيط معاً للبحث عن وسائل وطرق وصيغ بينهما للتعامل مع الخلاف، خاصة إذا توافر الحب بينهما، وأن أي مشكلة يمكن حلُّها بالتفاهم والحوار.
دراسة الشريكين بعضهما
عدم دراسة الخطيبين بعضهما البعض في بداية التعارف، هو الذي يجعل الحياة بعد الزواج تتحول لعملية اكتشاف مستمر، فكل طرف يحاول إظهار أحسن ما لديه ويبالغ في ذلك، لذا لابد أن يفهم الخطيبان بعضهما البعض بكامل التفاصيل قبل الإقبال على الزواج؛ حتى يتقبل كل منهما الآخر، ويتكيفان مع اختلاف الطباع.