
غزة - قال مسعفون، إن ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر اليوم الجمعة في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي على مخيم الشاطئ، وهو أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون فلسطينيون إن غارات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصا منذ مساء أمس الخميس، كما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى في شمال القطاع الليلة الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الكثيرين من الشهداء والمصابين جراء الغارات الإسرائيلية على المنازل في جنوب شرق خان يونس من النساء والأطفال.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن قواته قتلت عددا من المسلحين الفلسطينيين في ضربات جوية وبرية في جنوب قطاع غزة وهدمت بنية تحتية عسكرية.
وبحث بعض السكان اليوم الجمعة بين الأنقاض لمحاولة استعادة بعض ملابسهم ووثائقهم، فيما بحث الأطفال عن ألعابهم.
وروى أحمد صبح كيف صرخت ابنة عمته “ألحقوني، ألحقوني”.
وقال “طلعنا نجري لقينا ولادها، ولد وبنت مستشهدين، وابنها تحت عمود خرساني فضلنا ساعة ونص عبال ما طلعناه”.
ووصف أحمد الفرا عملية انتشال أقاربه ومن بينهم والدته من بين الأنقاض، مضيفا أنه فقد 15 فردا من عائلته في الهجمات الجوية.
وقال “كنت أحاول أطلع أمي، لقيت دبابة. قلت راح أطلعها ولا بشوف الدبابة؟ إيش أسوي؟ صرت أطلعها بخوف. الكل نفس الإشي، يطلع بخوف”.
وفي مستشفى ناصر القريب، كفّن المسعفون القتلى ومن بينهم ثلاثة أطفال.
اقتحام مستشفى
وفي شمال القطاع حيث تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة المحيطة بمدينة جباليا منذ أسابيع، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان، وهو أحد المرافق الطبية الثلاثة التي تكابد من أجل مواصلة العمل هناك، ونشرت قوات خارجه.
وقال عيد صباح مدير التمريض في المستشفى في رسالة صوتية “من منتصف الليل وصلت الدبابات، جيش الاحتلال، إلى أسوار المستشفى والجرافات وتم ترويع المواطنين والجرحى والأطفال وإطلاق النار عليهم داخل المستشفى”.
وأضاف “وبعد قليل من انسحاب (القوات) وصل وفد من منظمة الصحة العالمية ومعه سيارة إسعاف… وبالفعل تم إجلاء 40 من المصابين والجرحى من المستشفى ليلة أمس. وتفاجأ الجميع بعودة الدبابات لمحاصرة المستشفى مباشرة بعد ساعة من خروج منظمة الصحة العالمية وقصف محطة الأكسجين في داخل المستشفى وانقطع الأكسجين، مما أدى إلى فقدان حياة بعض المرضى داخل العناية”.
وقال “في صباح هذا اليوم المبكر اقتحمت قوات الاحتلال أسوار المستشفى وبدأت بالمناداة على الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والمرافقين بالنزول من المستشفى”.
وفي الوقت ذاته، قال مسعفون إن غارات إسرائيلية على ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا القريبة أدت إلى استشهاد 25 وإصابة العشرات.
ورفضت الفرق الطبية في المستشفيات الثلاثة الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء حتى لا يتركوا المرضى دون رعاية. وقالوا إن ما لا يقل عن 800 فلسطيني استشهدوا في شمال غزة منذ بدأ جيش الاحتلال الهجوم الجديد قبل ثلاثة أسابيع.
مسعى جديد لوقف إطلاق النار
يأتي التصعيد في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة لإطلاق مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأكد مسؤول من حماس اليوم الجمعة أن وفدا بقيادة كبير المفاوضين خليل الحية وصل إلى القاهرة أمس الخميس للاجتماع مع مسؤولين مصريين لمناقشة “سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وقال المسؤول إن حماس متمسكة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب في غزة ويخرج قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع ويتضمن صفقة لمبادلة الأسرى والمعتقلين.
وقال مسؤولون أمس الخميس إن مفاوضين أمريكيين وإسرائيليين سيجتمعون في الدوحة خلال الأيام المقبلة في محاولة لاستئناف المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق. ويأتي هذا بينما تواصل قوات الاحتلال قتال جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان.
وقامت مصر وقطر بجهود وساطة بين إسرائيل وحماس خلال محادثات استمرت لشهور وانهارت في أغسطس آب دون التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال الذي بدأ بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في قطاع غزة.
ومع استمرار الحرب في عامها الثاني، يقترب عدد الشهداء في قطاع غزة من 43 ألفا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دمرت معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان.
وأثارت العملية في شمال القطاع مخاوف بين الفلسطينيين من أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بإخلاء المنطقة من أجل إنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب أو لتمهيد الطريق لعودة المستوطنين الذين غادروا غزة في عام 2005.
وتنفي تل أبيب أن يكون لديها مثل هذه الخطط وتتهم حماس بعرقلة مغادرة المدنيين لتوفير غطاء لقواتها، وهو ما تنفيه حماس بدورها.