غزة – لم تكن واقعة استشهاد الرجل الأول في حركة حماس، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار حدثاً غير متوقع في أتون حرب الإبادة على غزة حيث يحرق الاحتلال الأخضر واليابس بحثاً عن فعالي المقاومة القياديين، لكن استشهاد المقاتل السنوار في خضم اشتباك مباشر مع قوات جيش الاحتلال أحيا سيرة الرجل، حتى ضحت شبكات التواصل الاجتماعي بمشهد معركته الأخيرة مشتبكاً مع مسيرة إسرائيلية، يقاوم حتى الرمق الأخير.. ويكأنه يقول، قام ولو بعصا، فالمقاومة جدوى مستمرة.
استشهد السنوار “أبو إبراهيم” في أكثر الأماكن خطورة في حي تل السلطان برفح الذي تم إخلاؤه منذ أكثر من 5 أشهر، ولم يكن في الأنفاق ولا بين النازحين، بل في ميدان المعركة فوق الأرض مشتبكا مقبلا غير مدبر، وليس كما كان يروج الإعلام الإسرائيلي وحلفاؤه من المتصهينين العرب أنه في عمق الأرض محاط بالأسرى، ويرتدي حزاما ناسفا.
وعدّ المغردون وأصحاب الرأي والفكر بأن استشهاد السنوار خسارة معنوية كبيرة لن تضعف المقاومة أو تفنيها، فهي اليوم تعمل بشكل أقرب إلى جزر وعقد قتالية متفرقة، حيث تتبع تعليمات مبدئية وميدانية تقل فيها الأدوار المركزية.
وأشار د. محمد مختار الشنقيطي إلى الطريقة التي اختارها قائد حماس لينهي رحلة طويلة من البحث عن الموت في سبيل الله، مكبداً الاحتلال خسائر لن ينساها التاريخ.
عاش #يحيى_السنوار جاهدًا مُجاهدًا، ومات شهيدًا مقبلاً، بعد رحلة طويلة من البحث عن الموت في مظانِّه، كبَّد فيها العدوَّ الغاشم خسائر لن ينساها التاريخ. ولم يستشهد حتى بنى مقاومة صلبة، وأيقظ أمة غافلة، وأحيا قضية مقدَّسة كاد يطويها النسيان، ورفع راية ناصعة للسائرين على درب العزَّة pic.twitter.com/3xGkikV3kH
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) October 17, 2024
وكتب تامر، الناشط على منصة “إكس”، كيف أهدى الجنود الإسرائيليين الأغبياء حماس ويحيى السنوار صورة مشرفة بتسريب صوره وهو يحمل سلاحه مرتدياً جعبته، ليسلبهم وهو يقاتل في الصفوف الأمامية صورة النصر، ويدحض الدعاية الإسرائيلية باختبائه في الأنفاق التي لربما ادعوا انهم اغتالوه فيها!
كيف منحت إسرائيل عدوها الأول يحيى السنوار الاستشهاد بصورة مشرفة أزعجت المجتمع الإسرائيلي؟ لماذا لم تزيل الجعبة العسكرية وهو أبسط الأمور؟
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 17, 2024
في الحقيقة، من متابعتي للحدث منذ أولى اللحظات على الإعلام العبري، ما حدث لم يكن ما أراده الجيش أو السياسيون، ولكن بقدرة الله تأتي الرياح بما… pic.twitter.com/7msQFjvQAs
وأكد الصحفي والكاتب السياسي المصري وائل قنديل، أن استشهاد السنوار لن ينهي حماس ولا المقاومة، وأن كتائب القسام ستكون أقوى من بعده كما حدث يوم استشهاد عزالدين القسام.
"استشهد القسّام فكانت كتائب باسلة حملت اسم عز الدين القسّام، وأذهلت العالم ببطولاتها ولا تزال، وكذلك الحال مع استشهاد يحيى السنوار، ستكون كتائب الشهيد يحيى السنوار وستحارب ببسالة حتى التحرير.. كلاهما عز الدين وكلاهما ثورة"
— العربي الجديد (@alaraby_ar) October 18, 2024
اقرأ مقال @waiel65 عبر الرابط: https://t.co/DOduHYWTHb pic.twitter.com/Md19JPk1FL
وكتب صانع المحتوى المصري الشهير ببرنامج “ألش خانة”، فصاغ سيناريو متخيلاً عما سيكتبه التاريخ عن طوفان الأقصى وقائده يحيى السنوار، وكيف أن أهل فلسطين وقعوا في مقتلة عظيمة دون أن يدفع ذلك “جيش البيت المقدس” إلى الاستسلام وإنما صمد مثخناً بالعدو بما أوتي من قوة، في إشارة إلى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
وفي باب الملاحم وذِكر الفتوحات، يُروى أن القائد المسلم يحيى بن إبراهيم بن حسن السنوار العسقلاني الفلسطيني، كان من أولياء الله الصادقين، نهض لتحرير بيت المقدس من براثن يهود الغاصبين، وقد انتفضت له إمامية جنوب لبنان، الذين كانت أرضهم مضطربة وفي ضيق حال، ولكنهم صاروا له أنصاراً… pic.twitter.com/fz2r8Ze3d5
— alshkhanah alshangy (@Alsh5anah) October 18, 2024
وغرد الإعلامي علاء صالح بقطع مصور أكد فيه على ما عاش لأجله السنوار من أفكار ومبادئ سياسية وعسكرية، فاستشهد مقبلاً غير مدبر سلاحه ليلهم الملايين، “فلم يمت كالبعير بل نال ما تمنى”.
صورة استشـ.ـهاده حاملا سلاحه مشتبكا ستلهم الملايين.. هو الذي داس على رأس الكيان المتغطرس!
— علاء الصالح (@AlaaElsaleh) October 17, 2024
نال ما تمنى ولم يمت كالبعير.. سيظل أسدا يزأر بكلمات خالدة تحيي الملايين.. هكذا قال تقبله الله ????المسيرة مستمرة..
ولا نامت أعين الجبناء#يحيى_السنوار ???????? pic.twitter.com/bE9FdUXpyo
وقال الناشط الفلسطيني خالد صافي، إن رئيس حماس ابن الستين عام استشهد ببزته العسكرية، يربط جرح يده ويقاوم رغم شيبته، ولم يترك ميدان القتال ولا ساحات التفاوض.
يرتدي بزته العسكرية وهو ابن الستين، ويربط على جرح يده ويقاوم رغم شيبته، ولم يترك ميدان القتال ولا ساحات التفاوض والسياسة، هو أدار المعركة من بدايتها حتى نهاية عمره، وأذاق عدوه الحسرة، وساق جنوده لخاتمة يريدها لنفسه..#السنوار_شهيد_الأمة #السنوار #يحيى_السنوار pic.twitter.com/8XqwyMLwR7
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) October 18, 2024
أما ناصر القرني فأشار إلى قصة أريكتين ختم السنوار حياته بعز بينها، واحد على أنقاض مكتبه الذي دمره الاحتلال عام 2021، حيث قام الاحتلال سياسيا، والأخرى بعد قتال ملهم للأطفال والأبطال، وكتب في تغريدة أخرى أن حماس بعد اغتيال الشهيدين المؤسسين أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي لم تضعف، بل جاء بعدهم الطوفان.. “فالمقاومة جدوى مستمرة”.
بين الأريكتين حكاية #سيد_الطوفان ..
— م.ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) October 17, 2024
بهذه النهاية كُتب للسنوار الخلود.
سيصبح بطل الأطفال وملهم الشباب.
نضال ثم مؤبدات ثم حرية ثم نضال ثم طوفان لم يشهد له التاريخ مثيل ثم شهادة بهذه الصورة !
تاريخ ثقيل. #يحيى_السنوار pic.twitter.com/Cgvk42h6b1
وتداول مغردون نعي الممثل الأمريكي دان بيلزيريان، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، معربا عن أمنيته بخلاص العالم من الاحتلال وتحرير فلسطين.
في تصريح للممثل الأمريكي دان بيلزيريان، تعقيبًا على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حـ0،،اس "يحـ،،يى الـ،،،نوار"، أعرب عن تضامنه وأشار إلى أنه لو كان هناك العديد من الرجال مثل الـ،،،نوار، لكان الاحتلال قد انتهى منذ فترة طويلة. pic.twitter.com/64zWpwO7vS
— مقاطعة (@Boycott4Pal) October 18, 2024
وقال المعلق الرياضي حفيظ دراجي، إن السنوار رحل مثل غيره من الرجال في زمن الأنذال، صدق الله فصدقه ومضى شهيدا وفي يده بندقيته دفاعا عن دينه و وطنه و شرفه.
كان يتمنى الشهادة فنالها بفضل من الله مثل غيره من الرجال في زمن الأنذال.
— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) October 17, 2024
نبارك ليحي السنوار الذي استشهد و في يده بندقيته دفاعا عن دينه و وطنه و شرفه، ونعزي كل شامت، جبان ، متخاذل و متصهين ، بلا شرف ولا كرامة، يفرح لموت مؤمن على يد كافر والعياذ بالله، فلا هو يتحلى بأخلاق الإسلام… pic.twitter.com/yTaUbod8rw
وأشار حمد الشامي، أن الله أراد أن تنشر صور استشهاد السنوار على يد أعدائه ليرفع مقامه، ويبرئه من شبهة الاختباء بين أبناء شعبه.
لو وجدت المقاومة جثمانه وقالت إنه استشهد في اشتباك، لربما شكك الكثيرون في الأمر، وربما ادعى العدو أنه قتل في "نفق". ولكن الله أراد أن تُنشر صور استشهاده على يد أعدائه، ليرفع مقامه، ويبرئه من شبهة الاختباء بين شعبه.
— حمد الشامسي (@Alshamsi789) October 17, 2024
نم بسلام يا أبا إبراهيم... #يحيى_السنوار pic.twitter.com/HXTpBPjBfJ
وأضاف د. خالد العتيبي بأن السنوار استشهد مشتبكاً لا مختبئاً كما يدعي الصهاينة العرب، وأن عمليات رفح البطولية كان يقودها بنفسه في الخطوط الأمامية، لابسا جعبة الحرب، مؤكدا في تغردية أخرى أن السنوار إنسان غير عادي أساء وجه العدو في حياته وفي استشهاده، وتجسدت فيه كل معاني الأمل والصمود و رباطة الجأش و الشجاعة و البطولة.
إن صحت الأخبار فكل ما كنا نشاهده من عمليات رفح البطولية كان يقودها البطل #يحيى_السنوار من الخطوط الأمامية، لابسا جعبة الحرب متسلحا ببندقيته، مجاهدا مقبلا غير مدبر، مشتبكا مع العدو،
— د. خالد عبيد العتيبي (@khaledob) October 17, 2024
لا مختبئا في الأنفاق كما يدعي #الصهاينة_العرب و إعلامهم المنحط!
و هذا الاشتباك حصل بالصدفة و ليست… pic.twitter.com/OzhiUnLFXy
وقال الإعلامي المصري عبد المنعم محمود، إن صورة استشهاد السنوار مجعباً لن تمحى من ذاكرته، ووصفه “بالأيقونة المشرفة في أوج مأساتها، بسترته العسكرية وسلاحه، والساعة التي كانت تلمع على يده كما لو كانت أبلغ من السلاح نفسه”، مشيراً إلى أثر طوفان الأقصى الذي قاده في قلب موازني العالم الذي لم يعد ينتظر إلا حكمه على اللحظة.
نهاية محرجة!
— abdelmoneim Mahmoud عبدالمنعم محمود (@moneimpress) October 18, 2024
كان ارتباكي عميقًا عندما بلغني خبر استشهاده، في لحظة لم يكن فيها للعالم معنى سوى تلك الشؤون الصغيرة التي تحاصرني. لحظة دنيوية للغاية بالنسبة لي، حيث قررت أن أترك وظيفتي التي لازمتها لسنين، دون أن أرسم لنفسي وجهة جديدة. عقلي كان غارقًا في هموم الدنيا وتفاصيلها… pic.twitter.com/gbaDm5QsxA
وقال أحمد حجازي إن السنوار قضى مثله مثل أي جندي، يقاتل بإصرار حتى آخر نفس، دون أن يستوعب عقل أنه هذا هو قائد حماس.
مثله كمثل الجند المقاومين لا يُمكن لأي عاقل أن يستوعب أن هذا هو يحيى السنوار ، مصاب في يده، ملثم، أنهكته الجراح ،بعد معركة وإشتباك طويل، لكنه أصر على عدم الاستسلام والمقاومة حتى آخر نفسه.
— أحمد حجازي ???? (@ahmedhijazee) October 17, 2024
تقبله الله ونحتسبه مع الشهداء والأنبياء والصديقين.
" مُقبلاً غير مدبر يا أبا إبراهيم". pic.twitter.com/0jEz8CDNQD
واقتبس بلال بخاري فقرة من رواية الشوك والقرنفل التي سطر السنوار أوراقها في أسره عام 2004، والتي أهداها إلى من تعلقت أفئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى المحيط، مبيناً في تغريدة أخرى أنه في اللحظة التي كانت تُذبح فيها غزة، كان “المقاوم السنوار يُحكم سلكًا حديديًا حول يده المقطوعة بعد إصابتها في الاشتباك مع إسرائيل، ثم رمى بيده الأخرى ما تبقى من روحه على طائراتهم حتى فاضت إلى خالقها”.
"الآن جاء الموعد يا أمّاه، فلقد رأيتُ نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد. ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك، مرحى بك!"
— بلال البخاري (@BelalElbukhary) October 18, 2024
يحيى إبراهيم حسن السنوار
رواية الشوك والقرنفل، سجن بئر السبع، ٢٠٠٤م. pic.twitter.com/OZYxpoCVpt
أما علي البخيتي فكتب عن اختلافه مع منهج السنوار في المقاومة، مشيراً إلى الصهاينة العربة المتشمتين باستشهاده.
لا أتفق مع منهج #يحيى_السنوار في المقاومة، وانتقدته كثيرًا، لكن حذائه أشرف من كل عربي ومسلم تشفى في مقتله على يد إسرائيل. pic.twitter.com/d3fJSLEfwE
— علي البخيتي (@Ali_Albukhaiti) October 17, 2024
والسنوار إذن مات كما يتمنى، فقد استشهد وهو يقاتل بكل ما استطاع من قوة، ليكسر شوكة إسرائيل وهو الذي لطالما دعا ردد دعاءه “اللهم اكسر بنا شوكتهم، ونكِّس بنا رايتهم، وأذِّل بنا قادتهم، وحطم بنا هيبتهم، وأزل بنا دولتهم، وانفذ بنا قدرك فيهم بالزوال”، فقد حرم السنوار الاحتلال من صورة نصر حلموا بها، فكان مقتله “ضربة حظ” عن طريق الصدفة، ولم تكشف هوية الرجل إلا في اليوم الثاني بعد عملية تمشيط جرت لمكان الاشتباكات.