
غزة - قال الصحافي الأمريكي ماكس بلومنثال إن وسائل الإعلام الغربية تجاهلت الهجمات والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وأخفت عن الرأي العام الغربي الوجه الحقيقي للحرب، حسب الأناضول.
وتطرق بولمنثال محرر موقع الأخبار المستقل “ذا غري زون” إلى طريقة تعامل وسائل الإعلام الغربية مع الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة ودور الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وانتقد وسائل الإعلام الغربية لنشرها أخبارا مؤيدة لإسرائيل، لا سيما بعد هجوم حركة “حماس” على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن الإعلام الغربي لم يُظهر خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه مع “حماس” والفصائل الأخرى في غزة، بل ركز فقط على المدنيين الإسرائيليين الأسرى.
وذكَّر أن أخبار الفظائع المزعومة مثل وجود “أطفال (إسرائيليين) مقطوعي الرأس” فبركتها وسائل الإعلام لإضفاء الشرعية على رد إسرائيل القاسي على الفلسطينيين.
وأفاد أن الأحداث الأخيرة في غزة، مثل مقتل موظف بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وقصف مخيم جباليا للاجئين، لم تحظَ بالتغطية الكافية في إسرائيل.
ومنذ الأحد، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي فظائع وحصار مطبق بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، في ثالث توغل بري منذ بدء الإبادة الجماعية قبل عام.
وأوضح أن وسائل الإعلام الغربية الآن تركز على الهجوم الإسرائيلي على لبنان، وتتجاهل الحديث عما يدور غزة من انتهاكات.
الولايات المتحدة أكبر عقبة أمام السلام
وأوضح الصحافي الأمريكي أن الإعلام الغربي لا يعرض الانتهاكات التي يتباهى الجنود الإسرائيليون بعرضها في فيديوهاتهم.
وقال: “يظهر الجنود الإسرائيليون عبر حساباتهم على تيك توك وهم يفجرون منازل (في غزة) للترفيه، ويطلقون النار على البيوت، ويرتدون ملابس داخلية نسائية في البيوت التي يقتحمونها”.
وأضاف: “لم يتطرق الإعلام الغربي لهذه الأمور إطلاقا، وكذلك لم يتطرق للأمر الذي أصدرته إسرائيل في 7 أكتوبر بقتل مواطنيها وجنودها الذين احتُجزوا رهائن، والمعروف ببروتوكول هانيبال”.
وأردف: “أرى أن المشكلة الأكبر للإعلام الغربي ليست فيما يعرضه، بل فيما لا يعرضه”.
كما انتقد دور الولايات المتحدة في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، واصفا إياها بأنها “أكبر عائق أمام السلام”.
اللوبي الإسرائيلي
وتطرق بلومنثال إلى قصف إسرائيل قوافل المساعدات الإنسانية في غزة، متهما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهدافها.
ولفت إلى أن الوزير بلينكن مقرَّب من اللوبي (منظمات الضغط) الإسرائيلي، مؤكدا أن المشكلة الأكبر بسياسات واشنطن هي “دور اللوبي الإسرائيلي والمليارديرات الذين يدعمون إسرائيل في تمويل الانتخابات”.
وأشار إلى أن التغيير الوحيد يمكن أن يحدث “على المسرح العالمي” بتسجيل منظمات الضغط مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” عملاء أجانب.
حركة التضامن الفلسطيني في الولايات المتحدة
وتعليقا على الدور المتزايد للنشاط العالمي على الإبادة الإسرائيلية على غزة، قال: “أحيت حركة التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة الحركةَ المناهضة للحرب التي ماتت قبل 7 أكتوبر”.
وأكد على دور الحركة في كشف التناقضات داخل المؤسسات الأمريكية، بما في ذلك جهود قمع الاحتجاجات في الجامعات ومحاولات الكونغرس الحد من حرية التعبير.
وأضاف: “من المهم أن يرى الأمريكيون هذه الحركة، فبها كشفوا عن أحد أكبر التناقضات في الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص”.
عجز الأمم المتحدة
وفي معرض انتقاده لنفاق “النظام القائم على القواعد” لدى الغرب، أعرب بلومنثال عن شكوكه بشأن النظام العالمي الحالي، لافتا إلى أن إخفاق المنظمات الدولية، لا سيما الأمم المتحدة، أسهم في تصعيد العنف في الشرق الأوسط.
وقال بلومنثال: “تبدو الأمم المتحدة عاجزة ضعيفة تماما، لأنها لا تستطيع أن تتدخل أو تقوم بأي شيء لمنع عنف إسرائيل والولايات المتحدة”.
وحذر من احتمال نشوب صراع طويل الأمد في المنطقة، بقوله: “نرى هذه الحرب تتحول إلى حرب مدتها 20 عاما بسبب إخفاق المنظمات الدولية التي أسسها الغرب وأعدَّها مسبقا للإخفاق”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 139 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية.