دور الحضانة تنتشر في ساحل العاج مع تزايد دخول النساء سوق العمل

أ ف ب - الأمة برس
2024-10-11

معلمة مع أطفال في دار حضانة في سوق أنغري كوكوفيكو في أبيدجان بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (أ ف ب)أبيدجان (ساحل العاج) - يتزايد انتشار دور الحضانة والرعاية بالأطفال في ساحل العاج مع دخول النساء سوق العمل بينما كانت مهامهنّ تقتصر تقليديا على الأعمال المنزلية.
وتشير وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفل إلى وجود 254 دار حضانة ومركزا خاصا للاعتناء بالأطفال في مختلف أنحاء البلاد، 203 من بينها في أبيدجان، مقارنة بـ 174 في العام الفائت.

في حي كوكودي الراقي، توصل شيمين غيسو (31 عاما) ابنتها نيريا البالغة سنتين إلى حضانة "بايبي جوي". وتقول: "إنّ اصطحابها إلى الحضانة يتيح لي أن أرتاح بعض الشي. صحيح انها ابنتي لكنني أشعر بالإرهاق في كثير من الأحيان".

وتعيّن عليها بعد الولادة أن تتخلى عن عملها لرعاية طفلتها. أما اليوم فتستفيد من دار الحضانة لمعاودة البحث عن عمل.

وتقول مديرة حضانة "بايبي جوي" التي افتتحت عام 2018 جوهانا يوبويه لوكالة فرانس برس "إنّ إرسال الأطفال إلى الحضانة يشكل مصدر راحة للأمهات، إذ يتيح لهنّ مزاولة أعمالهنّ وتحقيق المزيد من الرضى في وظائفهن، والشعور براحة أكبر على المستوى الجسدي والمعنوي".

ويتزايد عدد النساء العاملات في ساحل العاج، إذ أصبحت نسبة هؤلاء 51% عام 2022 مقارنة بـ46% في السنة السابقة، بحسب الأرقام الرسمية، مع العلم أنّ هذه النسب تبقى أدنى من تلك الخاصة بالرجال (81%).

ومع ذلك، لا يزال عدد دور الحضانة ومراكز الرعاية بالأطفال منخفضا مقارنة بمعدل الأطفال دون سن السادسة (4 ملايين)، وهو العمر الذي تصبح فيه المدرسة إلزامية.

وفي حال عدم تولّي أحد الوالدين الاعتناء بالأطفال، توكَل هذه المهمة إلى مربيات أو أفراد من الأسرة.

وتقول ساليماتا بامبارا، مديرة حضانة "سالي كيدز كير" الخاصة التي افتتحت هذا العام في حي يوبوغون الشعبي "إنّ الناس يفضلون الاستعانة بمربية تنجز أيضا الأعمال المنزلية والغسيل والتنظيف، لكنّ الأطفال يعانون بسبب ذلك". وتكون هؤلاء المربيات أحيانا غير مؤهلات بما يكفي و"لا يعرفن أهمية تجارب الطفل الأولى في بيئة محفزة".

في الساحة الملونة لحضانة "بايبي جوي"، توصل فاتوماتا بامبا ابنتها البالغة عامين ونصف عام. ففي هذا المكان تتعلم أنيسة الكلمات والأرقام و تتشارك مع أطفال من عمرها ألعاب بناء.

وتقول بامبا، وهي محامية، "أتأكد أقلّه أنها تتلقى التعليم الذي تحتاجه"، مشيرة إلى أنها أصبحت "أكثر إنتاجية" في العمل.

- نقص في الموظفين المؤهلين -
وتضم ساحل العاج عددا قليلا من مؤسسات التدريب الرسمية، تُضاف إليها حفنة من المؤسسات الخاصة، بينها مدرسة التدريب المهني للطفولة المبكرة التي تمنح شهادات لنحو مئة شخص سنويا.

ويقول مدير التدريب في المدرسة عمر بوا بويدي: "لاحظنا (عند إنشائها عام 2019)أنّ دور الحضانة ومراكز الرعاية الخاصة تعاني من نقص في الموظفين وأنّ العاملين فيها ليس لديهم مؤهلات".

دار حضانة في سوق أنغري كوكوفيكو في أبيدجان بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (ا ف ب)

واستلهمت المدرسة في وضع برامجها من مؤسسات أجنبية، بحسب بوا بويدي.

تبقى مسألة تكلفة هذه الدور، والتي تصل سنويا في بعض الأحيان إلى مليون فرنك إفريقي (1667 دولارا)، أي أكثر من الحد الأدنى للأجور لعام كامل في ساحل العاج. وتكون هذه الأماكن بالتالي مخصصة للأثرياء.

أما في الأحياء الشعبية، فتنتشر دور حضانة متواضعة.

بين المحلات التجارية في سوق كوكوفيكو الصاخب في شمال شرق أبيدجان، يستقبل مركز رعاية خاص متواضع أطفال البائعات والسكان المحليين منذ عام 2021. ويتألف هذا المركز من ساحة صغيرة وغرفة فيها بعض الطاولات والكراسي والألعاب.

وتقول مديرة الحضانة لوسي جاما إنّ الحضانة التي أنشأتها إدارة السوق، "تساعد النساء على تحقيق استقلاليتهنّ"، متمنية الحصول على مزيد من المعدات للحضانة لا سيما ألعاب تعليمية.

أما تكلفة دار الحضانة هذه فهي أقل من غيرها، إذ تبلغ 25 ألف فرنك أفريقي (41 دولارا) للتسجيل، ثم سبعة آلاف فرنك أفريقي (11,60 دولارا) شهريا.

ويبعث وجود هذه الحضانة بالارتياح لأديل كويبينان، وهي بائعة فشار تصطحب ابنتها البالغة ثلاث سنوات إليها.

وتقول "أشعر بسعادة لترك طفلتي الصغيرة هنا"، مضيفة "أستطيع التحرك والبيع كما أشاء"، متذكرة عندما كانت تحمل طفلتها التي كانت تبلغ بضعة أشهر فوق ظهرها وهي تتجوّل لتعمل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي