طوفان الأقصى : إسرائيل تحيي الذكرى الأولى لهجوم حماس المباغت وسط حرب على عدة جبهات

أ ف ب - الأمة برس
2024-10-07

صور لضحايا الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل على جدار في البلدة القديمة بالقدس في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (ا ف ب)القدس - تحيي إسرائيل الاثنين 7-10-2024 ذكرى الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأشعل فتيل حرب في قطاع غزة امتدت الى لبنان، فيما تتزايد المخاوف من اتساع رقعتها في الشرق الأوسط.
وتزامنا مع إحياء ذكرى الهجوم، شنت إسرائيل غارات على غزة وأنحاء عدة في لبنان أبرزها الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. في المقابل، أطلق خصوم الدولة العبرية صواريخ في اتجاهها من الشمال والجنوب واليمن، متوعدين بمواصلة القتال رغم تكاليف باهظة تكبدوها خلال الفترة الماضية.

وتقام الإثنين تجمعات ومراسم لإحياء السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تقابلها تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، في ذكرى الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1206 قتلى معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وبدأت المراسم في كيبوتس رعيم، في موقع مهرجان نوفا الموسيقي حيث قتل نحو 370 شخصا مع وقوف عائلات الضحايا دقيقة صمت في تمام الساعة 6,29 صباحا (3,29 ت غ)، وهو توقيت بدء الهجوم الذي سمته حماس عملية "طوفان الأقصى".

ورأى الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ في بيان أن "على العالم أن يدرك ويفهم أنه من أجل تغيير مجرى التاريخ وإحلال السلام وتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة، عليه أن يساند إسرائيل في معركتها ضد أعدائها".

وقال دورون جورنو الذي قُتلت ابنته كارين (23 عاما) في الموقع، لفرانس برس إن "الألم لا يتلاشى، بل يزداد حدة".

وفي القدس، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "نستذكر موتانا ورهائننا الذين من واجبنا أن نعيدهم إلى ديارهم، وأبطالنا الذين سقطوا دفاعا عن الوطن والبلد".

وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت "إننا ملتزمون بحزم بمواصلة اتخاذ كل التدابير الضرورية للانتصار على أعدائنا والدفاع عن بلادنا".

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس عن "وحشية" و"فظاعة" هجمات حماس. لكنهما أبديا تعاطفا مع معاناة المدنيين الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة التي خلفت نحو 42 ألف قتيل معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وقال بايدن "بعد عام، ما زلنا أنا ونائبة الرئيس هاريس ملتزمين بالكامل بسلامة الشعب اليهودي وأمن إسرائيل وحقّها في الوجود".

وفي باريس، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن "الألم لا يزال حيا كما قبل عام ... ألم الشعب الإسرائيلي، ألمنا، الم البشرية الجريحة".

وفي سياق الدعوات لوقف الحرب والتصعيد، حذر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي خلال زيارة إلى بيروت بأن "العدوانية الاسرائيلية التي رأيناها بدأت ومستمرة في غزة وانتقلت الآن الى لبنان، تدفع المنطقة جميعها الى هاوية حرب إقليمية شاملة".

وفي الفاتيكان، ندد البابا بـ"عجز الأسرة الدولية المخزي وكذلك أقوى الدول، عن إسكات الأسلحة ووضع حد لمأساة الحرب".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من القدس موقف باريس بأن "القوة وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل".

من جانبه، كتب المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني "اثنا عشر شهرا من المعاناة التي لا توصف للرهائن في غزة، وعائلاتهم تركت في طي النسيان ومجتمع مصاب بصدمة عميقة"، مضيفا أن الحرب حولت غزة أيضا إلى "بحر من الأنقاض لا يمكن التعرف عليه ومقبرة لعشرات الآلاف من الناس".

- صواريخ على تل أبيب -
وخلال إضاءة أقرباء الضحايا الشموع، دوت انفجارات القصف المدفعي على قطاع غزة القريب وسمع هدير المروحيات.

وقال الجيش إن أربع قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية اعترض ثلاثا منها وسقطت الرابعة في أرض خلاء.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ استهدفت "تحشدات الاحتلال" عند معبر رفح وكرم ابو سالم وكيبوتس حوليت قرب الحدود مع غزة. ولاحقا، أعلنت إطلاق صواريخ على تل أبيب حيث دوت صفارات الإنذار.

وبعد ظهر الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أرض-أرض أطلق من اليمن باتجاه وسط البلاد.

كما دوت صفارات الانذار في الشمال حيث توسع الدولة العبرية عملياتها البرية ضد حزب الله في جنوب لبنان. وقال الجيش لاحقا إن حزب الله أطلق 135 صاروخا حتى الخامسة بعد ظهر الاثنين.

وأعلن منتدى عائلات الرهائن الإثنين مقتل رهينة عرفت عنه بأنه إيدان شتيفي (28 عاما)، خطف من مهرجان نوفا و"لا يزال جثمانه" في غزة.

ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تجاوز مقاتلو حماس السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، مستخدمين متفجرات وجرافات، وهاجموا كيبوتسات وقواعد عسكرية وموقع مهرجان نوفا الموسيقي.

وفي الساعات التالية، باشر الجيش الإسرائيلي هجوما عنيفا على قطاع غزة يهدف الى "القضاء" على حماس. ومنذ ذلك الحين، تحولت مناطق واسعة من القطاع المحاصر أنقاضا، وأجبر كل سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة تقريبا على النزوح بسبب الحرب.

أكد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن خيار الحركة هو مواصلة خوض "معركة استنزاف طويلة".

وقال أبو عبيدة في كلمة مصوّرة "قرارنا وخيارنا وهو الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب".

وتوجه الى الإسرائيليين بالقول "نقول لجمهور الاحتلال كان باستطاعتكم أن تستعيدوا جميع أسراكم أحياء منذ عام (...) حالة الأسرى المتبقين المعنوية والصحية باتت في غاية الصعوبة. لا نستبعد إدخال ملفهم إلى نفق مظلم".

- غارات على ضاحية بيروت -
وبعد إضعاف حركة حماس، نقلت إسرائيل عملياتها إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر مستهدفة حزب الله المدعوم من إيران. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية محدودة ضد الحزب.

تعرضت عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان لغارات إسرائيلية، على ما أفاد الإعلام الرسمي الإثنين، فيما استهدفت غارة أخرى محيط مطار بيروت، حسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.

أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه ينفذ غارة "محددة" الهدف في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، وهو عادة ما يؤشر الى محاولة اغتيال قيادي عسكري أو تنظيمي في الحزب.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس عن انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية بعدما نفذت إسرائيل ليلا أربع غارات عنيفة على هذه المنطقة التي تتعرض منذ أيام لغارات ليلية عنيفة.

في المقابل، أعلن حزب الله الإثنين إن مقاتليه استهدفوا تجمعات لجنود إسرائيليين داخل بلدتين حدوديتين في جنوب لبنان هما مارون الراس وبليدا.

كما أعلن شنّ هجمات على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل من بينها هجوم "شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة".

الى ذلك، أكد الحزب في بيان لمناسبة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أنه سيواصل "صد العدوان" الإسرائيلي رغم "الأثمان الباهظة"، مضيفا "لا مكان لهذا الكيان الصهيوني المؤقت في منطقتنا.. وكان وسيبقى غدة سرطانية عدوانية قاتلة لا بد من إزالتها".

وكان الحزب أعلن قبل عام فتح جبهة "إسناد" لغزة عند الحدود الشمالية لإسرائيل. ووجهت الدولة العبرية سلسلة ضربات للحزب في الأسابيع الماضية، كان أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر.

وفي سياق العمليات البرية في جنوب لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي نشر فرقة ثالثة، مشيرا الى مقتل جنديين ليرتفع الى 13 عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية ضد حزب الله.

وقتل أكثر من ألفي شخص وأصيب قرابة عشرة آلاف بجروح في لبنان منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل عام. تجاوز عدد القتلى في التصعيد الأخير 1100 شخص، بحسب السلطات اللبنانية.

أما عدد النازحين فتجاوز المليون و200 ألف شخص، وفق الأرقام الرسمية.

- "العالم توقف" -
بعد عام من الحرب وفشل كل محاولات التوصل إلى وقف إطلاق نار، تستكمل إسرائيل عملياتها في قطاع غزة حيث أعلن الجيش صباح الإثنين أنه قصف مستشفى الأقصى في دير البلح (وسط)، قائلا إنه يضم مراكز قيادة لحماس.

كذلك، أفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة الأحد بمقتل 26 شخصا في ضربات إسرائيلية استهدفت مسجدا يؤوي نازحين ومدرسة في دير البلح، فيما أفاد الجيش بأنه استهدف مقاتلين.

وقالت منى أبو نحل (51 عاما) النازحة في دير البلح "لو كنت أعلم أن الحرب ستستمر عاما كاملا لما غادرت شمال غزة أبدا". وأضافت "لم نعد نملك الطاقة اللازمة للتعامل مع كل هذا... كنتُ نصبتُ خيمة فوق منزلي المدمر وجلست بدلا من أن أعاني هذا الذل والجوع والنزوح".

وقالت نازحة أخرى تدعى إسراء أبو مطر (26 عاما) "ينتابك شعور بأن العالم توقف في 7 أكتوبر" مضيفة "أنا أتقدم في السن وأرى أطفالي يتضورون جوعا وخائفين ويرون كوابيس ويصرخون ليل نهار بسبب ضجيج القصف".

في غضون ذلك، تتواصل التهديدات بين إسرائيل وإيران على خلفية الهجوم الصاروخي الذي شنّته الجمهورية الإسلامية على الدولة العبرية الثلاثاء، والذي توعدت إسرائيل بالرد عليه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أن قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" الجنرال مايكل كوريلا قام بزيارة لإسرائيل لإجراء "تقييم للوضع" تمحور على "المسائل الأمنية الراهنة، مع التركيز على إيران وعلى الجبهة الشمالية" مع حزب الله اللبناني.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي