
غزة - أكد الغزيون في الذكرى السنوية الأولى لـ«طوفان الأقصى» أن هذه العملية، «بمثابة ردٍ طبيعي ومشروع على استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الاستيطان، واعتداءاته المتكررة على المسجد الأقصى وبقية الأراضي الفلسطينية»، حسب القدس العربي.
وتحدث العديد منهم عن فقدان أحبائهم خلال العدوان الصهيوني الغاشم، إذ يعاني المجتمع الفلسطيني من آلة القتل والتدمير الإسرائيلي وأثرها المدمر على النسيج الاجتماعي، مؤكدين ضرورة الحوار بين الفصائل الفلسطينية، لخلق حالة من الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني، لضمان استمرارية النضال.
وفي إطار هذه المشاعر المختلطة، برزت أيضاً أصوات تدعو إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات المتبعة في مواجهة الاحتلال، فالكثير من الشباب يرون أن المقاومة المسلحة لم تعد كافية، وأن هناك حاجة ملحة لحلول سياسية مستدامة تهدف إلى تحقيق العدالة والحرية.
قال سعيد رماح، (31 عاماً) إن الذكرى الأولى لـ»طوفان الأقصى» هي احتفال بالنصر المؤزر والمؤرخ على العدو الإسرائيلي.
ووجه المواطن الفلسطيني، من مدينة غزة، التحية لأبطال المقاومة الفلسطينية والشعب الغزي الصامد على أرضه، الذين «قدموا التضحيات فداء لأرض فلسطين وغزة الأبية، أرض الأنبياء والمرسلين».
فيما عبّر عبد الوكيل ثابت، (42 عاماً) عن اعتزازه بما قام به أبطال المقاومة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما قدموه من شهداء منذ ذلك الحين، وفي مقدمتهم الشهيد القائد، إسماعيل هنية، رغم أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة «دمرت كل ما يملكه وما لا يملكه الشعب الفلسطيني».
وأوضح أن «ما فقده الشعب الفلسطيني من أرواح وممتلكات في سبيل القضية الفلسطينية لا يزيد المقاومة إلا مزيداً من التماسك، كما لا يزيد أبناء الوطن إلا توحيداً ضد العدو الصهيوني الغاشم، الذي يتربص بنا منذ النكبة الفلسطينية في عام 1948».
واتفق معه غسان نورالدين، من خان يونس، وقال إن «ذكرى 7 أكتوبر بمثابة تذكير بالشهداء من أمهاتنا وإخواننا وأطفالنا، الذين قتلتهم الآلة العسكرية الصهيونية».
وأضاف: «طوفان الأقصى ستكون مسيرتنا نحو نيل حقوقنا وإن مات كل الفلسطينيين، وحينها فليهنأ الغزاة بالأرض، لكن مع وجود ولو طفلاً رضيعاً واحداً لا يستطيع العدو الصهيوني الإسرائيلي أن ينتصر».
في حين، رأت إيمان خليل، من مدينة غزة، أن عملية طوفان الأقصى واغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» إسماعيل هنية وحدا الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وحتى في الداخل المحتل.
وقالت المواطنة الثلاثينية إن «الفلسطينيين فقدوا كل شيء من ممتلكات وأراض ومنازل، لكنهم لم ولن يفقدوا عزيمتهم».
وأضافت: «نقول لإسرائيل إن القادم أسوأ لكم رغم ما نعانيه من حصار وإبادة وتهجير قسري، فشعب غزة لن ينكسر، فإننا ماضون بثبات نساء ورجال وحتى الأطفال معنا، نحو تحقيق حلمنا في كسر الشوكة الصهيونية وإقامة دولة فلسطين».
كذلك اعتبر مروان أبو صالح، من مدينة غزة، أن ذكرى طوفان الأقصى محببة لكل قلوب الشعب الفلسطيني، وقال باكياً: «إنها تذكرنا بكل من رحل جراء القصف الصهيوني العنيف على المنازل والمنشآت ودور العبادة، وتذكرنا بآلام ومآسٍ إنسانية تعرضنا لها خلال النزوح، لكن لا نصر دون تضحية».
واستكمل المواطن الستيني: «الشعب الفلسطيني كله على حق، والدليل على ذلك وقوف جميع أحرار العالم معنا، ونبذ إسرائيل، عدا أمريكا التي تدعم العدو الصهيوني ليقتل أهلنا وأبناءنا وتقول إنها تصون حقوق الإنسان أي حقوق هذه؟!».
إلا أن سوزان كميل، من مدينة دير البلح، قالت إنها تشعر بالتعب، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مضيفة: «لا نريد حروباً، نريد للعملية السياسية أن تبدأ، لأن الشعب الفلسطيني قد تعب».
وأوضحت المواطنة الأربعينية: «نحن ندرك أن المجتمع الدولي يدعم الكيان الصهيوني، فلذلك هم يتمادون ويتلذذون بإيذائنا، فتارة يقصفون منازلنا، وتارة أخرى يحرموننا من الطعام، وتارة يعاقبوننا بالتهجير، لقد تعبنا، نريد سلاماً عادلاً يحفظ حقوقنا وسبل العيش الكريم لنا».