غير مسبوق : الإعصار هيلين يعزل منطقة نائية في ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية

أ ف ب - الأمة برس
2024-10-05

الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين في بلاك ماونتن بولاية كارولينا الشمالية في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (أ ف ب)بنساكولا (الولايات المتحدة) - لم يبق من الطريق الوحيد للوصول إلى بنساكولا في جبال كارولاينا الشمالية سوى درب موحل بعد الفيضانات التي أعقبت مرور الإعصار هيلين.
بالقرب من ورشتها القديمة التي دمرتها الفيضانات بالكامل، تقول كريستي إدواردز، وهي من سكان المنطقة "لقد تهدمت الجسور الرئيسية المؤدية إلى المدينة بالكامل"، مشيرة إلى مدى العزلة التي تواجهها هذه المنطقة النائية حيث ولدت ونشأت، نتيجة الأضرار التي تسبب بها الإعصار هيلين. وبعد أسبوع، تمكن السكان من التنقل تدريجا.

وعلى ارتفاع حوالى ألف متر، تحذر هذه المعلمة السابقة من أن الوقت ينفد مع "اقتراب الشتاء".

وأوضحت "أن هؤلاء السكان وهذه المنازل ليسوا مجهزين سوى بتدفئة على الطاقة الكهربائية ويوجد في بعضها مواقد حطب" مع توقع انخفاض الحرارة في الأسبوع المقبل.

وعلى بعد مئات الأمتار من منزلها ومن كومة الأشجار والحصى التي تجمعت في حديقتها، تحول مقر مركز الإطفاء إلى خلية نحل حيث وفد السكان طلبا للضوء والراحة.

جاءت جانيت موسيلوايت برفقة صديقتها راندي للاتصال بأقاربها عبر الانترنت الفضائي. وقالت "لقد تضررنا بشدة، ونحن محرومون من الكهرباء ومعظم السكان ليس لديهم مياه للشرب كما أن شبكة الاتصالات مقطوعة" و"نجد صعوبة بالغة في الذهاب إلى المدينة".

ويتعذر المرور من الطريق الوحيد المؤدي إلى الوادي إلا بسيارات الدفع الرباعي، وهو أمر ينطوي على مخاطر.

- اعصار غير مسبوق -
قضى شخص على الأقل حول بلدة بينساكولا. إنها سوزان التي جرفها، بحسب إحدى جاراتها، أحد السيول الطينية التي اجتاحت المنحدرات المحيطة صباح الجمعة في 27 أيلول/سبتمبر.

وأودى الاعصار بما لا يقل عن 214 شخصا، ما يجعل من هيلين ثاني أكثر إعصار حصدا للأرواح في البرّ الرئيسي الأميركي خلال أكثر من نصف قرن، بعد الاعصار كاترينا عام 2005.

ويعزو العلماء شدة الإعصار إلى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات الناجمة عن تغير المناخ.

لم يسبق لأحد في الوادي أو المنطقة أن شهد إعصارا بهذه الشدة.

في مركز الإطفاء، قام ديفيد روجرز، وهو جندي سابق، بعرض مقاطع فيديو على هاتفه تظهر كيف غمرت الفيضانات الضخمة المنازل المتنقلة التي تم تركيبها تحت منزله. وقال إن سكانها نجوا لكن "ثلاثة أشخاص اضطروا للذهاب إلى المستشفى".

وعانى مع من نجا في هذه المنازل المتنقلة، وهي مساكن هشة للغاية تظهر مدى الفقر المدقع في المناطق الريفية في الولايات المتحدة، من العزلة التامة خلال الأيام الثلاثة الأولى.

- "فوضى" -
بعد الانتهاء من عملية الإنقاذ، وصلت أولى الحفارات والجرافات. وبدأ عشرات العمال إعادة تسوية طريق فوق الطين والحجارة التي جرفتها المياه.

وفي خضم هذه الورشة، لا يبدو وجود السلطات ظاهرا. فبالقرب من مركز الإطفاء وأمام شاحنة تخييم ضخمة مقلوبة قبالة كنيسة بيضاء، يشارك الجندي شون لافين من الحرس الوطني لولاية نيويورك في عمليات الإغاثة مع فريق يضم نحو عشرة أشخاص.

وأقر مشرف الفريق الذي فضل عدم الكشف عن هويته بأن "حالة من الفوضى" تعم فرقه الرسمية والتي يعمل إلى جانبها سكان ومتطوعون جاؤوا من بعيد وبعضهم في مروحيتهم.

ويرى العديد من سكان هذه المنطقة النائية أن السلطات جاءت بعد فوات الأوان، كما أن الحصول على إعانات من الوكالة الفدرالية المعنية أمر معقد للغاية، إذ يتعين تقديم الطلب عبر الإنترنت.

أعربت إدواردز التي تشعر بأنها "مهمشة" عن غضبها قائلة "هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حواسيب ولا كهرباء"، مضيفة "نحن بحاجة إلى أن يأتي الناس شخصيا ويعاينوا كل منزل ويسألوا +كيف يمكننا مساعدتكم؟+".

وأضافت "كنا نعلم دائما أننا مهمشون ... نحن من أولئك الذين لم يطلبوا المساعدة قط"، ولكن الآن فإن هذه الكارثة "تفوق مواردنا. نحن بحاجة إلى مساعدة من الدولة".










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي