أحد ضحايا الارهاب الاسرائيلي : الطفل محمد يعزف الكمان بذراع بترتها الحرب ويتغلب على صوت الصواريخ الإسرائيلية

متابعات الأمة برس
2024-08-27

أطفال يتفقدون أنقاض مبنى دمّره قصف إسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)غزة - أشرف الهور - قصص كثيرة وأليمة خلفها القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة. فما بين أطفال بعمر الزهور فقدوا أقدامهم، وحُرموا اللعب، أو آخرين فقدوا أذرعهم فلم يعودوا قادرين على الكتابة، وأعداد كبيرة منهم أصيب بتشوهات وحروق، غيرت ملامح وجوههم، تبرز قصص تُظهر عزيمة هؤلاء للتغلب على الإعاقة، والتأقلم مع واقع الحياة المرير.

أحد الضحايا هو الطفل محمد، الذي يهوى الموسيقى والعزف، غير أن بتر ذراعه في الحرب جراء إصابته في غارة إسرائيلية، كاد أن يفقده ما يحب، لكن إرادته القوية مع مدربته جعلته ينتصر على الإعاقة.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، التي عملت مؤخرا على فتح برامج تدريبية وتعليمية للأطفال النازحين في “مراكز الإيواء”، إن مدربة الكمان “سما” ابتكرت في لحظة إلهام، وسيلة ليعيش محمد حلمه مجددا.
الطريقة هذه لم تكن من خلال ذراع مزود بقنية عالية، لعدم توفرها بالأصل في قطاع غزة، بل كانت من خلال طريقة بدائية، قامت فيها بربط قوس الكمان بذراع محمد بواسطة منديل من القماش، لتصبح تلك الحركة البسيطة جسرا بينه وبين أحلامه الممزقة.

وتقول “الأونروا” التي تحدثت عن قصة محمد، إن القوس كان يتحرك مع يد الطفل “كما لو كانا قلبا واحدا ينبض بالحياة من جديد”.

ويقول الطفل محمد: “نحن لسنا مجرد أرقام في قائمة طويلة من الضحايا، نحن مشاريع حياة، نحاول أن نبني الأمل من بين حطام الموت”.

وهذه المدربة تعزز حاليا صلابة الأطفال النفسية، من خلال مبادرة إشراكهم في جلسات الموسيقى في “مراكز الإيواء” التابعة لـ “الأونروا”.

وقصة الطفل محمد هذه من ضمن آلاف القصص المؤلمة التي لا يزال أطفال غزة يعيشون فصولها بسبب وطأة الحرب، واستمرار الاحتلال في تصعيد هجماته الدامية.

وكان من بين الأطفال الضحايا من يحلم بدراسة الطب، غير أن فقدانه أحد ذراعيه حرمه من هذه الأمنية.

ويؤكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تضاعف أعداد الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة بسبب الحرب.

ويوضح أن الإجراءات الإسرائيلية والحروب كانت السبب في إحداث إعاقة واحدة على الأقل لحوالي 6% من الأفراد 18 سنة فأكثر، 8% في قطاع غزة مقابل 4% في الضفة الغربية.

وقد أشار قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الأهلية في تقرير سابق أعده، إلى “الارتفاع الكبير” في عدد الإعاقات التي سببتها الحرب.

وقال إن هجمات الاحتلال تسببت في ما يقارب من 10 آلاف حالة إعاقة نصفها من الأطفال، موضحا أن الاحتلال يمنع دخول الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية، كما يمنع سفرهم للعلاج في الخارج.

وأشار إلى قيام الاحتلال بتدمير البنى التحتية والطرق الرئيسية وتدمير المواءمات ومقرات المنظمات العاملة في مجال التأهيل، تسبب في الحد من قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحركة والوصول إلى الخدمات، وبالتالي الحد من فرص التنقل والإخلاء، ما عرّض ويُعرّض حياتهم للخطر الشديد، بالإضافة إلى خسرانهم لأدواتهم المساعدة، بسبب اضطرارهم إلى ترك الأدوات المساعدة بسبب القصف.

وحتى اللحظة لم يتمكن مصابو الحرب ومن ضمنهم الأطفال، من تركيب أطراف صناعية تساعدهم على الحركة، لعدم وجود مراكز مختصة في القطاع، بعد أن قام الاحتلال بتدميرها خلال الحرب.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي