
كييف - رفضت أوكرانيا الخميس التلميح لضلوعها في تخريب خطي أنابيب نورد ستريم للغاز التي كانت تنقل الغاز الروسي الى أوروبا، واصفة ذلك بأنه "محض هراء"، غداة تقارير صحافية كشفت إصدار القضاء الألماني مذكرة توقيف في حق غواص أوكراني.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العملية التي جرت في أيلول/سبتمبر 2022 بعد أشهر من بدء غزو موسكو لأراضيي كييف، تمّت بموافقة مسؤولين كبار في أوكرانيا، وأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أيدها بداية قبل أن يأمر بوقفها بناء لطلب أميركي.
وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك لوكالة فرانس برس الخميس إن "ضلوع أوكرانيا في تفجيرات نورد ستريم هو محض هراء. لم يكن ثمة أي مغزى عملي لأوكرانيا في خطوات كهذه".
أضاف "من الواضح أن تفجيرات نورد ستريم لم توقف الحرب، ولم تردع العدوان الروسي، ولم يكن لها تأثير على الوضع على خط الجبهة".
وتابع "إضافة لذلك، عززت خطوة كهذه بشكل ملحوظ قدرات روسيا الدعائية"، ملمّحا الى أنه كانت لروسيا "دوافع مباشرة" لتنفيذ التفجيرات.
في 26 أيلول/سبتمبر 2022، حدثت أربعة تسربات ضخمة للغاز سبقتها انفجارات تحت الماء بفارق ساعات في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 اللذين يربطان روسيا بألمانيا وينقلان معظم غاز موسكو إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.
وكان ضخّ الغاز متوقفا في ذلك الحين، لكن كميات منه كانت لا تزال موجودة في الأنابيب وتسربت الى سطح المياه.
ودارت التكهنات لفترة طويلة حول الجهة التي تقف وراء العملية بعد أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. ونفت كل من موسكو وكييف أي تورط.
ويأتي تقرير الصحيفة والتصريحات الأوكرانية غداة كشف تقارير صحافية ألمانية أن التحقيق في عملية تخريب خطي الأنابيب في بحر البلطيق، يتجه نحو عناصر أوكرانية.
وكشفت التقارير عن مذكرة توقيف أصدرها القضاء الألماني في حق غواص محترف يشتبه بضلوعه في الهجوم مع آخرين.
وأكد مكتب المدعي العام البولندي لوكالة فرانس برس أنه تلقى في حزيران/يونيو مذكرة توقيف أوروبية أصدرها مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني في حق أوكراني كان موجودا في ذلك الوقت في بولندا، وتم التعريف عنه باسم فولوديمير ز. مدرب على الغوص.
وكان أمام السلطات البولندية 60 يوما للرد على الطلب الألماني وتوقيف المشتبه به. إلا أن الأخير غادر بولندا مطلع تموز/يوليو عائداً إلى أوكرانيا، حسبما أشار مكتب المدعي العام البولندي، ملقياً باللوم على السلطات الألمانية لأنها، حسب قوله، لم تدرج المشتبه به في قائمة المطلوبين، ما سمح له بالمغادرة.
وأفادت وسائل الإعلام أن فولوديمير ز. كان يعيش في مكان قريب من وارسو حتى فترة قريبة،
ويشتبه القضاء الألماني في ضلوعه مع غواصين أوكرانيين آخرين، عرف عنهما باسم يوفين يو. وسفيتلانا يو. في تخريب خطي الأنابيب في أعماق البحر.
- مثل "طوربيد"-
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن قائد الجيش الأوكراني في ذلك الوقت، فاليري زالوجني، أشرف على خطة تفجير خطي الأنابيب التي كانت تستخدمها روسيا لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر ألمانيا.
وبحسب الصحيفة الأميركية، طرحت الفكرة خلال اجتماع لكبار الضباط ورجال الأعمال الأوكرانيين في أيار/مايو 2022، وفق التقرير الذي أشار الى أن ستة أشخاص شاركوا بشكل مباشر في تنفيذ العملية. وبلغت كلفتها حوالى 300 ألف دولار، تولّت جهات خاصة تغطيتها، وفق التقرير.
وأبحر هؤلاء على متن يخت مستأجر الى منطقة الأنابيب وغاصوا لوضع المتفجرات عليها في أعماق بحر البلطيق.
وبحسب الصحيفة الأميركية، وافق زيلينسكي في البداية على العملية. لكن عندما علمت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه" بالخطة، طلبت منه وقفها، وأمر بذلك.
لكن زالوجني الذي أُقيل من منصبه في وقت سابق من هذا العام ضمن عملية إعادة هيكلة عسكرية، مضى قدما في العملية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين.
وبحسب الصحيفة، فإن زيلينسكي انتقد زالوجني لمضيه قدما في العملية على الرغم من الأمر بوقفها. لكن القائد العسكري ردّ بأنه بمجرد إرسال فريق التخريب، لا يعد إلغاء العملية ممكنا.
ونقل عن ضابط كبير مطلع على المحادثة قوله "قيل له إنها مثل طوربيد: بمجرد إطلاقه على العدو، لا يمكنك سحبه، فهو يستمر في العمل حتى يحدث دويا".
وفي اتصال مع الصحيفة، قال زالوجني الذي يشغل حاليا منصب سفير أوكرانيا في لندن، إنه لا يعرف شيئا عن العملية، وأن أي تلميح بخلاف ذلك هو "مجرد استفزاز".