تصاعد الاحتجاجات في الهند بعد مقتل طبيبة والنساء يطالبن بالعدالة

ا ف ب – الأمة برس
2024-08-15

متظاهرون في كالكوتا بتاريخ 14 آب/اغسطس 2024 (ا ف ب)

كالكوتا - نزل الآلاف إلى شوارع كالكوتا صباح الخميس لإدانة اغتصاب طبيبة وقتلها، مطالبين بتحقيق العدالة للضحية ووضع حد لأزمة العنف ضد النساء المزمنة في المجتمع الهندي.

أثار العثور على جثة الطبيبة البالغة 31 عاما الأسبوع الماضي في مستشفى تديره الدولة احتجاجات في أنحاء البلاد، إذ طالب رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالمسارعة في معاقبة مرتكبي الأفعال "الوحشية" في حق النساء.

وخرجت حشود كبيرة في مسيرات في شوارع كالكوتا في ولاية غرب البنغال للتنديد بعملية القتل فيما تزامن تجمّع بالشموع عند منتصف الليل مع بدء الاحتفالات بعيد استقلال الهند الخميس.

ودعا المحتجون في كالكوتا الذين خرجوا في مسيرة  إلى التعامل بشكل أوسع مع العنف ضد النساء ورفعوا لافتات مكتوبة بخط اليد تطالب بالتحرّك.

وكُتب على إحدى اللافتات أثناء المسيرة "نطالب بالعدالة.. أعدموا المغتصب شنقا، أنقذوا النساء".

وقالت المتظاهرة موناليزا غوها لصحيفة "ذي تلغراف" في كالكوتا إن "الفظائع بحق النساء لا تتوقف".

وأفادت متظاهرة أخرى تدعى سانغيتا هالدر الصحيفة نفسها "نعاني من المضايقات يوميا تقريبا.. لكن الامتناع عن مغادرة المنزل بسبب الخوف ليس الحل".

- "غضب في الأمة" -

وفي خطابه صباح الخميس في نيودلهي لمناسبة احتفالات عيد الاستقلال، لم يشر مودي بالتحديد إلى عملية القتل في كالكوتا، لكنه عبّر عن "ألمه" حيال العنف ضد النساء.

وقال "هناك غضب من الفظائع التي ارتُكبت في حق أمّهاتنا وأخواتنا. هناك غضب في الأمة حيال ذلك".

وتابع أنه "يتعيّن التحقيق سريعا في الجرائم المرتكبة في حق النساء. يجب المعاقبة سريعا وبشدّة على السلوكيات الوحشية ضد النساء".

وتابع أن "ذلك ضروري من أجل الردع ونشر الثقة داخل المجتمع".

يطالب الأطباء أيضا بتحقيق العدالة سريعا وتحسين الإجراءات الأمنية في أماكن العمل غداة عملية القتل، فيما علّق العاملون في المستشفيات الحكومية في عدد من الولايات الاثنين الخدمات الاختيارية لمدة "غير محدودة" احتجاجا على الحادثة.

ونُظّمت تظاهرات مذاك في عدة مستشفيات أخرى في أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة.

وقال دروف شاوهان من "شبكة الأطباء الجدد" التابعة "لرابطة الهند الطبية" لوكالة "برس تراست أوف إنديا" الإخبارية "يتساءل الأطباء في أنحاء البلاد عن مدى صعوبة فرض قانون من أجل أمننا".

وأضاف "سيتواصل الإضراب إلى حين الاستجابة رسميا لكل  المطالب".

وأشادت "ذي تلغراف" الخميس بما وصفتها بأنها "احتجاجات عامة حاشدة" في أنحاء الهند.

وجاء في مقال فيها "المشجع هو أن الأطباء والمنظمات الطبية ليسوا المشاركين الوحيدين.. انضم إلى صفوف المحتجين أشخاص من كافة فئات المجتمع".

- حادثة الاغتصاب في نيودلهي -

ذكر الإعلام الهندي أنه عُثر على الطبيبة المقتولة في قاعة الندوات التعليمية، ما يدل على أنها كانت في المكان لأخذ استراحة قصيرة خلال فترة دوام طويلة.

وأكّد تشريح للجثة بأنها تعرّضت لاعتداء جنسي. وفي شكواهم أمام المحكمة التماس للمحكمة، أفاد ذوو الضحية بأنهم يشتبهون بأن ابنتهم تعرّضت لاغتصاب جماعي، وفق شبكة "إن دي تي في" الهندية للبث.

ورغم توقيف الشرطة لرجل عمل في المستشفى لمساعدة المرضى على إيجاد طريقهم في الطوابير الطويلة، اتُّهمت الشرطة بالتعامل مع القضية بشكل سيء.

وأحالت محكمة كالكوتا العليا الثلاثاء القضية على "مكتب التحقيقات المركزي" لمنح "العامة شعورا بالثقة".

وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، اقتحمت مجموعة تضم نحو 40 شخصا غاضبا حيال طريقة تعامل السلطات مع القضية مقر "مستشفى وكلية آر.جي. كار الطبية" حيث وقعت عملية القتل.

وذكرت السلطات بأن الرجال دمّروا ممتلكات وألقوا الحجارة على قوات الشرطة الذين ردّوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

ودان النائب عن غرب البنغال أبيشيك بانرجي من "حزب مؤتمر ترينامويل"، "أعمال الشغب والتخريب" لكنه لفت إلى أن "مطالب الأطباء المحتجين عادلة ومبررة".

يمثّل العنف الجنسي ضد النساء مشكلة واسعة الانتشار في الهند إذ تم تسجيل ما معدله 90 حالة اغتصاب يوميا في 2022 في البلد الذي يعد 1,4 مليار نسمة.

وبالنسبة لكثيرين، أعادت طبيعة الاعتداء إلى الذاكرة حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة التي تعرضت لها امرأة في العام 2012 في حافلة في نيودلهي.

باتت المرأة رمزا لفشل الدولة المحافظة اجتماعيا في التعامل مع العنف الجنسي ضد النساء.

وأثار مقتلها تظاهرات ضخمة اتسمت بالعنف أحيانا في نيودلهي ومناطق أخرى.

وعلى وقع الضغوط، شددت الحكومة العقوبات في حق المغتصبين وفرضت عقوبة الإعدام على الأشخاص الذين يعيدون الكرة.

كذلك، أدرجت سلوكيات أخرى ضمن الجرائم بما في ذلك الملاحقة والسجن للمسؤولين الذين لا يسجّلون شكاوى الاغتصاب.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي