ضغط دولي كثيف لوقف إطلاق النار في غزة وحماس تطالب بتطبيق خطة بايدن  

أ ف ب-الامة برس
2024-08-12

 

 

   امرأة تحمل هاتفها وسط ركام مبنى في مدينة غزة بتاريخ 11 آب/اغسطس 2024 (أ ف ب)   القدس المحتلة- تصاعد الضغط الدولي الاثنين 12 أغسطس 2024، لوقف إطلاق النار في غزة إذ أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مناشدة مشتركة لوضع حد للقتال بين إسرائيل وحماس من دون "أي تأخير إضافي".

جاءت الدعوة بعد يوم على حضّ حماس التي أشعل هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل الحرب، الوسطاء على تطبيق خطة عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن "القتال يجب أن يتوقف فورا ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس".

وتابعوا "يحتاج سكان غزة إلى إيصال وتوزيع عاجل وغير مقيّد للمساعدات.. لا يمكن أن يكون هناك أي تأخير إضافي".

دعا الوسطاء الدوليون إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة منتظرة واتفاق للإفراج عن الرهائن، بعدما أثارت حرب غزة واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر مخاوف من اتساع رقعة الحرب.

وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة الخميس.

أما حماس، فطالبت الأحد بتطبيق خطة الهدنة التي عرضها بايدن في 31 أيار/مايو وأيّدها مجلس الأمن الدولي لاحقا.

وجاء في بيان حماس "إن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة".

ولدى كشفه عن الخطة، وصفها بايدن بأنها خارطة طريق من ثلاث مراحل "باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن"، واصفا المقترح بأنه إسرائيلي. وفشلت جهود الوساطة مذاك في التوصل إلى اتفاق.

وعيّنت حماس الثلاثاء قائدها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي كان يتفاوض على الهدنة وقتل في طهران في 31 تموز/يوليو في هجوم اتُّهمت إسرائيل بتنفيذه علما بأن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها عنه.

وأدى قتل هنية الذي جاء بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل فؤاد شكر في ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية إلى تكثيف النشاط الدبلوماسي دوليا لتجنّب اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

- خطة من ثلاث مراحل -

وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعدما أفاد عناصر من الدفاع المدني في القطاع بأن ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين السبت أودت ب 93 شخصا.

وأفاد مسؤولون في غزة فرانس برس الاثنين بأنهم تعرّفوا على جثث 75 فلسطينيا قتلوا في الضربة.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أن 31 مقاتلا فلسطينيا لقوا حتفهم في القصف على مدرسة التابعين في وسط مدينة غزة.

وأفاد الجيش في بيان مشترك مع أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه تأكّد من "هويات 31 إرهابيا من حماس والجهاد الإسلامي" قتلوا في الضربة، وقدّم لائحة بأسماء وصور المقاتلين.

وتعذر على فرانس برس التحقق من الحصيلة بشكل مستقل، علما بأنها ستكون في حال تأكيدها من بين الضربات الأكثر دموية خلال الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر.

وفي بيانها الأحد، حرصت حماس على التوضيح أن موقفها حيال استئناف المفاوضات هو نتيجة ارتكاب إسرائيل "مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعين" ومن "منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا ومصالحه".

واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، حسب الجيش الإسرائيلي.

وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39897 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتشمل الحصيلة 107 أشخاص قتلوا في الساعات الـ48 الأخيرة، وفق بيانات الوزارة.

وكان بايدن اوضح أن المرحلة الأولى من خارطة الطريق المقترحة تشمل "وقفا كاملا لإطلاق النار" مدته ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من "كل المناطق المأهولة في غزة" والإفراج عن بعض الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.

وتنص المرحلة الثانية على إطلاق سراح باقي الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة بينما يتفاوض الطرفان على "وقف دائم للأعمال عدائية" لتلي ذلك "خطة كبيرة لإعادة إعمار غزة" وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.

- 75 ألف نازح خلال أيام -

تعهّدت إيران وحماس وحزب الله وحلفاؤهم في المنطقة الرد على إسرائيل بعد مقتل هنية وشكر.

وأفاد البنتاغون الأحد بأن وزير الدفاع الأميركي  لويد أوستن أمر حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" بـ"تسريع وصولها" إلى الشرق الأوسط.

كما أمر أوستن بإرسال غواصة الصواريخ الموجّهة "يو إس إس جورجيا" إلى المنطقة.

وفي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة التي تشهد قصفا ومعارك منذ شهور، أفاد مراسلو فرانس برس بأن مئات الفلسطينيين فروا من الأحياء الشمالية بعد صدور أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن "أكثر من 75 ألف شخص نزحوا في جنوب غرب غزة خلال الأيام القليلة الماضية"، علما بأن القطاع يعد حوالى 2,4 مليون نسمة.

وغادرت عائلات مع بعض مُقتنياتها سريعًا حيّ الجلاء، سيرًا أو في شاحنات صغيرة محمّلة ملابس وأدوات للطبخ.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي