بكين ـ تعتزم الصين تعزيز الضوابط على المواد الكيميائية المستخدمة لتصنيع الفنتانيل، في قرار رحبت به الولايات المتحدة، الدولة التي تتسبب فيها هذه المادة الأفيونية الاصطناعية القوية في عشرات الآلاف من الجرعات الزائدة سنوياً.
ويأتي هذا الإعلان بعد جولات من المناقشات بين بكين وواشنطن حول هذا الموضوع.
والفنتانيل ليس بالضرورة غير قانوني، ويمكن استخدامه في المجال الطبي كمسكّن، على سبيل المثال لمرضى السرطان الذين يعانون من آلام شديدة. ولكن يمكن إساءة استخدامه.
وكانت الصين، التي تُعدّ قوانينها الخاصة بمكافحة المخدرات من الأكثر صرامة في العالم، قد انتقدت مراراً التراخي الأميركي المفترض في مكافحة المخدرات والافتقار إلى الوعي العام بخطورة المواد الأفيونية الاصطناعية.
وقد أضافت الصين ثلاث مواد كيميائية (4-أمينوبيريدين، و1-بوك-4-أيه بي، ونورفنتانيل) إلى قائمة المواد التي يخضع إنتاجها وبيعها لمراقبة متزايدة، وفق بيان نشرته وزارة الصحة العامة هذا الأسبوع.
الصين أضافت ثلاث مواد كيميائية (4-أمينوبيريدين، و1-بوك-4-أيه بي، ونورفنتانيل) إلى قائمة المواد التي يخضع إنتاجها وبيعها لمراقبة متزايدة
وقالت الوزارة إن الإجراء سيتم تطبيقه اعتبارا من 1 سبتمبر 2024.
واعتبر البيت الأبيض أن هذا القرار يمثل “خطوة قيّمة إلى الأمام”.
وفرضت الولايات المتحدة، التي تنتقد الصين لعدم بذلها جهوداً كافية لمكافحة التجارة غير المشروعة في المنتجات المستخدمة لتصنيع الفنتانيل، عقوبات على كيانات صينية عدة في أكتوبر.
وتعثّرت المحادثات بين بكين وواشنطن بشأن المخدرات في السنوات الأخيرة وسط تدهور العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم.
لكنّ المناقشات اكتسبت زخماً جديداً منذ الاجتماع الذي عُقد في نوفمبر في الولايات المتحدة بين الرئيسين الأميركي والصيني.
وتشكّل المعركة ضد الفنتانيل إحدى أولويات البيت الأبيض. ووفقا لواشنطن، فإن الفنتانيل، الذي غالباً ما يُنتَج في المكسيك باستخدام مركّبات كيميائية واردة خصوصاً من الصين، يسبّب أكثر من 70 ألف حالة وفاة بسبب جرعات زائدة كل عام على الأراضي الأميركية.
ورغم انتشار حالات الإدمان على الأدوية المسكنة عالمياً والوفيات المرتبطة بها، إلا أن الإدمان على مسكنات الفنتانيل يشكّل تهديداً يصفه المسؤولون في قطاع الصحة وحتى أعضاء من الكونغرس بكونه “الموجة الثالثة” من الإدمان على المسكنات.
دواء الفنتانيل هو مسكن يتجاوز تأثيره قوة المورفين بين 50 و100 مرة. ويتعاطى المرضى هذا المسكن من خلال حقنة أو لصاقة أو أقراص
والفنتانيل هو مسكّن يصنّع في المختبرات، ويشبه الهيرويين. ويمكن لبعض الأطباء وصفه بشكل غير قانوني.
ويُوصف هذا المسكّن عادة للمرضى الذين يعانون من الأوجاع الحادة المزمنة. لكن، في غضون السنوات القليلة الماضية، صُنّعت مشتقات أخرى من الفنتانيل بشكل غير قانوني، وعرضت للبيع في الشوارع بطرق مخالفة.
وتقدّر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن أكثر من 20 ألف حالة وفاة حصلت العام الماضي بسبب الإفراط في تناول جرعات الحبوب المسكنة والمصنّعة في المختبرات. وترتبط الكثير من تلك الحالات بالفنتانيل ومشتقاته.
ودواء الفنتانيل هو مسكن يتجاوز تأثيره قوة المورفين بين 50 و100 مرة. ويتعاطى المرضى هذا المسكن من خلال حقنة أو لصاقة أو أقراص.
وصُنعت غالبية مشتقات الفنتانيل التي تباع في الشوارع بشكل غير قانوني في مختبرات سرية.
وبمجرد التلاعب بتركيبة الفنتانيل قليلاً، يمكن صناعة الـ”كارفنتانيل،” الذي يفوق قوة مخدر المورفين بعشرة آلاف مرة.
ويستخدم الـ”كارفنتانيل” لتهدئة الحيوانات الكبيرة كالفيلة، ويتسبب هذا المخدر في عدد كبير من حالات الوفاة بسبب الجرعات المفرطة، وخصوصاً في ولايتي أوهايو وويست فرجينيا الأميركيتين.
وقد تكون قوة الأدوية مميتة، لدرجة أن كمية صغيرة جداً منها، يمكن أن تسبب الوفاة.
ShareWhatsAppTwitterFacebook