
وُلدت الكثير من الاختراعات في ساحات القتال قبل أن تعرف طريقها إلى الاستخدام المدني. فمن الطيران النفاث، مرورًا بوسائل الاتصال الحديثة، وصولًا إلى الذكاء الصناعي، عرفت البشرية العديد من التقنيات التي كان الهدف من اختراعها أمرًا مختلفًا تمامًا عن الاستخدام الفعلي لها، والذي تمت ترجمته بشكلٍ مفيد للبشرية لا مضر لها.وفقا لموقع الرجل
ولكن قصة Mercedes G-Class، وإن كانت مشابهة تمامًا لما جرى مع التقنيات والابتكارات التي ذكرناها، إلا أنها تحمل شيئًا من الاختلاف، فهي لم تكتف بالتحوّل من مركبة عسكرية مخصّصة لنقل الجنود والعتاد إلى سيارة عملية يمكنها نقل عدد من الركاب فوق مسارات شديدة الوعورة مع مستويات راحة جيدة، بل تحوّلت أيضًا إلى رمز من رموز الفخامة والحضور التنفيذي على الطريق، الأمر الذي يسمح لها بأن تقف وقفة عز إلى جانب سيارات من عيار Range Rover SV و Bentley Bentayga، وربما أيضًا Rolls-Royce Cullinan، فإذا كانت مستويات المواد التي تُصنع منها G Class لا ترتقي للمستوى نفسه الذي يتوفر للمنافسة، ولا حتى خيارات التخصيص، أو للاسم التجاري الرنان، فإنها تتمتع بأهم ما يجب أن تتمتع به السيارة الفاخرة، أي الحالة الأيقونية المميزة والحضور السلطوي المسيطر على الطريق.
اليوم، وبعد مرور 45 عامًا على ظهور الجيل الأول من السيارة، لم تتغير خلالها خطوط السيارة الخارجية الصندوقية سوى ببعض التفاصيل التي تفرضها ضرورات الانسجام مع العصر، سواء تقنيًّا أو مظهريًّا، عمدت مرسيدس أخيرًا لتزويد سيارتها الشهيرة هذه بمساعدة كهربائية طفيفة قُبيل إطلاق الفئة EQG EV الكهربائية بالكامل التي جرى إطلاقها أخيرًا.
الحضور السلطوي على الطريق هو نقطة قوة G-Class الأساسية، وMercedes تدرك ذلك تمامًا، لذا فهي لم ترغب بالتضحية بهذه الإطلالة ولو بهدف تعزيز الديناميكية الهوائية، لذلك لم تركز عملية تحسين أداء جسم السيارة سوى على ما تيسر من التعديلات البسيطة التي تساعد G-Class على اختراق الهواء بشكلٍ أسهل قليلاً.
وبذلك جرت إعادة تشكيل شبكة التهوية الأمامية والمصد الأمامي والأعمدة A، فيما زُودت الحافة الأمامية للسقف بجناح صغير يوجه الهواء للأعلى.
مع الحلة المتجددة لـG-Class، استغنت الفئة G550 القياسية عن محرك الأسطوانات الثماني لحساب محرك يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات مع شاحن هواء توربو ومساعدة هجينة خفيفة تتوفر عبر ضاغط كهربائي مساعد، الأمر الذي يمنح السيارة قوة 443 حصانًا، تنتقل إلى العجلات الأربع الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية محدّثة من تسع نسب.
وبينما جرى تصغير حجم محرك الفئة القياسية G550، لم تطل رياح التغيير محرك الفئة G 63 ذات الأداء الأعلى، إذ يستمر فيها محرك الأسطوانات الثماني سعة 4.0 لترات مع شاحن هواء توربو بتوفير قوة 577 حصانًا للعجلات الدافعة، وهو يستفيد من المساعدة الهجينة المعتدلة نفسها بجهد 48 فولت، ليتمكن عند الحاجة أو عند رغبة السائق تحديدًا أن ينطلق إلى سرعة 100 كيلو متر في الساعة خلال 4.2 ثانية.