لماذا أصبحت السيارات الكهربائية الصينية في مرمى نيران الاتحاد الأوروبي؟  

بكين- من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية مؤقتة إضافية تصل إلى 38 بالمئة على السيارات الكهربائية الصينية اعتبارا من يوم الجمعة 5يوليو2024، بعد التوصل إلى أن الشركات المصنعة في الصين استفادت من دعم حكومي غير عادل.

فيما يلي الأسباب التي جعلت سوق السيارات الكهربائية الصينية تثير قلق صناع السياسات الأوروبيين - وما هو التأثير الذي قد تخلفه هذه الخطوة:

- كيف أصبح قطاع السيارات الكهربائية في الصين قويًا إلى هذه الدرجة؟ -

تبنت الصين استراتيجية صناعية مستهدفة لتعزيز قطاع السيارات الكهربائية، من خلال ضخ أموال حكومية ضخمة في الشركات المحلية بالإضافة إلى البحث والتطوير.

وقالت الحكومة الصينية إنها أنفقت في الفترة ما بين عام 2014 ونهاية عام 2022 أكثر من 200 مليار يوان (28 مليار دولار) على الإعانات والإعفاءات الضريبية على مشتريات السيارات الكهربائية وحدها.

لقد أعطى هذا النهج للشركات الصينية ميزة حاسمة في السباق لتوفير السيارات الكهربائية الأرخص والأكثر كفاءة على شركات صناعة السيارات الأوروبية الرائدة، والتي لم تتمتع دائمًا بمثل هذا السخاء الحكومي.

وقد تعززت هذه المبيعات أيضًا بفضل الطلب المحلي المتزايد: فمن بين جميع السيارات الكهربائية الجديدة التي بيعت عالميًا في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، كانت 69% منها في الصين، وفقًا لشركة الأبحاث ريستاد إنرجي.

وتشهد الصادرات ارتفاعا كبيرا. ووفقا للمجلس الأطلسي، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في الخارج بنسبة 70% في عام 2023، لتصل إلى 34.1 مليار دولار.

وذهب ما يقرب من 40 بالمائة من هذه السيارات إلى الاتحاد الأوروبي، وهو المتلقي الأكبر للسيارات الكهربائية الصينية.

وارتفعت حصة الاتحاد الأوروبي من السيارات الكهربائية المصنعة في الصين في السوق من حوالي ثلاثة في المائة إلى أكثر من 20 في المائة في السنوات الثلاث الماضية، وفقا لرابطة مصنعي السيارات الأوروبية.

- من هم اللاعبين الرئيسيين؟ -

وتعتبر شركة BYD، الشركة الرائدة بشكل كبير في السوق الصينية، والتي نشرت هذا العام أرباحًا سنوية قياسية لعام 2023 وتقول إنها تهدف إلى أن تكون من بين أكبر خمس شركات سيارات في أوروبا.

وفي العام الماضي، أصبحت الشركة أول شركة مصنعة تتجاوز حاجز الخمسة ملايين سيارة هجينة ومركبات كهربائية بالكامل تم إنتاجها بشكل تراكمي - لتتوج نفسها "بالشركة الرائدة عالمياً في تصنيع مركبات الطاقة الجديدة".

ومن بين شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية الكبرى الأخرى التي تصدر إلى أوروبا شركة SAIC، وMG Motor، وPolestar - المملوكة لشركة فولفو والشركة الأم الصينية Geely - وفقًا لوسائل إعلام رسمية.

- لماذا يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق؟ -

سمح الارتفاع في الصادرات للشركات الصينية بزيادة حصتها في سوق الاتحاد الأوروبي للسيارات الكهربائية بسرعة.

وخلص الاتحاد الأوروبي الآن إلى أن المصنعين الصينيين استفادوا من "الدعم غير العادل، وهو ما يتسبب في تهديد اقتصادي" لشركات صناعة السيارات الأوروبية.

ولكن هناك أيضا معارضة داخل الاتحاد الأوروبي - حيث حذرت ألمانيا، الشريك التجاري الرئيسي الذي تعتمد سوق السيارات فيه بشكل كبير على الصين، من أن الرسوم الجمركية من شأنها أن تضر بالشركات الألمانية.

ومن المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي الآن رسوما جمركية مؤقتة تتراوح بين 20 و38 في المائة بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية البالغة 10 في المائة على السيارات الكهربائية الصينية.

وستدخل الرسوم الجمركية النهائية حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني لمدة خمس سنوات، في انتظار تصويت الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي.

- كيف كان رد فعل بكين؟ -

ولم ترد بكين حتى الآن، لكن مجموعة تجارية صينية أدانت "الحمائية" التي تنتهجها الكتلة.

ولكن الصين كشفت عن أنيابها بالفعل، حيث بدأت تحقيقاً لمكافحة الإغراق في واردات لحوم الخنزير من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يهدد الصادرات الإسبانية.

وفي يناير/كانون الثاني، أطلقت الصين تحقيقا لمكافحة الإغراق في البراندي المستورد من الاتحاد الأوروبي، في خطوة ينظر إليها على أنها تستهدف فرنسا، التي دفعت باتجاه إجراء المفوضية تحقيقا.

وقالت بكين في يونيو/حزيران إنها "تحتفظ بالحق" في رفع قضية أمام منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

- كيف كان رد فعل مصنعي السيارات؟ -

وبما أن خطوة الاتحاد الأوروبي ستؤثر على جميع السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، فإن طراز Model 3 من شركة Tesla، والسيارة الكهربائية Mini، وسيارة Volvo EX40 هي أيضًا من بين المركبات التي ستواجه رسومًا جمركية أعلى.

وقال متحدث باسم شركة تسلا إن أسعار موديل 3 - السيارة الثالثة في مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا - من المتوقع أن ترتفع "على المدى القصير".

قالت شركتا صناعة السيارات الكهربائية الصينيتان نيو وأكسبينج لوكالة فرانس برس إنهما لا تخططان للانسحاب من السوق الأوروبية بعد الإعلان.

في هذه الأثناء، قالت شركة إم جي فرنسا إنها استوردت بالفعل 2600 سيارة كهربائية من الصين تم تخليصها من الجمارك.

- ما هو تأثير الرسوم الجمركية؟

وتوقع معهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي، إلى جانب معاهد نمساوية، أن تؤدي الضرائب المرتفعة إلى خفض واردات السيارات من الصين بنسبة 42 في المائة.

وأضافوا أن أسعار السيارات الكهربائية قد ترتفع بمعدل يتراوح بين 0.3 و0.9 بالمئة في الاتحاد الأوروبي.

وقال كوي دونجشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، إن التكاليف بالنسبة للمصدرين الصينيين للسيارات الكهربائية والمستهلكين في الاتحاد الأوروبي سترتفع، كما أن الرسوم الجمركية ستؤثر أيضا على أهداف الاتحاد في الحفاظ على الطاقة والتنمية الخضراء.