قرية بدوية في النقب تناضل ضد إخلاء سكانها لصالح مدينة إسرائيلية  

أ ف ب-الامة برس
2024-06-04

 

قرية بدوية في النقب تناضل ضد إخلاء سكانها لصالح مدينة إسرائيلية  (أ ف ب)القدس المحتلة- تزداد مخاوف حسن الهواشلة يوما بعد يوم وهو يشاهد من نافذة منزله مدينة ديمونة الإسرائيلية تتوسع لتقترب أكثر من قريته البدوية المهددة بالإخلاء.

تنتشر الرافعات على مشارف مدينة ديمونة التي تمثل مركز الطاقة النووية في إسرائيل، حيث يتم بناء أحياء سكنية جديدة بهدف توسيعها.

يسكن هواشلة في قرية رأس جرابة البالغ عدد سكانها 500 نسمة يعيشون في منازل مسقوفة بالصفيح وعدد قليل من المباني الخرسانية.

يقول الهواشلة (40 عاما) لوكالة فرانس برس "كل يوم أنظر إلى هذه القرية التي تقترب إلينا، يوما ما لن أجد نفسي هنا".

ويضيف "منذ أن جاؤوا (السلطات الإسرائيلية) ووضعوا أوامر الهدم بقصد ترحيلنا، كل حياتنا تغيرت".

ويعيش الهواشلة وسط قلق من هدم بيته في أي وقت ويتساءل "كل يوم نفكر إذا ما جاءت الدولة لهدم بيتي، أين سأذهب؟".

يعيش نحو 30 في المئة من السكان البدو في إسرائيل في عشرات من القرى التي تواجه الوضع نفسه في صحراء النقب وفقا لمنظمة "بمكوم" الإسرائيلية غير الربحية.

ويخشى سكان هذه القرى أن يكون مصيرهم مماثلا لسكان القرى البدوية التي هدمت كما حصل الشهر الماضي مع قرية وادي الخليل التي هدمت لتوسعة طريق سريع. 

– "الحد الأدنى من الأراضي" –

وفي مدينة ديمونة التي تشهد طفرة بناء، تصطف المباني الأنيقة المتشابهة في الشوارع الجديدة، العديد منها فارغ.

يقول الهواشلة الذي يعمل في مجال البناء في القرية "كل الأموال تذهب إلى البناء لكن المباني فارغة".

ويشرح كيف أن قريته البدوية لا تتلقى خدمات حكومية ولا يوجد فيها حتى ملاجئ يهربون إليها من الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة على بعد 70 كيلومترا.

ولم تتلق وكالة فرانس برس ردا من السلطات الإسرائيلية حول الموضوع.

طلبت السلطات الإسرائيلية من سكان رأس جربة الانتقال إلى قرية قصر السر البدوية المعترف بها والتي تقع في الجهة الغربية من ديمونة وفقا للهواشلة.

لكن والده فريج يقول إن السكان لا يريدون الانتقال إلى قصر السر بسبب توتر العلاقات مع عشيرة بدوية ثانية تعيش هناك.

ويقول فريج المولود في العام 1939 أي قبل تأسيس ديمونة "هذه القبيلة لا تريدنا ونحن لا نريدهم أيضا".

ويستذكر كيف أنه قام بإعطاء ماء وخبز ولبن لليهود الأوائل الذين وصلوا إلى المنطقة.

يمثل مروان فريح قرية رأس جرابة لدى منظمة "عدالة" غير الربحية والمعنية بحماية حقوق العرب في إسرائيل.

يقول فريح إن حوالى 11 قرية بدوية غير معترف بها، أي حوالى 6500 شخص، تعارض عمليات الإخلاء في المحاكم.

ويرى فريح أن السلطات الإسرائيلية تنتهج سياسة "الحد الأقصى من البدو في الحد الأدنى من الأراضي، والحد الأدنى من اليهود في الحد الأقصى من الأراضي".

أجبرت السلطات الإسرائيلية سكان القرية التي يتحدر منها فريح على الانتقال إلى مدينة رهط وهي أكبر مدينة بدوية في النقب.

وما حصل مع فريح وسكان قريته مثال على ما يمكن أن تواجهه عشيرة الهواشلة حيث ولد والده وجده ونشأوا في قرية غير معترف بها.

- "متعدون" -

خسر أهالي رأس جرابة معركة قانونية لإلغاء أوامر الإخلاء واقترحوا تحويل قريتهم إلى حي جديد في ديمونة وهو ما رفضته السلطات الإسرائيلية.

تبدو المحامية ميسانا موراني التي مثلت أهالي رأس جرابة في المحكمة في استئناف تم تقديمه الأسبوع الماضي، غير متفائلة.

وتقول إن فرصة قبول الاستئناف ضئيلة.

وتضيف لزكالة فرانس برس "نظام الأراضي في إسرائيل مبني بشكل عام بطريقة لا يستطيع فيه المجتمع البدوي إثبات ملكيته للأراضي".

وتوضح أن تفسير المحكمة لمجموعة من القوانين الإسرائيلية وقوانين عهد الانتداب البريطاني وتلك العثمانية يقول إن البدو "يعتبرون متعدين على أراضيهم".

تظهر وثائق المحكمة أن السلطات الإسرائيلية ترى أن سكان رأس جرابة لم يكن لهم وجود دائم على الأرض حتى العام 1978.

أما الباحث والمحاضر منصور نصاصرة فيرى أن القوانين العثمانية والبريطانية لا بد وأن تصب لصالح البدو.

ويقول لوكالة فرانس برس "تصنف قرى البدو بشكل عام، على أنها قرى غير معترف بها، على الرغم من أن تلك القرى كانت موجودة قبل عام 1948، إلا أنها وردت في السجلات العثمانية والبريطانية"، مضيفا أنها دفعت الضرائب لكليهما.

وفي رأس جرابة، يقول السكان إن القضية تضرب جوهر هويتهم البدوية.

يقول الهواشلة "أنا مواطن إسرائيلي على الورق فقط، ولدي بطاقة هوية وكل شيء، لكنني لا أحصل على الضروريات الأساسية التي يجب أن تمنحني إياها دولة إسرائيل".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي