
احتفلت سويسرا وتحديداً مدينة بيال بفوز نيمو في مسابقة "يوروفيجن" للأغنية الأوروبية، بعدما نالت أغنيته "ذا كودا" أعلى نقاط وعددا كافيا من الأصوات، ليحقق بذلك ثالث إنجاز مماثل لبلده.
وتعهّدت مدينة بيال التي يبلغ عدد سكانها 55 ألف نسمة وتقع في شمال غرب سويسرا، إقامة استقبال كبير لنيمو ميتلر (24 عاماً) الذي تتناول أغنيته تجربته الشخصية مع اللاثنائية الجنسية.
وكتبت بلدية بيال في منشور عبر منصة "اكس" :"نيمو، أنت الأفضل! لقد فزت بمسابقة يوروفيجن! حماستك وأداؤك المذهل أقنعانا جميعاً!".
وأضافت "تهانينا! مدينتك بيال فخورة بك: برافو وشكراً! لقد حملت ألوان بيال عالياً في كل أنحاء العالم! نتطلّع للاحتفال قريباً بفوزك في حفلة رسمية وشعبية".
"انفتاح"
وبيال المعروفة أيضاً باسمها الفرنسي بيين، هي أكبر مدينة في البلاد ينطق سكانها بلغتين وتشتهر كمركز لتصنيع الساعات السويسرية.
وعلى شاشة عملاقة، تابع مئات من الأشخاص الحفل النهائي لـ"يوروفيجن"، جالسين على مقاعد محاطة بعربات طعام في شارع جنرال دوفور، في ظلّ طقس حار السبت. وعندما ظهر نيمو على الشاشة لتأدية أغنيته، وقف عدد كبير من الحاضرين على المقاعد وبدأوا يلوّحون بأعلام سويسرا.
وعندما انطلق تصويت الدول ال37 وبدأ نيمو ينال العدد الأكبر من الأصوات، تصاعدت الحماسة وصولاً إلى فوزه بالمسابقة أمام المرشح الكرواتي.
وكتبت البلدية عبر موقعها الإلكتروني إنّ "بيال فخورة بنيمو وبمسيرته التي بدأت في مؤسسات تدريب وأخرى ثقافية في المدينة".
وتابعت "في مقابلات كثيرة أجراها قبل المسابقة، تطرّق نيمو مرات عدة إلى التأثير الإيجابي للانفتاح في المدينة على مسيرته الثقافية".
"مثل سمكة في الماء"
وقالت وزيرة الداخلية السويسرية إليزابيت بوم شنايدر عبر منصة اكس "تهانينا لنيمو بهذا الفوز الكبير! إنها نتيجة تسلّط الضوء على مواهبك المتعددة وتشكّل اعترافاً بشخصيتك الممزوجة بالحيوية والأحاسيس والحميمية والجرأة".
وكانت سينما "ريكس" في بيال نقلت الخميس ثاني حفلة في المرحلة نصف النهائية مباشرة من مالمو في السويد، وسط فرحة عارمة لإيلي شيوا دريفوس، وهي مدرّسة غناء سابقة لنيمو، كانت من بين الحضور.
وقالت في حديث عبر قناة "ار تي اس": "لقد كان على المسرح بمثابة سمكة في الماء. غنّى بأربع طبقات صوتية من دون مواجهة صعوبة (...) ظهرت موهبته بشكل كبير وطبيعي على المسرح".
وأشارت المسؤولة عن التدريب والثقافة والرياضة في بلدية بيال غليندا غونزاليس باسي إلى أنّ نيمو قدّم قبل المشاركة في يوروفيجن، عروضاً على مسرح البلدية وضمن مهرجان ليكلايف.
وقالت "إن مسيرة نيمو وموهبته مذهلتان ومميزتان، الأمر الذي يشكل انعكاساً مثالياً للتنوع والانفتاح في ثقافة بيال"، مضيفة "إنّ نيمو يبتكر ويدمج بسهولة بين الثقافات الكلاسيكية والبديلة والشعبية، وهذا مثال مذهل للثقافة الشاملة والدينامية التي نفخر بها في بيال".
وهذه المرة الثالثة التي تفوز فيها سويسرا بمسابقة "يوروفيجن"، بعد فوز ليس آسيا بالنسخة الأولى للمسابقة عام 1956 بأغنية "روفران"، ثم تحقيق الكندية سيلين ديون فوزاً لسويسرا عام 1988 مع أغنية " نو بارتيه با سان مْوا". ولا تشترط المسابقة أن يكون المرشّح حاملاً لجنسية البلد الذي يمثله.
وبما أنّ سويسرا هي الفائزة هذه السنة، ستستضيف المسابقة في العام المقبل، على ما جرت العادة.
وفي العام 1956، استضافت سويسرا النسخة الأولى من "يوروفيجن" على مسرح تياترو كورسال في لوغانو، لكنها رفضت إقامة المسابقة على أراضيها في العام التالي رغم فوز المغنّي الذي كان يمثلها. وسنة 1989، أقيم هذا الحدث الموسيقي في قصر بوليو في لوزان.