نازحون يلجؤون إلى البحر هربا من جحيم الخيام ومن القصف والدمار في قطاع غزة

سبوتنيك - الأمة برس
2024-04-20

نازحون يلجؤون إلى البحر هربا من جحيم الخيام ومن القصف والدمار في قطاع غزة (سبوتنيك)

غزة - تسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر في نزوح قرابة 1.7 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريباً، وأثارت الحرب أزمة إنسانية كارثية خانقة شملت النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.

ويواجه النازحون في قطاع غزة ظروفا صعبة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، ومما زاد من معاناتهم ارتفاع درجات حرارة الخيام، مما دفع الكثيرين منهم إلى التوجه نحو البحر المتنفس الوحيد للنازحين في قطاع غزة رغم القصف والدمار.

ويقضي آلاف النازحين أوقاتًا طويلةً على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في محاولة للهروب من الحرب الإسرائيلية المدمرة وتداعياتها السلبية على حياتهم اليومية، ويقول النازح كامل الزعانين، لوكالة "سبوتنيك": "لقد نزحنا من بيت حانون شمال القطاع، إلى دير البلح، ونعيش في خيام ولا نعرف أين نذهب، ونعاني من التعب ونواجه مشاكل غذائية وصحية واقتصادية وغذائية وتعليمية ومختلف المشاكل، ولا نشعر بالحياة في ظل الحرب".

ويضيف: "مما زاد من معاناتنا ارتفاع درجة حرارة الخيام، والرطوبة العالية، وانتشار البعوض والحشرات والأمراض، والخيمة مغلقة ولا يوجد بها نافذة، لذلك جئت إلى البحر لكي استنشق الهواء النقي".

وكان الآلاف من النازحين تواجدوا على شاطئ بحر دير البلح وسط قطاع غزة، بعضهم نزل إلى البحر للسباحة فيما فضل آخرون البقاء على الشاطئ، واصطحب البعض الخيول والجمال إلى الشاطىء، ويقول شاهر ظاهر النازح من شمال قطاع غزة لـ "سبوتنيك": "لقد نزحت منذ بداية الحرب مع عائلتي، من شمال القطاع إلى دير البلح، وتوجهت إلى مشفى شهداء الأقصى، وحاليا متواجد مع عائلتي المكونة من 7 أفراد في خيمة صغيرة جداً".

ويضيف: "عندما بدأت الحرارة بالارتفاع، جلبت عائلتي إلى البحر، لكي يستحم أولادي ونغسل الثياب، فمنذ شهر لم نستطع تأمين مياه حلوة أو مالحة في المخيم لكي نستحم".

وتابع: "شاطىء البحر كان ملاذ الأطفال الصغار، فهم بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لما يواجهونه من خوف وقلق وصدمات نفسية، وعلى شاطىء البحر، ركض الأطفال وضحكوا ولعبوا".

وتقول الطفلة النازحة لين ظاهر لـ"سبوتنيك": "كنت أعيش في منزل عائلتي الجميل المتواضع، شمال غزة، وكان عندي غرفة جميلة، وكان في بيتنا غرف كثيرة وحمام، وحاولنا البقاء في الشمال، وبعد قصف منزل جيراننا، واقتراب القصف من بيتنا، وتهديد الجيش الإسرائيلي، نزحنا نحو دير البلح، وقال لي أبي من أجل سلامتكم سنذهب إلى الدير، لكننا لم نجد السلامة هنا أيضا".

وتضيف: "جئت إلى البحر كي أنسى الحرب قليلا، ، ومن أجل الترويح عن النفس، وكي أنسى الخيمة الصغيرة الضيقة التي يتواجد فيها البعوض والحشرات، وكنت أختنق منها، لذلك هنا شعرت بالراحة قليلا ونسيت الهم الذي نعيشه".

المتنفس الوحيد وملاذ النازحين

ويتفق النازحون على أن شاطئ البحر يعد المتنفس الوحيد لهم، في ظل تواصل الحرب الإسرائيليّة على القطاع للشهر السابع على التوالي واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير، ومع تزايد أعداد النازحين جنوب القطاع ونقص المياه، يضطر البعض إلى نقل خيمته إلى شاطىء البحر، مثل عائلة زعرب، التي نقلت الخيمة إلى شاطىء دير البلح بعد غرقها في المخيم بسبب الأمطار.

تقول النازحة خضرة زعرب: "نعيش هنا رغما عنا، لكن لا يوجد مكان غيره، وفي الليل تنخفض درجة الحرارة كثيرا، ونشعر بالبرد الشديد، نريد مكانا نشعر فيه بالأمان ولا يوجد حاليا في قطاع غزة مكان آمن، ففي كل مكان شهداء وقصف ودمار، ويستهدف الاحتلال من خلال القصف المدنين، خاصة الأطفال والنساء".

مشهد استفز إسرائيل

مشهد أهل قطاع غزة على شاطئ البحر استفز وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى حل مجلس الحرب، وقال في تدوينة عبر منصة "إكس": "في غزة، صور الآلاف يستحمّون على الشاطئ وفي الشمال، رأى حزب الله أن مجلس الحرب لا يرد على إطلاق مئات الصواريخ من إيران على الأراضي الإسرائيلية، فرفع رأسه وقام بخطوة عدوانية ضدنا كلفتنا اليوم جنودًا وجرحى".

من جانبه، علق حساب "إسرائيل بالعربية" على منصة "إكس" على المشهد قائلا: "المفارقة في هذا المشهد شاطئ دير البلح يعج بالغزيين كبارا وصغارا يتمتعون بالبحر ويمارسون مختلف أنواع الفعاليات الرياضية، في وقت لا يزال فيه جيش الدفاع يدير معارك ضد إرهابيي حماس في غزة".

ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزّة واقعًا صعبًا ومريرًا مع استمرار الحرب، واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير، ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة وقد دخلت شهرها السابع، وسط مخاوف من عملية برية في رفح جنوب القطاع، في حال انهارت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن في غزة.

وفي اليوم 195 للحرب، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 34,012 غالبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفعت الإصابات إلى 76,833، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول، شنّ مقاتلون من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي