صاندي تايمز: ديفيد كاميرون يدعم الجهود الإنسانية لغزة ويرفض وقفا دائما للنار

2024-04-07

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون (أ ف ب)قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن دعم بلاده لإسرائيل “ليس غير مشروط” وإن بريطانيا لديها قوانين إنسانية يجب على إسرائيل الالتزام بها.

وفي مقال نشرته صحيفة “صاندي تايمز” بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، أصدر كاميرون، تحذيرا لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

وجاء مقاله بعد ستة أيام على مقتل ثلاثة بريطانيين ضمن عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي، حيث وصف القتل بأنه “مأساة كان يمكن تجنبها”. وفي الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إن الحادث كان “حادثا خطيرا” وعزلت ضابطين كبيرين في الجيش، إلا أن كاميرون أشار إلى أنه “لا يوجد أي مجال للشك في مَن يتحمل المسؤولية”.

وحذر قائلا: “يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى”. وبعد حادث مقتل عمال الإغاثة، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وحذّر من أن الدعم الأمريكي مرتبط باتخاذ إسرائيل الخطوات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة. وسيزور كاميرون واشنطن هذا الأسبوع، وسيستخدم الزيارة لمناقشة الحرب مع نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن.

وذكرت مصادر أن وزير الخارجية قد يسافر إلى الشرق الأوسط في الأسابيع المقبلة. وفي مقاله، وصف كاميرون هجمات حماس في 7 أكتوبر بأنها “معلم قاتم” و”يجب علينا ألا ننسى كيف بدأ هذا النزاع، حيث واجه الشعب اليهودي أسوأ وأكبر مذبحة منذ الهولوكوست” بحسب زعمه.

إلا أن الحكومة البريطانية واجهت بعد مقتل البريطانيين الثلاثة، وكلهم من الجنود السابقين، إلى جانب تزايد الأزمة الإنسانية في غزة، دعوات لوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.

ويطالب حزب العمال وأحزاب المعارضة البريطانية، وزيرَ الخارجية بنشر النصيحة القانونية، وإن كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الدولي في حرب غزة. ودعا مسؤول السياسات الخارجية في حكومة الظل للعمال، ديفيد لامي، كاميرون للإجابة على أسئلة النواب في مجلس العموم.

وقال في رسالة لكاميرون: “علينا عدم نسيان أن وزير الخارجية يحاول التفلت من التمحيص بموضوع مبيعات الأسلحة مع أنه قضية دبلوماسية وقانونية مهمة”.

وقام رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون بانتقاد كاميرون في عموده الذي يكتبه، واتهمه لعدم رفضه وبشكل صريح المطالب لوقف بيع الأسلحة إلى إسرائيل. كما اتهم الحكومة بأنها لم تعبر عن موقف مؤيد لإسرائيل. وقال إن حماس “ترى الانهيار والضعف في أصواتنا، في واشنطن ولندن، وستسمع تقاعسنا المتزايد”.

ويُنظر لمقال كاميرون بأنه محاولة لتهدئة نقاده. وقال إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع نفسها، وهو مبدأ تأسيسي بالنسبة لبريطانيا، إلا أنه والحكومة يشعرون بالقلق من طريقة  إدارة الحرب “بالطبع، فدعمنا ليس غير مشروط” و”نتوقع أن تلتزم الديمقراطية التي تفخر بنفسها والناجحة، بالقانون الدولي الإنساني حتى عندما يتم تحديها بهذه الطريقة”.

وأعلن كاميرون عن حزمة مساعدات بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني لدعم ممر بحري من قبرص إلى غزة كجزء من الجهود لزيادة كمية المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتم إرسال سفينة من سلاح البحرية البريطاني للمساعدة في الجهود اللوجيستية.

لكن كاميرون هاجم المطالبين بوقف إطلاق النار، مناقشا أن إسرائيل لا يمكنها العيش مع منظمة قامت بهذه الهجمات. وتابع: “لكن هدنة مؤقتة هي أمر مختلف” و”يمكن استخدامها لإدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى. والأهم من هذا، يمكن استخدامها لوضع شروط للعمل على وقف دائم للنار وبدء العمل لبناء سلام دائم”.

وبدأ كاميرون مقاله بالإشارة لمقتل عمال الإغاثة الدوليين، وبأنه تذكير بثمن النزاع في غزة. وقال إنه “معلم قاتم على هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر”. وأكد أن بريطانيا اتبعت خلال الأزمة الحالية أربعة مبادئ:

أولا، دعم عائلات الأسرى الإسرايليين. وقال إنه التقى معها واستمع لقصصها، وهو يدعم مطالبها بالإفراج الفوري عنهم. وقال: “القبض على ناس واحتجازهم هو تذكير دائم لنا بطبيعة المنظمة المتوحشة التي نتعامل معها” وفق تعبيره.

أما المبدأ الثاني، فهو العمل وبجهد لإيصال المساعدات للفلسطينيين. وأشار إلى دعوته ورئيس الوزراء، إسرائيل لكي تفتح معابر وتخفف حالة الاختناق في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال إن دعوتهما التي كانت مستحيلة، أصبحت حقيقة بفتح معبر إيرز، والسماح بنقل المواد الغذائية والمساعدات من ميناء أشدود. ويجب علينا مشاهدة فيضان في المساعدات التي تحدث الإسرائيليون عنها، مضيفا أن الحكومة تعمل مع برنامج الغذاء العالمي لإدخال الإغاثة عبر ميناء أشدود. وأكد أن تسهيل المساعدات مع الممر البحري، لن تترك أثرا لو لم توزع على أهل غزة، وضمان وصول القوافل من خلال ممرات آمنة.

أما المبدأ الثالث، فهو ممارسة القيادة في المنطقة وفي الأمم المتحدة. وقال: “الدعوات لوقف إطلاق النار سهلة، وحتى نتعامل مع جذر المشكلة وهو حكم حماس في غزة والمسؤولين عن هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فلا أحد يتوقع أن تعيش إسرائيل إلى جانب منظمة متوحشة والتي قامت بهذه الهجمات الوحشية وأعلنت أنها ستكررها مرة أخرى”. ولكنه مع وقف مؤقت للنار مثل الهدنة أثناء رمضان، والتي لم تحصل.

وأشار إلى أن بريطانيا وضعت شرطين أمام حماس، الأول مغادرة قادتها قطاع غزة، والثاني هو تفكيك بنيتها، و”بعبارات أخرى، سننهي الحرب سياسيا وليس عسكريا، وهذا هو النهج الصحيح”. كما قادت بريطانيا الجهود لمنح دور للسلطة الفلسطينية، وفتح أفق سياسي لحل الدولتين.

والمبدأ الأخير الذي تحدث عنه كاميرون، هو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلى جانب أن الدعم لهذا الحق ليس غير مشروط. ومن هنا، يرى أهمية التفاوض لوقف إطلاق النار مع حماس للإفراج عن الأسرى. لكن ماذا سيحدث لو رفضت حماس الصفقة واستمرت الحرب؟ فلن نستطيع الوقوف متفرجين كما يقول، والتمني بأن تتوقف الحرب بنفسها، بل يجب العمل على حماية المدنيين في كل غزة بما فيها رفح. وكقوة محتلة، على إسرائيل توفير المساعدات للمدنيين، وعلى المجتمع الدولي العمل معها لتوفير ما يحتاجه سكان غزة.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي