الغارديان: مدير وحدة التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي كشف القناع عن نفسه بالخطأ

2024-04-05

تحتوي النسخة الإلكترونية من الكتاب على عنوان بريدي إلكتروني مجهول، لكن يمكن تتبعه إلى حساب سارييل على غوغل (أ ف ب)نشرت صحيفة “الغارديان” خبرا حصريا أعده هاري ديفيس وبيثان ماكرنان قالا فيه إن مسؤولا إسرائيليا بارزا في الاستخبارات كشف عن هويته بالخطأ على الإنترنت.

فقد كشف يوسي سارييل عن هويته كمسؤول عن الوحدة 8200 والمخطط لاستراتيجية الذكاء الإصطناعي بعد صدور كتاب باسم مستعار كشف عن حسابه على غوغل.

وأضافت الصحيفة أن هوية المسؤول سر لا تعرفه إلا القلة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو يحتل أهم موقع حساس في الجيش الإسرائيلي ويقود واحدة من أكثر مؤسسات الرقابة قوة تقارن مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.

وترتبط العثرة الأمنية بكتاب نشر باسم مستعار على أمازون وترك أثرا رقميا تم تتبعه إلى حساب خاص فتح باسمه إلى جانب هويته التي تربط اسمه بخرائط الحساب وملفات تعريفية به.

وتأكدت الصحيفة من هوية سارييل عبر عدة مصادر، وأنه مؤلف الكتاب السري “فريق الجهاز البشري” والذي قدم فيه رؤية راديكالية بشأن الذكاء الاصطناعي وقدرته على تحويل العلاقات بين الأفراد العسكريين والآلة. ونشر الكتاب في 2021 باسم يحتوي على الحروف الأولى من اسمه الجنرال واي أس، ويقدم علامات جديدة حول أنظمة الذكاء الاصطناعي التي استخدمها الجيش الإسرائيلي أول مرة في الحرب التي مضى عليها ستة أشهر في غزة.

وتحتوي النسخة الإلكترونية من الكتاب على عنوان بريدي إلكتروني مجهول، لكن يمكن تتبعه إلى حساب سارييل على غوغل.

وعندما اتصلت الصحيفة مع الجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسمه إن الحساب ليس لسارييل شخصيا ولكنه “مكرس بشكل محدد لموضوعات تتعلق بالكتاب نفسه”. وتعلق الصحيفة أن الكارثة الجديدة ستزيد من الضغوط على ساريل الذي “يعيش ويتنفس” استخبارات والذي لاحقه الجدل منذ توليه وحدة النخبة في الاستخبارات الإلكترونية.

وتحظى وحدة 8200 بوضع مبجل في إسرائيل وخارجها وبسبب قدراتها الرقابية التي نافست وحدة المراقبة البريطانية المعروفة بـ”جي سي أتش كيو”، ويعتقد أنها بنت أجهزة واسعة لمراقبة الفلسطينيين في المناطق المحتلة، إلا أن الوحدة تعرضت للانتقاد بسبب عدم تكهنها بهجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.

ومنذ ذلك الهجوم، اتهمت الوحدة بـ”الغطرسة التكنولوجية” التي جاءت على حساب تقنيات جمع المعلومات الاستخباراتية التقليدية.

وتبنى الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة رؤية سارييل التكنولوجية، وأن الذكاء الإصطناعي يمثل جبهة جديدة يستخدم في أداء واجبات معقدة بساحة المعركة.

وناقش سارييل في الكتاب المنشور قبل ثلاثة أعوام أن فكرته بشأن استخدام الآلة وتعلمها أداء الحرب قد أصبحت جزءا من النقاش الرسمي و”نحن بحاجة لنقلها من الهامش ووضعها في مركز المسرح”.

ويكشف في كتابه عن مفهوم “آلة أهداف” مدعومة من الذكاء الاصطناعي، وتشبه وصف التوصيات للجيش الإسرائيلي في استهدافه وقصفه غزة.

وعلى مدى الستة أشهر الماضية، نشر الجيش الإسرائيلي أنظمة اتخاذ قرار مدعمة من الذكاء الاصطناعي والتي طورتها وحسنتها بسرعة وحدة 8200 وتحت قيادة سارييل.

ويشمل هذا النظامين المستخدمين “لافندر” أو الخزامى و”غوسبل” أو الإنجيل، وكشفت عنهما المجلة الإسرائيلية- الفلسطينية “+972” والنسخة العبرية منها “لوكال كول” و”الغارديان”.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الذكاء الاصطناعي هي من أجل مساعدة ضباط الاستخبارات البشر المطلوب منهم التحقق من عدم خرق الأهداف المشتبه بها والحقيقية القانون الدولي.

واستخدم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ما أسماه “عددا من الأدوات والوسائل”، وقال “من الواضح أنها أدوات موجودة لمنفعة الباحثين في الاستخبارات الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي”.

ويوم الأربعاء، ركزت مجلة +972 ولوكال كول الضوء على العلاقة بين وحدة 8200 والكتاب الذي ألفه رجل غامض باسم الجنرال واي أس.

ويعتقد أن سارييل كتب الكتاب بإذن من الجيش وبعد عمله كأستاذ زائر لعام بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية. وقدم فيه نقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي لقلب أساليب الحرب المعاصرة.

ووجه الكتاب لكبار القادة العسكريين والمسؤولين في الاستخبارات ويهدف لتوضيح مفهوم “التعاون بين الإنسان والآلة” وتوثيق علاقة التآزر بين الإنسان والآلة بدلا من بناء أنظمة مستقلة عن بعضها البعض.

ويعكس الكتاب طموحات سارييل لأن يكون “قائد تفكير” حسب قول مسؤول استخباراتي سابق. ففي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كان عضوا في مجموعة متقاربة بالتفكير الأكاديمي وعرفت بـ”الجوقة” والتي دعت لإصلاح الممارسات الاستخباراتية الإسرائيلية.

وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فقد أصبح بحلول 2017 قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي، ليرفع إلى مسؤول وحدة 8200، فيما نظر إليه كاعتراف من الجيش برؤيته التكنولوجية عن المستقبل.

وتحدث سارييل في كتابه عن “ثورة” شهدها الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الماضية و”تطويره مفهوما جديدا للحرب يتركز على المعلومات الاستخباراتية وربطه في الحرب”.

وذهب بعيدا بالدعوة إلى الدمج بين الاستخبارات وساحة المعركة وبخاصة عندما تخوض حربا فتاكة. وفي كتابه يتحدث عن طريقة لبناء آلة أهداف لا يمكن للإنسان جمعها و”يجب أن يكون لدى الآلة بيانات كافية عن المعركة، السكان والمعلومات المرئية والمعلومات الرقمية والروابط على منصات التواصل والصور وأرقام الإتصال على الهواتف النقالة”، و”كلما كان هناك مزيد من البيانات وتنوعها كلما كان أفضل”.

وآلة أهداف كهذه ستعتمد على نماذج معقدة تستخدم لبناء تكهنات عن “الكثير من المزايا الكثيرة الصغيرة والمتنوعة”. وأشار إلى أشخاص على قوائم مجموعات واتساب التابعين لحزب الله وممن يحصلون على هواتف نقالة كل عدة شهور ومن يغيرون حسابهم دائما”. وقال إن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر فعالية ويجنب حدوث “اختناقات” ناشئة عن الاستخبارات والجنود. وقال “هناك اختناقات بشرية لكل من تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرارات للموافقة عليها. وهناك اختناقات حول كيفية إدارة كميات ضخمة من البيانات. وهناك اختناقات بشأن ربط الاستخبارات بإطلاق النار”. وأضاف أن “فريقا يتكون من آلات ومحققين يمكن أن يفتح عنق الزجاجة”.

وتعلق الصحيفة أن الكشف عن اسم سارييل يأتي في وقت صعب لقادة الاستخبارات، ففي شباط/فبراير نشرت صحيفة “معاريف” تقريرا عن الاتهامات المتبادلة داخل وحدة 8200 بعد هجمات حماس. ولم تذكر الصحيفة الاسم ولكنها أشارت إليه بحرف “واي”، إلا أن النقد المتبادل كشف عن الجدال بشأن أكبر فشل استخباراتي إسرائيلي. وقال نقاد سارييل إن “إدمان وتشوق” مسؤول الوحدة للتكنولوجيا على حساب جمع المعلومات الاستخباراتية التقليدي كان سببا في الكارثة. وقال مسؤول استخباراتي مخضرم لمعاريف إن الوحدة عاشت في ظل سارييل وسط فقاعة استخباراتية جديدة. ونقل عن سارييل قوله لزملائه إن 7 تشرين الأول “ستلاحقه” حتى آخر يوم في حياته و”آتحمل المسؤولية عما حدث وبكل ما تحمله الكلمة من معنى”. وقال “لقد هزمنا وهزمت أنا”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي