هيومن رايتس ووتش تطالب بتحقيق دولي في "جرائم حرب" ارتكبها الجيش الإثيوبي في أمهرة

ا ف ب - الأمة برس
2024-04-04

امرأة تسير على مقربة من دبابة مهجورة في بلدة ميهوني بجنوب تيغراي، في 11 كانون الأول/ديسمبر 2020 (ا ف ب)

دعت هيومن رايتس ووتش الخميس 04-04-2024 الأمم المتحدة إلى التحقيق في قتل "عشرات" المدنيين بأيدي الجيش الإثيوبي في نهاية كانون الثاني/يناير في بلدة مراوي في ولاية أمهرة.

وأعلنت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مستقلة مرتبطة بالدولة، في منتصف شباط/فبراير أن قوات الأمن الحكومية قتلت 45 مدنيا على الأقل من سكان مراوي في 29 كانون الثاني/يناير في مجزرة وقعت إثر مواجهات مع ميليشيا "فانو" المحلية، مشيرة إلى أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك.

وذكرت هيومن رايتس ووتش استنادا إلى شهادات جمعتها، أنه بعد انسحاب مقاتلي "فانو" من بلدة مراوي الواقعة على مسافة حوالى 30 كلم إلى جنوب بحر دار، عاصمة الولاية، قام الجنود الإثيوبيون "على مدى ست ساعات" بقتل نساء ورجال "في الشوارع وخلال مداهمة منازل"، كما قاموا "بنهب وتدمير أملاك مدنيين".

وأضافت المنظمة غير الحكومية أنه "لم يكن بوسعها تحديد العدد الإجمالي للمدنيين الذين قتلوا في مراوي".

وأكدت في بيان أن هذه المجزرة "من الأكثر دموية بحق مدنيين... منذ اندلاع المعارك في أمهرة في آب/أغسطس 2023" بين الجيش الفدرالي الإثيوبي وميليشيا "فانو"، داعية مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى "فتح تحقيق مستقل في أعمال العنف في أمهرة".

كذلك، دعت هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى "تعليق أي انتشار جديد" لقوات إثيوبية في إطار عمليات حفظ السلام "طالما أن القادة العسكريين المسؤولين عن تجاوزات خطيرة لم يُحاسبوا".

وإثيوبيا هي من كبار المساهمين في قوات حفظ السلام في إفريقيا.

ورأت مساعدة مدير هيومن راتس ووتش لإفريقيا ليتيسيا بادر أن "عجز الحكومة على ضمان محاسبة المسؤولين عن تجاوزات في القوات الفدرالية والمحلية يساهم في تواصل جولات العنف والإفلات من العقاب".

وشددت على أن المجازر التي ترتكبها القوات الحكومية بحق المدنيين "باتت الخبز اليومي لعدد لا يحصى من الإثيوبيين فيث مناطق النزاع".

ومدد البرلمان الإثيوببي في مطلع شباط/فبراير حال الطوارئ السارية منذ آب/أغسطس في أمهرة سعيا للقضاء على تمرد ميليشيا فانو، بدون تحقيق ذلك حتى الآن.

تنص حال الطوارئ في إثيوبيا على نقل مسؤولية الأمن إلى "مراكز القيادة" العسكرية اضافة الى تعليق عدد من الحقوق والحريات. وتجيز خصوصا الاعتقال والتفتيش بدون أمر قضائي وتوسع أسباب وفترات الاحتجاز بدون قرار قضائي. 

تعتبر قبيلة فانو أنها تعرضت للخيانة بسبب اتفاق السلام الذي وقعه رئيس الوزراء أبيي أحمد في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 مع قادة التمرد في منطقة تيغراي المجاورة، علما أنهم خصوم قدامى للقوميين الأمهرة الذين يطالبون بـ"أراضي أجداد" تابعة إداريًا لتيغراي. 

خلال النزاع الذي استمر سنتين في تيغراي، قدمت قوات أمهرة المساعدة للجيش الفدرالي ضد متمردي تيغراي. وفي نيسان/أبريل 2023، حاولت الحكومة الفدرالية نزع سلاح قوات فانو وأمهرة، ما أدى الى اندلاع نزاع في الولاية.

ومذاك، كثفت ميليشيا فانو عملياتها ضد الجيش الفدرالي، وتمكنت في الأشهر الأخيرة من السيطرة لوقت قصير على مناطق مهمة، مثل جوندار، العاصمة الإمبراطورية السابقة، ومدينة لاليبيلا المقدسة. 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي