شبيغل: الثقافة في غزة جانب مخفي وسط التعايش مع الأسوأ  

2024-03-24

 

يحسب مجلة شبيغل الألمانية فإن الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس لم تدمر حياة عشرات الآلاف فحسب، بل دمرت أيضاً جزءاً كبيراً من التراث الثقافي في قطاع غزة (ا ف ب)في حين ما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تعمل في غزة سلطت وسائل إعلام ألمانية الضوء على جانب قلما يتم ذكره في وسائل الإعلام العالمية حاليا، وهو الثقافة والفنون في غزة وسط ظروف الحرب القاسية وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

ويحسب مجلة شبيغل الألمانية فإن الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس لم تدمر حياة عشرات الآلاف فحسب، بل دمرت أيضاً جزءاً كبيراً من التراث الثقافي في قطاع غزة حيث يتمسك الموسيقيون والشعراء بما أنتجوه من الأغاني والكلمات.

وضمن مقابلات رصدتها المجلة الألمانية، تمسك الفلسطينيون بالثقافة والفن بالرغم من استعار أتون الحرب هناك، حيث أكد العديد من سكان غزة أن الفن والكتابة كانا دائما مهمين في حياة الفلسطينيين، بيد أن الفن والكتابة باتا غاية في الأهمية لا سيما الآن.

وبحسب المنظمات الأممية فإن قائمة التراث الثقافي المتضرر أو المدمر في قطاع غزة طويلة: المسجد الكبير في غزة الذي يبلغ عمره 1300 عام، والذي تم بناؤه على أنقاض كنيسة من العصر البيزنطي، أو حمام السمارة، الذي تم تجديده وافتتاحه مؤخرًا كمتحف. الحمام العام. كما أصبح قصر الباشا الذي يعود تاريخه إلى 800 عام، والذي كان يضم متحفًا، في حالة خراب أيضًا. أو الأرشيف التاريخي لمدينة غزة، وبقايا أنثيدون، وميناء غزة الهلنستي، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 13 مكتبة.

كما أن قائمة العاملين في المجال الثقافي الذين قتلوا طويلة بشكل صادم: من بينهم الممثلة الدرامية والممثلة إيناس السقا، التي ظهرت في فيلم عن جرائم الشرف وقدمت مسرحية للأطفال. قتلتها غارة جوية هي وثلاثة من أطفالها الخمسة. أو “المؤرخ البصري لغزة” مروان ترزي، الذي كان يعتني بأرشيف المصور الأرمني الراحل كيغام دجيغاليان – والذي قُتل مع أفراد آخرين من عائلته في القصف الإسرائيلي لملجأ للطوارئ بجوار كنيسة بورفيري القديمة في غزة. أو الشاعر سليم النفار الذي قال ذات مرة: “أحياناً أغني عن يأسنا. ولكن ربما لهذا السبب يحب الناس عملي لأنه لا يستسلم أبدًا”.

وبينت المجلة الألمانية كيف أن الغيتار ودفوف، وأصوات الأطفال التي تغني لا تخلو منها شوارع غزة بالرغم من رائحة الموت والدمار في الشوارع والأزقة. وبينت أنه وبمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي مثل انستاغرام وغيرها يمكن رؤية العديد من الأنشطة الفنية حتى لو تمت بشكل متواضع ضمن مناطق غزة.

محاربة الموسيقى والهوية

البروفات المنتظمة، الأغاني الجديدة أو حتى الظهور في الخارج – أصبح هذا الآن مستحيلًا للفنانين هناك بيد أن الهدف بات هناك خلق أمل جديد للسكان ولا سيما الأطفال وهو ما يظر أن الموسيقى باتت جزءا من الهوية الفلسطينية والثقافة الموجودة هناك والتي يرغب السكان في الحفاظ عليها وإظهارها.

ورصدت المجلة الألمانية مقال رأي نشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية لعالمي الآثار الإسرائيليين رافائيل غرينبيرج وآرون أراد وجاء فيه أن المواقع الثقافية في غزة لم يتم تدميرها لأسباب عسكرية، بل يتعلق الأمر بضرب هذه الأماكن “لأنها تشهد على الارتباط العميق بين الفلسطينيين والأماكن التي يسكنونها”.

وينظر كل من غرينبرج وأراد إلى تدمير المواقع التاريخية باعتباره جزءًا من الصراع من أجل الذاكرة ـ وبالتالي من أجل السيطرة على الأرض. وهذا ليس جديدا، فالاثنان يكتبان ويشيران إلى تدمير القرى والمقابر الفلسطينية بعد قيام دولة إسرائيل. وباعتبارهما عضوين في منظمة “عيمك شافيه” غير الحكومية، فقد انتقد الاثنان مرارًا في الماضي المنظمات الاستيطانية في المناطق المحتلة التي تبرر مطالبتها بالأرض على أساس الاكتشافات الأثرية: فهذه المنظمات تختار في المقام الأول القطع الأثرية اليهودية وتتجاهل الاكتشافات من أماكن أخرى من ثقافات العصر، وخاصة في القدس الشرقية.

وبحسب شبيغل تدرج جنوب أفريقيا الأصول الثقافية المتضررة في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. والحجة هي أن تدمير التراث الثقافي هو اعتداء على الحياة الفلسطينية في غزة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي