سؤال "الفجوة الكبيرة بين الطرفين": هل سيعود أهالي شمال غزة إلى بيوتهم؟  

متابعات الامة برس:
2024-03-17

 

الخلاف الرئيسي بين الطرفين هو طلب حماس السماح لسكان الشمال بالعودة إلى بيوتهم (ا ف ب)مصادر إسرائيلية رفيعة قرأت رد حماس في نهاية الأسبوع على الاقتراح الأخير في المفاوضات التي تجري على إطلاق سراح المخطوفين، قالت إنها ترى فيها إنجازين مهمين. لقد وافقت هذه المنظمة الإرهابية أخيراً على تأجيل الانشغال بإنهاء الحرب إلى المرحلة الثالثة من الصفقة، ما سيسمح بإطلاق سراح فعلي للمخطوفين بدون صلة باستعداد إسرائيل لوقف إطلاق النار، وتطرق قيادة حماس في القطاع للمرة الأولى وليس ممثلي المنظمة في قطر، إلى الاقتراح. وأعلن مكتب رئيس الحكومة بأن كابينت الحرب والكابينت السياسي الأمني سيعقدا لمناقشة خروج وفد المفاوضات إلى قطر. وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الموساد الذي سيترأس الوفد ربما يسافر إلى الدوحة غداً.

الخلاف الرئيسي بين الطرفين هو طلب حماس السماح لسكان الشمال بالعودة إلى بيوتهم. تخشى إسرائيل من أن ذلك سيمكن حماس من إعادة ترسيخ سيطرتها على هذه المناطق، وسلب إنجاز إسرائيل المتمثل بتدمير قدرات حماس شمالي القطاع. إلى جانب عودة أعضاء حماس إلى هذه المناطق وتجديد سيطرتها على الأرض، تخشى إسرائيل من عملية ستجر الجيش الإسرائيلي إلى جولة قتال أخرى في المنطقة. لا تستبعد إسرائيل إمكانية السماح للنساء والأطفال بالعودة إلى شمال القطاع، وسيتم استخدام آلية رقابة متشددة على الرجال الذين يريدون العودة إلى بيوتهم.

مقابل الخلاف على عودة السكان إلى شمال القطاع، تقدر إسرائيل أن الخلافات حول عدد السجناء “المهمين” الذين سيطلق سراحهم في الصفقة أصبح أقل تعويقاً من السابق. حسب مصدر إسرائيلي، فإن “إطلاق سراح المخربين سيكون صعباً على الهضم في كل الحالات، حتى لو تم إطلاق سراح 1000 أو فقط 600. والعدد النهائي الذي سيتم الاتفاق عليه أقل أهمية للرأي العام مما يظهر”.

حسب مصادر إسرائيلية مطلعة على رد حماس، فإنها طرحت صفقة من ثلاث مراحل: الأولى تطالب فيها حماس بإطلاق سراح 950 سجيناً أمنياً مقابل 40 مخطوفاً إسرائيلياً، من النساء والمسنين والمرضى والجرحى والمجندات الخمس اللواتي تم اختطافهن من حدود القطاع، وتطلب حماس مقابل كل مجندة إطلاق سراح 50 سجيناً، من بينهم 30 سجيناً “مهماً”، الذين تريد تحديدهم بنفسها قبل إطلاق سراحهم. حسب مصدر في إسرائيل، يقدر المستوى السياسي بأنه إذا أظهرت حماس استعداداً للتنازل، فلن تسقط الصفقة بسبب خلاف حول هوية السجناء. “عندما يكون المعنى إنقاذ المجندات اللواتي يتعفن في الأسر، سيصعب على المستوى السياسي إفشال الصفقة بسبب هذا الموضوع”، قال مصدر إسرائيلي. “للوهلة الأولى، يبدو لحماس أن إطلاق سراح السجناء أقل أهمية من مواضيع مثل إعادة إعمار القطاع، ووقف عمليات الجيش الإسرائيلي، وهي قد تظهر المرونة”.

كجزء من المرحلة الأولى، سيتم الإعلان عن هدنة لمدة ستة أسابيع يخطط فيها الطرفان للنبضة الثانية، بما في ذلك مفتاح تحرير الرجال الذين اعتبروا في “عمر التجنيد” والجنود. ثم على إسرائيل الإعلان عن استعداد لوقف دائم لإطلاق النار قبل المرحلة الثالثة، الذي سيتضمن إلى جانب تبادل الجثامين، بداية إعمار القطاع وانسحاب القوات منه.

الشعارات شيء والأفعال شيء آخر

في معظم التقارير المتقلبة حول صفقة التبادل، جرت في نهاية الأسبوع الماضي أحداث تدل على استعداد الطرفين للدفع قدماً بهذه العملية. يوم الجمعة الأول في شهر رمضان، مر بدون أحداث استثنائية، وأعلن رئيس الحكومة عن نيته إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر لمواصلة المحادثات في الأسبوع الحالي. إعلان رئيس الحكومة نشر حتى قبل عقد الكابينت السياسي الأمني ووضع الوزراء أمام الأمر الواقع. الآن، يتعين على الكابينت أن يقرر “حدود صلاحية رئيس الموساد، دافيد برنياع، في المحادثات القريبة القادمة”. مصدر إسرائيلي رفيع، قال مساء أمس إنه “سيكون من الصعب تجنيد تأييد الكابينت للخطة التي تصر عليها حماس. هذه خطة غير جيدة لإسرائيل، وبحاجة إلى إجراء القليل من التحسين عليها”.

دبلوماسي غربي مطلع على الاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، عبر عن تفاؤله في نهاية الأسبوع الماضي، وقدر أنه رغم الصعوبات التي يضعها الطرفان، فإنه يمكن التوصل إلى صفقة. “رد حماس ونية إسرائيل إرسال وفد إلى قطر تعتبر خطوة إيجابية مهمة أولية منذ فترة طويلة، لكن الفجوة بين الطرفين ما زالت كبيرة”، قال هذا الدبلوماسي. وقال المتحدث بلسان البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، جون كيربي، أمس، إن “اقتراح حماس هو بالضبط في حدود الصفقة التي عملنا عليها في الأشهر الأخيرة”.

حتى الآن، رغم التقدم البطيء في المحادثات فإن إسرائيل أبرزت في الأيام الأخيرة انتقاداً للمواقف التي قدمتها حماس في وثيقة الرد. وقال نتنياهو إن حماس تطرح “مواقف لا أساس لها”. وقال مصدر إسرائيلي للصحيفة إن “موقف حماس لا يعبر عن أي تقدم. حماس بالغت في طلباتها، وتصعّب المفاوضات. نقطة البداية للمحادثات صعبة جداً، والقدرة على المضي قدماً معقدة”.

في الطرف الإسرائيلي، هناك من يقولون إن انتقاد حماس، وأيضاً إعلان نتنياهو عن المصادقة على خطة مهاجمة رفح الجمعة الماضي، استهدفت خدمة إسرائيل في المفاوضات المكثفة التي يتوقع إجراؤها مع حماس. وفي المستوى السياسي في إسرائيل إجماع يفيد بأن الطرفين ما زالا بعيدين عن التفاهمات.

 

 

 يونتان ليس

 هآرتس 17/3/2024







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي