العين.. رحلة فريدة بين الواحات الغناء والآثار التاريخية

الأمة برس
2024-02-08

شكلت مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي منذ القدم مستقراً مفعماً بالراحة والسحر والجمال الذي تضفيه واحاتها الغناء وأفلاجها التاريخية ومياهها العذبة، فضلاً عن آثارها التاريخية والتي برهنت مكتشفاتها الأثرية على كونها مدينة نابضة بالحياة منذ أكثر من 5000 عام وفقاً لموقع العين الإخباري.

وتمتلك مدينة العين مقومات سياحية متميزة وتتمتع بتنوع طبيعي وتاريخي وتراثي ومنشآت فندقية ذات ريادة عالمية وخدمات سياحية متكاملة، فضلاً عن تميزها في سياحة المغامرات، الأمر الذي أهلها لتكون عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025.

وحجزت مدينة العين موقعها بوصفها واحدة من أبرز وجهات السياحة والاستجمام بين عيونها العذبة الفياضة بجوار جبل حفيت الشامخ الذي يُشرف على مدينة العين ويتيح للزوار الاستمتاع بإطلالات خلابة على المدينة الزاخرة بالحدائق الغنّاء، حيث يبلغ ارتفاع قمة الجبل 1249 متراً وهي أعلى قمة في أبوظبي وثاني أعلى قمة في دولة الإمارات بعد جبل جيس في رأس الخيمة.

ويعتبر اعتدال مناخ منطقة العين صيفاً وشتاءً، وواحات النخيل والمساحات الخضراء التي تملأ الأفق في مختلف الجهات، وجمال المناظر الطبيعية التي تكسوها من كل جانب وفي جميع مناطقها، والكثبان الرملية الساحرة، من أبرز العوامل التي جعلت منها إحدى أشهر المناطق السياحية في الإمارات.

وتشكل النسخة الرابعة من حملة "أجمل شتاء في العالم" فرصة للتعريف بجمال مدينة العين، حيث تتيح حدائقها ومتنزه الحياة البرية وأفلاجها ومواقع الآثار التاريخية في منطقة الهيلي وغيرها من المناطق خياراً مثالياً للزوار المحليين والسياح من خارج الدولة للتعرف على الكثير من المعالم والطبيعة الخلابة في المدينة.

واحات غناء

وتزخر مدينة العين بالعديد من الواحات الغنّاء التي تتغذى جميعها على مياه الأفلاج وقنوات أخرى مساعدة، وتغطي واحات النخيل المحملة بعذوق الرطب مساحات واسعة، كما تغطي ضواحي مدينة العين من حافة الصحراء المزارع الخضراء.

 وتعرف مدينة العين أيضاً بورودها وأزهارها، كما تلون المدينة والتلال المحيطة خلال فصل الربيع مجموعة جميلة من الأعشاب والحشائش ذات الألوان الخضراء.

وتعد واحة العين أكبر واحات مدينة العين، وقد أدرجت على لائحة قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو" عام 2011، وقد تم افتتاحها رسمياً للجمهور في 2016 لتستقبل مختلف الزوّار لاكتشاف المركز البيئي التعليمي والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة التي تتراصف فيها 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة ينمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات بالإضافة إلى عدد من المزارع المنتجة، لمحاصيل العلف وأشجار الفاكهة، مثل المانجو والبرتقال والموز والتين والعناب (المعروف محلياً باسم السدر).

كما تضم واحة العين مرافق متنوعة وهي المركز البيئي، وحديقة الواحة، والواحة المصغرة، ومعرض الفلج، ويعتبر المركز البيئي مبنى صديقاً للبيئة يقدم تجربة فريدة ويعمل كآلة زمن تنقلنا من الحاضر إلى الماضي، وذلك من خلال شاشات تفاعلية وأنشطة تثقيفية، في حين تنقسم حديقة الواحة إلى ثلاث طبقات مختلفة تعرض كل واحدة منها النباتات الموجودة في مزارع الواحات التقليدية، بينما تعد الواحة المصغرة نموذجاً مصغراً لواحة العين تستعرض كيفية نشوء واحة العين وأسباب ظهورها، كما تظهر أساليب توزيع المياه من قنوات السقاية المعروفة بالأفلاج (نظام الري التقليدي القديم)، وتعرض أهمية موقع الواحة وأهم الحصون المحيطة بها والتي كانت تقوم بدور فعال في حماية الواحة والدفاع عنها من المخاطر الخارجية.

مدينة الأفلاج

وتعتمد الواحات على مياه الآبار ونظام الأفلاج القديم الذي يعمل على توصيل المياه الجوفية البعيدة، التي تتجمع في المناطق الجبلية الصخرية الواقعة على مسافة كيلومترات عديدة في بعض الأحيان، إلى المزارعين عبر قنوات بمستوى سطح الأرض أو ما دون ذلك.

وتنتشر الأفلاج في مدينة العين، حتى أطلق عليها مدينة الأفلاج السبعة، والأفلاج الرئيسية السبعة هي العيني، والداوودي، والمعترض، والمويجعي، والجيمي، والقطارة، وهيلي، وبذلك تكون العين هي المدينة التي تضم العدد الكبير من الأفلاج في دولة الإمارات، وقد ارتبط وجود الأفلاج بواحات العين، حيث إن الأفلاج تغذي الواحات بالمياه، فأفلاج العيني والداوودي يغذيان واحة العين، بينما تغذي الأفلاج الأخرى واحات تحمل نفس أسمائها.

وقد اكتشف نظام الأفلاج واستخدم لأغراض الري منذ أكثر من 1000 سنة، إذ تم اكتشاف قناة رئيسية لفلج قديم بالقرب من أحد المواقع الأثرية القريبة من حديقة هيلي، يعود تاريخها إلى النصف الأول من الألف الأولى قبل الميلاد.

ويوجد في العين ما يقارب الـ 300 فلج، إلا أن معظمها قد جف، وقد سجل في الوقت الحالي 27 فلجاً فقط، ويتراوح عمق الأفلاج التي حفرها الأجداد بين 90 و95 قدماً من سطح الأرض. وتغذي الأفلاج بمدينة العين الواحات المرتبطة فيها بالمياه الكافية لزراعة النخيل.

وتشرف بلدية مدينة العين على جميع الأفلاج والواحات داخل المدينة وتتابع أعمال الري والصيانة والنظافة والوقاية مع ضمان توزيع حصص المياه على مزارع النخيل للحفاظ على استدامة الواحات وطابعها التراثي والتاريخي.

حديقة الحيوانات

وتتميز حديقة الحيوانات في العين كونها وجهة مثالية لجميع شرائح المجتمع، وتحديداً الأطفال من خلال مرافق خاصة بهم، في مقدمتها حديقة الأطفال الاستكشافية، والمخيمات الموسمية، وحديقة حيوانات الأطفال.

وتقدم حديقة الأطفال الاستكشافية تجربة تفاعلية تعليمية تعتمد على الحواس الطبيعية لدى الأطفال من خلال مناطق متعددة منها منطقة ألعاب مائية بتكوينات حركية فيزيائية، ومنطقة الأحافير التي يكتشف فيها الأطفال بقايا الحيوانات المنقرضة. وتوجد كذلك منطقة الألعاب التحفيزية التي تقدم ألعاباً علمية مثل عوامل الطبيعة كالماء والرياح وخصائص المواد المعدنية والكهرباء والهاتف والأصوات الموسيقية وتصنيفات الألوان والتعرف على النبات من خلال حاسة الشم.

كما تتضمن الأقسام الأخرى منطقة اللعب بالتراب والألعاب الحركية التي تنظم النشاط البدني للطفل، ومناطق المدرج والنباتات ومنطقة الأهالي. وفي حديقة حيوانات الأطفال يستمتع الصغار بنشاطات عدة مع الحيوانات منها امتطاء الحصان القزم (البوني) وامتطاء الجمل، وإطعام العصافير، كما يتعرفون على حيوانات كثيرة من حيث طباعها وخصائصها والتعامل المباشر معها.

ويتميز المها العربي بمكانته الخاصة في حديقة الحيوانات بالعين كونه واحداً من الحيوانات القليلة التي شكلت النواة الرئيسية لإنشائها، حيث تمتلك الحديقة اليوم مجموعة هامة من المها العربي تتمتع بحالة صحية ممتازة وبتوازن مثالي في أعداد الذكور والإناث الأمر الذي يصعب عادة السيطرة عليه في برامج الإكثار في الأسر.

أكبر مجمع أثري

وفي منطقة هيلي بمدينة العين، يقع أكبر مجمع أثري للعصر البرونزي في دولة الإمارات ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد واستمر حتى بداية الألف الثانية دون انقطاع. وقد ضُمت بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوار.

ويُعد مدفن هيلي الكبير من أكبر المدافن الجماعية في مجمع هيلي الأثري المبنية بأشكال دائرية من الحجر المنحوت، فيما يصل قطره إلى 12 متراً، ويبدو أنه كان على ارتفاع أربعة أمتار عن سطح الأرض.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي