تايوان تدعو الصين الى "مواجهة الواقع"بعد انتخاب لاي رئيسا للجزيرة

أ ف ب-الامة برس
2024-01-14

عنصران يرفعان علم تايوان في تايبيه في 14 كانون الثاني/يناير 2024 (أ ف ب)   بكين- دعت تايوان الصين الأحد الى "مواجهة الواقع" واحترام نتائج الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز لاي تشينغ-تي المؤيد لاستقلال الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

وتعهّد لاي تشينغ-تي، مرشح الحزب الديموقراطي التقدمي ونائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين، السبت الدفاع عن الجزيرة في مواجهة "تهديدات الصين المستمرة وترهيبها".

وكانت الصين قد اعتبرت أن لاي "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة للاستقلال. وبعد فوزه السبت، شددت بكين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية".

ودعت الخارجية التايوانية بكين الى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية".

وحضت الوزارة في بيان "سلطات بكين على احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".

ويصل وفد أميركي إلى تايوان الأحد في زيارة غير رسمية، على ما أعلن مكتب التمثيل الأميركي في تايبيه.

وسيجري الوفد المكلّف من إدارة جو بايدن محادثات مع "عدد من الشخصيات البارزة" الإثنين، على ما قال المعهد الأميركي في تايبيه في بيان.

ويتوقع أن تثير الخطوة امتعاض الصين التي تحذّر من أي تقارب دبلوماسي مع تايوان، خصوصا من قبل واشنطن.

ووضع تايوان هو من أكبر القضايا الخلافية بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة.

وكانت بكين انتقدت بشدة تهنئة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاي على انتخابه رئيسا.

وقال متحدث باسم الخارجية الصينية الأحد إن البيان "يرسل إشارة خاطئة جدا إلى القوى الانفصالية المطالبة بـ+استقلال تايوان+". وأضاف "إننا نأسف بشدة لذلك ونعارضه بشدة، وقدمنا احتجاجات قوية لدى الجانب الأميركي".

- حماية من "التهديدات" -

واعتبر أن البيان "ينتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة" وتعهُد واشنطن إبقاء علاقات غير رسمية فقط مع تايوان.

وتغلب لاي على أقرب منافسيه هو يو-إيه مرشح الحزب القومي (كومينتانغ) بأكثر من 900 ألف صوت، بعد حملة انتخابية طغت عليها ضغوط دبلوماسية من بكين واختراقات شبه يومي لمقاتلات صينية.

وسيتولى لاي منصبه في 20 أيار/مايو مع نائبه هسياو بي-خيم، وهو الممثل السابق لتايوان في الولايات المتحدة.

وقال لاي لمناصريه بعد الفوز "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، مهنّئا الشعب بـ"نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات".

وشدد على أنه "بين الديموقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديموقراطية"، مؤكدا أنه "يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه".

وتعهد في الوقت نفسه "مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".

وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادتها الى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر.

وخلال يوم الاقتراع، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت أربع سفن عسكرية صينية في المياه المحيطة بالجزيرة، إضافة الى تحليق منطاد على علو مرتفع فوق أراضيها.

ورأت الصين في لاي "عاملا عنيدا" من أجل استقلال تايوان، و"مخربا للسلام" وحذّرت من أنه سيكون سبب "الحرب وانحدار" الجزيرة. وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، دعت الصين التايوانيين لاتخاذ "الخيار الصائب".

وأظهرت نسبة الاقتراع التي بلغت 72 بالمئة، حماسة الناخبين على التصويت.

وقالت سيندي هوانغ (58 عاما) إن لاي فاز لأنه "يمثّل إيمان الشعب وتطلعاته... لا نريد العودة الى الوضع السابق. لا نريد بعد الآن أن نكون مرتبطين بالصين".

- ترحيب دولي -

وتواصلت الأحد تهاني الدول الغربية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "نتوجه بالتهنئة الى كل الناخبين والمرشحين الذين شاركوا في هذه الممارسة الديموقراطية، إضافة الى من تمّ انتخابهم"، من دون ذكر لاي بالاسم.

وشددت على "الطابع الحيوي للسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، داعية إلى "احترام الوضع القائم من قبل كل الأطراف، ونأمل في استئناف الحوار بين ضفتي المضيق".

الى ذلك، دعت برلين الى الإبقاء على الوضع القائم في الجزيرة، مشددة على أن أي تغيير فيه يجب أن يتم بشكل "سلمي وباتفاق بالتراضي".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن شدد السبت على أن بلاده لا تدعم "استقلال" تايوان، وذلك ردّا على سؤال بشأن فوز لاي. من جهته، هنّأ وزير خارجيته أنتوني بلينكن لاي بفوزه، وأشاد بـ"صلابة النظام الديموقراطي وبالعملية الانتخابية" في تايوان.

كما صدر ترحيب من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وأطراف أخرى.

وشددت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

كذلك أكد المتحدث التزام بلاده بـ"توافق العام 1992 الذي يكرّس مبدأ الصين الواحدة ومعارضتها بشدة الأنشطة الانفصالية الرامية إلى استقلال تايوان وكذلك التدخل الأجنبي".

وقطعت الصين كل الصلات الرسمية مع الرئيسة تساي وحزبها في 2016، ولا يتوقع أن تبدّل من نهجها مع خلفها لاي، ما يرجح أن يستمر الجفاء بين الطرفين خلال الأعوام الأربعة المقبلة من ولايته.

وقالت الباحثة في العلاقات الصينية التايوانية بوني غلايرز إن "فوز الحزب الحاكم غير المسبوق بولاية رئاسية ثالثة تواليا سيخيّب آمال الصين، لكن من غير المرجح أن يحصل أي تغيير في استراتيجية إعادة التوحيد الصينية".

ويبقى السؤال في الأيام المقبلة بشأن ما سيكون عليه الرد الصيني على فوز لاي، وما اذا سيبقى في إطار التعليقات السياسية والدبلوماسية، أو يتخطاها الى عرض كبير للقوة العسكرية.

ويقطن تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني.

وستكون لأي نزاع في مضيق تايوان انعكاسات كارثية على الاقتصاد. فالجزيرة تؤمن سبعين بالمئة من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من خمسين بالمئة من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي