شهدت حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب هذا العام انتعاشاً على صعيد نسبة المتابعة التلفزيونية مع استقطابها 9,4 ملايين مشاهد، في أداء مشجع لحدث فقد بريقه في السنوات الأخيرة بسبب اتهامات بالعنصرية والفساد تجاه لجنة تحكيمه.
وتعكس الأرقام الأولية التي كشفتها شبكة "سي بي إس" الاثنين 8-1-2024 تحسنا واضحا، بعد مستوى تاريخي منخفض عام 2023 مع 6,3 ملايين مشاهد.
يُنظر إلى حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب منذ فترة طويلة على أنها نقطة انطلاق أساسية لحفلة الأوسكار، كما تُعتبر من المناسبات المفضلة في هوليوود، لكنها عانت أزمة وجودية في السنوات الأخيرة.
وقد تمت مقاطعة الحفلة وحُرمت من البث التلفزيوني عام 2022، بسبب فضائح أحاطت برابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA): فقد كشفت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" عام 2021 عدم وجود أعضاء سود في الرابطة، مشيرة إلى أن أعضاءها كانوا يقبلون هدايا فخمة من الاستوديوهات.
غير أن هذه المنظمة التي أنشأت جوائز غولدن غلوب حُلّت مذاك، وبيعت حقوق الجوائز لحساب مستثمرين من القطاع الخاص.
وبعد إجراء إصلاحات عميقة وضمّ عدد كبير من الناخبين من كل أنحاء العالم، وعد القائمون الجدد على هذه الجوائز ببداية جديدة.
ويبدو أن حفلة الأحد التي كان فيلم "أوبنهايمر" أبرز الفائزين فيها بحصوله على خمس جوائز، تُظهر استعداد هوليوود لفتح صفحة جديدة على هذا الصعيد.
وحضر الحفلة الكثير من الضيوف البارزين، من بينهم مارتن سكورسيزي وليوناردو دي كابريو وأوبرا وينفري.
الغائب الوحيد البارز كان الممثل الكوميدي ريكي جيرفايس الذي رفض جائزة أفضل عرض كوميدي ارتجالي (ستاند آب) والتي مُنحت خلال حدث قدّمه بنفسه مرات عدة.
ونجحت حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب في العودة إلى صدارة الاهتمامات في هوليوود، رغم فشل جو كوي الذي كُلف تقديم الحدث في اللحظة الأخيرة هذا العام.
وواجه كوي انتقادات بسبب نكاته التي اعتُبرت ثقيلة بشأن صدر "باربي" أو الأنف الاصطناعي لبرادلي كوبر في "المايسترو" والذي شبّهه بعضو ذكري، إذ لم تلقَ صدى إيجابياً لدى الحاضرين في الحفلة.
مع ذلك، لا يزال جمهور غولدن غلوب أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. ففي العام 2020، استقطبت الحفلة أكثر من 18 مليون مشاهد.
وتشهد احتفالات توزيع الجوائز الكبرى تراجعاً في عدد المشاهدين منذ سنوات، خصوصاً لأن أفراد جيل الشباب يمضون وقتا أطول على الشبكات الاجتماعية أو منصات البث التدفقي مقارنة بالوقت الذي يمضونه أمام التلفزيون.