سكان كيبوتس في شمال إسرائيل لا يزال يؤرقهم هجوم محتمل لحزب الله

ا ف ب - الأمة برس
2024-01-06

جندي اسرائيلي في الرابع من كانون الثاني/يناير 2024 في كيبوتس دافنا شمال اسرائيل (ا ف ب)

على بعد كيلومترات من كيبوتس دفنا الذي يقيم فيه على الحدود مع لبنان والذي غادره بعد 7 تشرين الأول/اكتوبر، يخشى شين أميت العودة إلى منزله خوفا من دخول حزب الله إلى شمال إسرائيل وأخذ رهائن.

بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء الحرب اثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، بات هذا المدرب الرياضي البالغ 38 عاما مقتنعا بأن مقاتلي الحزب الشيعي اللبناني "مدربون ولديهم خطط" لتنفيذ هجمات مماثلة في شمال البلاد.

وتسبب هجوم حماس الذي تم تنفيذه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر انطلاقا من قطاع غزة بمقتل نحو 1140 شخصا على الجانب الإسرائيلي غالبيتهم من المدنيين وفق حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية.

وخطف 250 شخصا واحتجزوا رهائن في غزة، ثم افرج عن نحو 100 منهم خلال هدنة نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

كما أن الحرب التي خلفت أكثر من 22 ألف قتيل في قطاع غزة معظمهم من النساء والاطفال بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، أحيت ما يسميه الإسرائيليون "الجبهة الشمالية" مع لبنان.

منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر بات تبادل القصف المدفعي واطلاق الصواريخ والقذائف يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، حليف حماس المدعوم ايضا من إيران. وفي الأيام الأولى للحرب قامت السلطات الإسرائيلية بإجلاء آلاف الأشخاص من المنطقة الحدودية شمال البلاد.

وحاليا يقيم أميت وسكان دفنا ويقدر عددهم بنحو ألف، على بعد حوالى ستين كيلومترا جنوب الكيبوتس في قرية العطلات في هاعون على الضفة الجنوبية الشرقية لبحيرة طبريا.

عمل عسكري

بعد اغتيال صالح العاروري الرجل الثاني في حماس مساء الثلاثاء في ضربة نسبت إلى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، يقول أميت إن مخاوفه ازدادت "لأننا نعلم أنه سيكون هناك أعمال انتقامية" من حزب الله.

ويضيف أن "حزب الله أقوى من حماس" لذا فإن "العمل العسكري ضروري" لمواجهته.

على ضفاف البحيرة، لا يرى ليئور بلوم استاذ اللغة الإنكليزية البالغ 45 عاما، نفسه عائدا إلى دفنا مع زوجته وأطفاله الثلاثة "ما لم يتم حل المشكلة مع حزب الله لصالحنا".

ويوضح انه متأكد من أن "ما حدث في الجنوب في 7 تشرين الأول/أكتوبر جعلنا ندرك أنه لا يمكننا ان نعيش التجربة نفسها في الشمال".

ورغم الخوف عاد إلى دفنا عدة مرات لجمع بعض الاغراض، لكنه لا ينوي العودة مع عائلته طالما ان "التهديد" لا يزال قائما.

الكيبوتس جزء منا

في هذا الكيبوتس الذي تأسس عام 1939 وتمكنت وكالة فرانس برس من دخوله خلال زيارة نظمت للصحافيين تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، الشوارع مقفرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا باستثناء بعض القطط  والجنود الذين يقومون بدوريات.

الشرط الوحيد لعودة السكان الى الكيبوتس هو "أن يكون الوضع آمنا" على الحدود كما يقول اريك يعقوبي المتحدث باسم دفنا.

يحمل اريك مسدسا ويتجول في شوارع الكيبوتس الواقع عند سفح هضبة الجولان التي ضمتها إسرائيل، مشيرا الى آليات الجيش المموهة أمام أحد المباني. 

تقول إيتسي رايف (76 عاما) إلى جانب زوجها عوزي (81 عاما) "نعم نشعر بالخوف". كلاهما من أبناء مؤسسي الكيبوتس وانتقلا أيضا للعيش في هاعون.

وتضيف رايف "لا أعرف بالضبط كيف ستؤثر علينا الفظائع (...) التي ارتكبت في 7 تشرين الأول/أكتوبر". تصر على العودة الى الكيبوتس في اسرع وقت "حتى لو لم يتغير الوضع لأن الكيبوتس جزء منا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي