كوميديون شباب يحاولون شق طريقهم في السنغال

ا ف ب - الأمة برس
2024-01-02

فنان كوميدي على خشبة المسرح في المعهد الفرنسي بداكار، 20 أكتوبر 2023 (ا ف ب)

عندما يتردد صدى ضحكة رضيع في قاعة مسرح في دكار، يعلّق جوردان بالقول إن الطفل أحبّ عرضه الكوميدي الارتجالي، وهو واحد من  الأعمال الكوميدية المتزايدة في السنغال حيث ذاع صيت العديد من الكوميديين الشباب حتى خارج حدود هذه الدولة الواقعة في غرب افريقيا.

وبدأ السنغاليون يعتادون على هذه العروض المعروفة بتسمية "ستاند آب كوميدي"، وباتت تتكاثر الأمسيات المكرسة لمثل هذا النوع من المسرح وهو أمر جديد في البلاد، ومن أبرز الأعمال المعروضة "داكار فيه سا كوميدي" (Dakar fait sa comedy) و"فِست رير" (Fest’rire) و"أفريك دو رير" (Afrique du rire).

على يوتيوب او شبكات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وتيك توك، بات لدى بعض الكوميديين ملايين المتابعين.

هم يقتدون بالنجوم الفرنسيين مثل جمال دبوز او جاد المالح ويحلمون بان يحققوا نجاحا مماثلا على الساحة الافريقية.

المسرح عبارة عن مساحة حرية يمكنهم فيها التطرق الى مواضيع اجتماعية يحبها السنغاليون مثل مسائل الأخلاق والزواج والتقاليد، رغم ان بعض المواضيع تبقى من المحرمات.

مواضيع محرمة

لا يمكنك الضحك من كل شيء في السنغال. يجب ألا تمس بالدين، السياسة هي أيضا موضوع حساس" كما يقول باباكار كامارا، المعروف باسم "أبا نو ستريس"، وهو أحد الشخصيات البارزة في مجال الستاند أب كوميدي في السنغال.

عام 2015، أطلق "عرض أبا"، وهو عرض داخلي ينظم كل ثلاثة أشهر وقد أصبح حدثا لا يمكن تفويته بالنسبة للعديد من سكان دكار. ويقول إن الهدف هو الكشف عن المواهب الشابة، وكذلك الترويج للفكاهة السنغالية في كل أنحاء العالم.

لتحقيق ذلك، يقول أبا إنهم يدركون أنه بالإضافة إلى لغة الولوف، وهي اللغة المحلية التي يؤدي بها معظمهم، يجب عليهم أيضا تعلم التحدث باللغة الفرنسية من أجل الانفتاح على المستوى الدولي.

في الانتظار، تألق البعض على الساحة الدولية.

قام مصطفى نيانغ، المعروف أيضا باسم توش، وهو أحد اكتشافات برنامج "أبا شو"، بتغيير حياته منذ أن بدأ مزاولة المهنة عام 2020.

بعد أن كان يعمل في مجال التنجيد سابقا، بات الآن نجما على شاشات التلفزة وفي المسلسلات التلفزيونية السنغالية.

سجل عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاعا كبيرا، حيث وصل إلى ما يقارب مليون متابع على إنستغرام. 

الأمر نفسه ينطبق على مامي بالا مباو، 33 عاما، الذي يتابعه مئات آلاف الأشخاص وقد تم اكتشافه من خلال مقاطع فيديو قصيرة بثت على الانترنت. قال لوكالة فرانس برس ان الطريق نحو النجاح لم يكن سهلا.

وروى طالب الحقوق السابق هذا الذي كان يريد أن يصبح مديرا إداريا أن "كثيرين اعتبروني مهرجا، او شخصا بلا طموح في البداية. حتى عائلتي كانت تنتقدني".

اليوم هو أحد الكوميديين الأشهر في البلاد. في العاصمة يظهر وجهه على اللوحات الإعلانية. على  الإنترنت، تثير مقاطع الفيديو التي يرعاها مشغل الهاتف المحمول Orange ضجة كبيرة. العلامات التجارية تتنافس للتعاون معه.

غير مضمون

يتقاضى القسم الأساسي من عائداته من الاعلانات. ويؤكد أنه حتى أشهر الفنانين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.

فوراء بعض القصص الجميلة، هناك مجموعة من خيبات الأمل. القطاع غير منظم، ومدارس التدريب شبه معدومة ويكون الوضع غير مضمون بالنسبة لمن يرغب في خوض المغامرة. 

في احدى أمسيات تشرين الثاني/نوفمبر، في المعهد الفرنسي في دكار، يستعد فنانون من جزء كبير من افريقيا الناطقة بالفرنسية للمشاركة في عرض نادي ديكوكو للكوميديا، "معبد الفكاهة" في أبيدجان، في ساحل العاج.

في الكواليس، يمشي البعض ذهابا وإيابا، والبعض الآخر يظل جالسا، وأنظاره مجمدة. التوتر يرتفع، ودقات القلب تتسارع.

تحت الأضواء، انطلق جوردان أخيرا في عرضه وسط التصفيق. ثم جاء دور Pavelymafofolle لتدخل المسرح بخطوات الرقص الكلاسيكي. يبدأ ضحك الطفل من جديد. تقول: "مرحبًا أيها الصغير، اتركني، فأنا أقوم بعرضي"، مما أغرق الغرفة في حالة من المرح. 

تقول بعد عرضها "إنه أمر مرهق دائما"، وهي تتنفس بصعوبة، مرتاحة وسعيدة لأنها جعلت جمهورها يضحك. تضيف "عليك أن تكون حاضرا ذهنيا بقوة لكي تمارس هذه المهنة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي