المنتخب الفلسطيني يستعد لنهائيات كأس آسيا 2023 رغم الموت والقصف على غزة

ا ف ب - الامة برس
2024-01-02

المدرب التونسي للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم مكرم دبوب مع لاعبين خلال معسكر تدريبي في مدينة أبها السعودية في 29 كانون الأول/ديسمبر 2023 قبل أيام من نهائيات كأس آسيا 2023 في الدوحة (ا ف ب)

تدفع كرة القدم الفلسطينية التي يستعد منتخبها للمنافسة في نهائيات كأس آسيا 2023 ثمنًا باهظًا للحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بحيث قُتل أقارب لاعبين وقُصفت ملاعب وعُلّقت المباريات.

قبل أقل من أسبوعين من نهائيات كأس آسيا 2023 لكرة القدم الممتدة من 12 كانون الثاني/يناير حتى 10 شباط/فبراير في قطر، لا يبدو أعضاء المنتخب الفلسطيني بمزاج مناسب لكرة القدم.

ويؤكد المدرب التونسي للمنتخب الفلسطيني مكرم دبوب لوكالة فرانس برس أن اللاعبون "يتابعون الأخبار قبل وبعد التدريب وفي الحافلة وفي الفندق. هم في حالة قلق مستمر ويفكرون في عائلاتهم". 

ومن المتوقع أن يُجري المنتخب الفلسطيني الذي يشارك في كأس آسيا للمرة الثالثة، دورة تدريب نهائية الثلاثاء في الدوحة قبل انطلاق المباريات.

وكتبت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" الاثنين "تعوّل الجماهير الفلسطينية على (المنتخب الوطني) كثيراً من أجل تحقيق نتائج مرضية في بطولة كأس آسيا (...) وذلك رغم الظروف الصعبة التي تمر على أبناء شعبنا نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بتوقف المسابقات الكروية".

من جهته، يتابع دبوب "لدينا مشاكل جسدية وتقنية وتكتيكية بسبب تعليق بطولة كرة القدم ونقص المنافسة، دون غض النظر عن البُعد النفسي لكل ذلك".

"تأكيد على الهوية الفلسطينية"

عُلّقت المنافسات الكروية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منذ اندلاع الحرب بعدما شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصًا معظمهم مدنيّون وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى بيانات رسميّة. 

وردّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على الحركة الفلسطينيّة، وهي تقصف بلا هوادة قطاع غزّة حيث لا يزال هناك 129 شخصا رهائن من بين حوالى 250 شخصا اختُطفوا في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر من داخل إسرائيل.

وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 تشرين الأوّل/أكتوبر مع عمليّات برّية، عن مقتل 21978 شخصا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، وهي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.

وأفادت الوزارة بسقوط 57697 جريحا منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة أو متضرّرا ومكتظّا.

في صفوف المنتخب الفلسطيني "يعاني العديد من اللاعبين، يمكنني أن أسمّي بينهم محمود وادي ومحمد صالح"، بحسب دبوب.

ويوضح المدرّب "هما يعملان في مصر لكن عائلاتيهما في غزة ومنزليهما دُمّرا. بعض أقاربهما قُتلوا أو نزحوا (...) يعيشان ظروفًا صعبة".

ويتابع "هدفنا هو التأهل للأدوار المتقدمة في كأس آسيا وإظهار صورة تشرّف كرة القدم الفلسطينية".

ويضيف "رفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية أو المسابقات القارية هو تأكيد على الهوية الفلسطينية وعلى أنه في أرض فلسطين شعب يستحق الحرية وحياة أفضل".

"أحد أقدم الملاعب في فلسطين"

من جهته، يقول رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الفريق جبريل الرجوب "في ظل الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الكل الفلسطيني (...) لم تكن الحركة الشبابية والرياضية والكشفية بمعزل عما يمر به أبناء شعبنا".

ويضيف "راح ضحيتها حتى الآن ما يزيد عن ألف من أعضاء الحركة الشبابية والرياضية والكشفية بين شهيد وجريح ومفقود، وعشرات آلاف النازحين".

ويتهم الرجوب الجيش الإسرائيلي بـ"استهداف المنشآت الرياضية ومقرات الاتحادات والأندية الرياضية الفلسطينية".

ويتابع في إشارة إلى صور تُظهر فلسطينيين عراة بينهم أطفال في ملعب اليرموك لكرة القدم في غزة "خرج علينا الاحتلال بصور فظيعة خلال اجتياحه لملعب اليرموك في قطاع غزة، وتحويله إلى مركز اعتقال وتنكيل وتحقيق مع أبناء شعبنا، في خرق واضح وصريح للميثاق الأولمبي وكافة القوانين والمواثيق القارية والدولية".

وقال الجيش الإسرائيلي إن هؤلاء الفلسطينيين في الصور يشتبه في تورطهم في "أنشطة إرهابية".

ويقول الرجوب "إن هذا الملعب الذي يُعدّ أحد أقدم الملاعب في فلسطين حيث تم تأسيسه في العام 1938 والذي تم تجهيزه ليلبي المتطلبات الدولية لاعتماده ملعبًا بيتيًا فلسطينيًا، ليس بمعزل عما تمر به الحركة الرياضية الفلسطينية، وما تشهده الأراضي الفلسطينية بشكل عام جرّاء هذا العدوان السافر على أبناء شعبنا".

وأعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أنه وجه "رسائل عاجلة إلى اللجنة الأولمبية الدولية وكافة الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية" بما فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "طالب فيها بفتح تحقيق دولي عاجل بجرائم الاحتلال بحق الرياضة والرياضيين في فلسطين".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي