انطلاق انتخابات محفوفة بالرهانات في الكونغو الديموقراطية

ا ف ب - الامة برس
2023-12-20

مسؤولون في اللجنة الانتخابية يجربون آلة للتصويت في مركز اقتراع في لوبومباشي في 19 كانون الأول/ديسمبر 2023 (ا ف ب)

كينشاسا - بدأ الكونغوليون الأربعاء 20-12-2023 التصويت في انتخابات عامة تنطوي على رهانات كبرى يتواجه فيها الرئيس المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي مع معارضة متشرذمة وسط مناخ سياسي وأمني شديد التوتّر.

وفي مكتب اقتراع في كيسانغاني في شرق البلد الذي يسبق غربه بساعة واحدة، أدلى أول ناخب بصوته في الساعة 6,09 (4,09 بتوقيت غرينيتش).

ومن المقرّر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من السادسة صباحا حتّى الخامسة مساء.

لكن هذا التوقيت يبقى نظريا ولا يستبعد الناخبون أن تتأخّر المراكز في فتح أبوابها، علما أن التأخير ليست مستغربا في جمهورية الكونغو الديموقراطية وقد يتفاقم بفعل صعوبات نقل التجهيزات الانتخابية إلى المناطق النائية.

وقال موهيغو روتيغو، وهو رجل في الخامسة والسبعين من العمر كان واقفا أمام مكتب تصويت في وسط غوما، العاصمة الإقليمية لشمال كيفوه "وصلت عند الرابعة وباتت الآن السادسة وهم لم يبدأوا بعد، فهم لا يحترمون النظام".

وأعلنت اللجنة الانتخابية أن المكاتب تبقى مفتوحة بعد الساعة الخامسة إلى حين انتهاء الناخبين الواقفين في صفوف انتظار عند حلول موعد الإغلاق من الإدلاء بأصواتهم.

وبدأت عمليات التصويت في العاصمة كينشاسا، وكذلك في غوما وبومافو وبيني ولوبومباشي وتشيكابا، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، في مع تأخيرات وأعطال.

وأُعلن الأربعاء يوم عطلة مدفوع الأجر، وكما الحال خلال الانتخابات السابقة، أغلقت الحدود وعلّقت الرحلات الداخلية لمدّة 24 ساعة، اعتبارا من منتصف الليل.

ودعي حوالى 44 مليون ناخب مسجّل، من أصل قرابة 100 مليون نسمة، إلى انتخاب رئيس البلد والنواب الوطنيين والإقليميين، وأيضا للمرّة الأولى المجالس المحلية. وفي سابقة أخرى، سيتسنّى للكونغوليين في الشتات التصويت في خمسة بلدان.

ويتنافس أكثر من 100 ألف مرشّح في الاستحقاقات الأربعة. ومساء الثلاثاء، تعهّد رئيس اللجنة الانتخابية دوني كاديما بضمان "شفافية" المسار، مع تتبّع "في الوقت الفعلي" لعملية جمع الأصوات.

لكنه لم يوضح متّى ستصدر النتائج الأولى من "مركز عمليات" أقيم خصيصا لهذا الغرض في كينشاسا.

ونُشرت في مراكز الاقتراع عدّة بعثات لمراقبة المسار الانتخابي.

وتعدّ البعثة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية التي تضمّ 25 ألف فرد أكبر هذه البعثات، وتولى أهمية كبيرة للآراء والتوصيات الصادرة عنها. وهي تعهّدت الثلاثاء بـ "فرز موازٍ" للأصوات في الانتخابات الرئاسية.

"مرشّحو الخارج"

وطوال حملته الانتخابية، انتقد من  سمّاهم "مرشّحي الخارج"، متهّما إياهم بعدم التحلّي بـ "حسّ وطني" قويّ في وجه "الاعتداءات" التي يحمّل مسؤوليتها خصوصا لرواندا المجاورة.

وأكبر منافس له هو موييز كاتومبي (58 عاما) رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لإقليم كاتنغا (جنوب شرق) الغني بالمناجم وهو كان عرضة بشكل خاص لانتقادات تشيسيكيدي.

ومن المرشحين الآخرين المتنافسين في السباق الرئاسي، مارتن فايولو (67 عاما) الذي يقول إن الفوز سلب منه في انتخابات 2018 والطبيب دوني موكويغي (68 عاما) الحائز نوبل السلام تكريما لجهوده لمساعدة النساء ضحايا الاغتصاب، وهو ذائع الصيت في العالم لكنه حديث العهد بالسياسة.

وشهدت الفترة السابقة للانتخابات توترات أمنية في الشرق حيث تشتّد منذ سنتين وتيرة أعمال العنف المسلحة الدائرة في المنطقة منذ منتصف التسعينات، مع عودة حركة "23 مارس" (إم23) المتمردة المدعومة من رواندا.

وهدأت المعاركة منذ حوالى 10 أيام، غير أن المتمردين ما زالوا يحتلّون أجزاء شاسعة من إقليم شمال كيفو سيحرم سكانها من التصويت.

ويرى معارضون أن التصويت لن يكون شفّافا ويشتبهون في أن النظام يعدّ منذ فترة طويلة للتلاعب بالانتخابات، من خلال تعيين رجاله على رأس اللجنة الانتخابية والمحكمة الدستورية.

وأعرب كلّ من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال "خطابات الكراهية" السائدة ودعت الولايات المتحدة من جهتها إلى انتخابات "شفافة" في "أجواء سلمية".

وقال ناخب من كينشاسا الثلاثاء إن يوم الاقتراع "سيكون هادئا ويُخشى أن تندلع المشاكل وقت الإعلان عن النتائج".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي