
القدس المحتلة: استهدف قصف إسرائيلي جديد قطاع غزة الثلاثاء 19ديسمبر2023، رغم الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجومها على حماس والتنديد الدولي المتزايد بالخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في قطاع غزة.
ويتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مسودة جديدة لشروع قرار يدعو إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة"، بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة التي أكّدت الاثنين أنّها "ستواصل تزويد" إسرائيل الأسلحة والذخائر في حربها ضدّ حماس، استخدمت حق النقض سابقا ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة، مع تنديدها في الوقت نفسه في الأيام الأخيرة بالضربات "العشوائية" التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي.
وانطلقت شرارة الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته حماس داخل إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أوقع نحو 1140 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين، كما اقتيد نحو 250 رهينة إلى القطاع، وفقا للسلطات الإسرائيلية، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة.
وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس وبدأت هجوما واسع النطاق تسبب بدمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف 19453 قتيلا على الأقل، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 131 جنديا منذ بدء عملياته البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وليل الاثنين الثلاثاء، استهدف قصف إسرائيلي مدينتَي رفح وخان يونس (جنوب) ووسط غزة، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.
- "هناك قصف في كل غزة" -
وقُتل الثلاثاء 20 فلسطينيا في قصف لمدينة رفح، بحسب حركة حماس، من بينهم أربعة أطفال والصحافي عادل زعرب.
وفي هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين الذين فروا من القتال في الشمال، كان يبحث ناجون بين أنقاض مبنى منهار في الصباح وينتشلون جثثا.
وقال جهاد زعرب لوكالة فرانس برس "ليس هناك مكان آمن. نحن نازحون من مدينة غزة. جئنا إلى هنا، دمرت منازلنا. هناك قصف في كل غزة".
وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار كامل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من السكان، بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة.
واضطر الكثير من السكان للفرار مرات عدة وأقاموا في مخيمات محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير الإثنين إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين أسلوبا للحرب في قطاع غزة المحتل، ما يشكّل جريمة حرب".
وردّت الحكومة الإسرائيلية بوصف المنظمة بأنها "منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل".
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي إنه عثر على عبوة ناسفة في عيادة طبية في الشجاعية في مدينة غزة قرب مدرسة ودمرّ أنفاقا لحماس وقتل ناشطين في الحركة خلال العمليات الأخيرة في قطاع غزة.
وفجر الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء منزل فلسطيني يتهمه بتنفيذ هجوم مسلح أدى إلى مقتل إسرائيليَين في آب/أغسطس الماضي في بلدة حوارة جنوب نابلس على ما أكد الجيش وشهود عيان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "دمر شقة منفذ العملية في حوارة التي قتل فيها شاي وأفيعاد نيجركار في بلدة عقربا".
- توترات في البحر الأحمر -
وتعزز الخسائر البشرية الفادحة دعوات التهدئة التي تطلقها الكثير من الدول.
وكثيرة هي بؤر التوتر في المنطقة حيث يسود تخوّف من اتسّاع نطاق النزاع، خصوصا بسبب تصاعد هجمات الحوثيين في اليمن التي تستهدف حركة الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر.
وقال المتمردون الحوثيون الثلاثاء إنهم "لن يوقفوا" عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر رغم تشكيل الولايات المتحدة تحالفا دوليا للتصدي لها في الممر الملاحي الدولي.
وقال المسؤول الحوثي محمد البيتي على منصة "إكس"، "حتى لو نجحت أميركا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات".
في المقابل أكدت وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر تمثل تهديدًا لحرية التجارة العالمية.
وقبل أيام، أعلنت الكثير من شركات الشحن البحري تعليق عمليات عبور سفنها في البحر الأحمر بسبب تركّز الهجمات على مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للتجارة الدولية.
في غضون ذلك، تتواصل مفاوضات من أجل هدنة جديدة.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" وليام بيرنز أجرى في وارسو محادثات مع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيس وزراء قطر تهدف إلى إجراء مفاوضات جديدة لإطلاق سراح رهائن.
وأعربت حماس مرة أخرى عن استعدادها لصفقة تبادل أسرى لكن "بعد وقف لإطلاق النار".
وتعارض إسرائيل وقف إطلاق النار الذي من شأنه، وفقا لها، أن يترك السيطرة على قطاع غزة لحركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية.
وأدت هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي إلى الإفراج عن 80 رهينة كانت محتجزة في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
والإثنين بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا مصورا يظهر ثلاثة إسرائيليين مسنين أحياء، من ضمن الرهائن الذين تحتجزهم، وذلك بعد ثلاثة أيام على إقرار الجيش الإسرائيلي بأنه قتل عن طريق الخطأ ثلاث رهائن.