هجوم بصواريخ يستهدف السفارة الأميركية في بغداد

ا ف ب - الأمة برس
2023-12-08

خلال تشييع مقاتل ينتمي الى مجموعة موالية لايران وقتل في ضربة اميركية في بغداد في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

بغداد - استهدفت عدّة صواريخ فجر الجمعة 8-12-2023 السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء في بغداد بدون تسجيل أضرار أو إصابات، في هجوم يعكس مخاطر تصعيد إقليمي على خلفية الحرب بين اسرائيل وحماس.

ولم يتم تبني هذا الهجوم بعد، لكنّه الأوّل على السفارة الأميركية في بغداد منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف تشرين الأول/أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.

ودعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد الجمعة الحكومة العراقية إلى "حماية" الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. 

وأضاف في بيان الجمعة "تدلّ المؤشرات على أن الهجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، تنشط بحرية في العراق". 

وقال إنه "حوالى الساعة 4:15 من صباح اليوم الجمعة"، تعرضت "السفارة الأميركية لهجوم بصاروخين"، مضيفاً "لا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة".

في أعقاب الهجوم، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه"، داعيا القوات الأمنية إلى "ملاحقة" مرتكبي "الاعتداء".

وقال السوداني في بيان أصدره مكتبه إن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف". 

حماية البعثات الدبلوماسية

وتواجه حكومة السوداني، التي وصلت إلى الحكم بدعم أحزاب وتيارات مقربة من إيران، منذ بدء الهجمات على المصالح الأميركية في العراق امتحاناً صعباً للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن. 

وشدّد السوداني في بيانه على أن "قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية...ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها". 

وأكّد مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين أن "الحكومة العراقية مصمّمة على الحفاظ على استقرار وأمن الدولة"، مضيفاً أنه "لن يتمّ التسامح مع أية محاولة لزعزعة استقرار البلاد". 

وفي وقت سابق، أكّد مسؤول عسكري أميركي، رداً على سؤال من فرانس برس، أن "هجوماً بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية" في محيط قاعدة يونيون 3 ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد. 

وأضاف أنه "لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار بالبنى التحتية". 

وأكد هذا المسؤول انطلاق صفارات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات "ارتطام" في محيط مجمّع السفارة الأميركية وقاعدة "يونيون 3" المجاورة التي تضمّ قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. 

وتعكس تلك الهجمات مخاوف من تصعيد إقليمي ومخاطر تداعيات الحرب بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة، على المنطقة. 

وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم للحركة داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من الشهر، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.

ردّ أميركي

وندّدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالهجوم على السفارة الأميركية، معتبرةً في بيان نشر على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) أنه "لا يسع العراق تحمّلُ أن يُجرَّ إلى صراعٍ أوسع نطاقاً، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد الاستقرار الذي تحقق بعد جهدٍ جهيدٍ والإنجازات التي تحققت حتى الآن".

وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات التي تقول إنها تأتي رداً على الدعم الأميركي لاسرائيل. 

ورداً على  تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران. 

وفي الثالث من كانون الأول/ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية "دفاعاً عن النفس" ضدّ "خمسة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد"، ما أدّى إلى مقتل المقاتلين الخمسة، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية. 

وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت ضربات أميركية مرتين مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق، ما أسفر عن مقتل تسعة مقاتلين. 

وقصفت واشنطن ثلاث مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا. 

وأكّد رئيس الوزراء العراقي خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية"، حسب بيان صادر عن مكتبه.

وأسفر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عن نحو 1200 قتيل في إسرائيل غالبيتهم مدنيون حسب السلطات الإسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وباشرت عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر.

وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي