حبسورا.. إسرائيل تنشئ مصنعا للاغتيالات الجماعية في غزة باستخدام الذكاء الاصطناعي

الأمة برس - متابعات
2023-12-03

العلم الإسرائيلي (ا ف ب)

سلط تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" عن تقنية بمثابة "مصنع للاغتيالات الجماعية" باستخدام الذكاء الاصطناعي، معروفة باسم نظام "حبسورا"، في عدوانه الحالي على قطاع غزة، وهو نظام يقوم على استهداف قادة "حماس" عبر تقنية القتل الجماعي.

 ويستعد جيش الاحتلال لطرح "حبسورا" (تعني الإنجيل بالعبرية) للبيع دوليا.

وفي تحقيق مشترك، أجرت المنافذ الإسرائيلية +972 Magazine و Local Call مقابلات مع العديد من مسؤولي المخابرات الإسرائيلية السابقين والحاليين، وكشفت أن توقعات الجيش كانت أقل من السابق بشأن الحد من الأهداف المدنية.

ما هو نظام "حبسورا"؟

يقول الموقع إن "حبسورا" نظام ذكاء اصطناعي يمكنه توليد أهداف بمعدلات أسرع من ذي قبل، مما ينشئ ما أسماه ضابط مخابرات سابق "مصنع اغتيالات جماعية".

واعترف مسؤولون إسائيليون لوسائل إعلام بأن منازل الأعضاء ذوي الرتب الأدنى في "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى تم استهدافها عمدا، بواسطة النظام، حتى لو كان ذلك يعني قتل كل من في المبنى.

وفي إحدى الحالات وافقت مخابرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على قتل مئات الفلسطينيين لاغتيال عضو واحد في "حماس".

وينقل التقرير  عن أنور مهاجن، أستاذ العلوم السياسية في كلية ستونهيل بولاية ماساتشوستس، قوله: "هذه هي المرة الأولى التي يتحدثون فيها عن كيفية استهداف المدنيين على نطاق واسع لمجرد ضرب هدف عسكري واحد يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".

الكم وليس الكيف

ويقول خبراء إن نظام "حبسورا" يعتمد على كم الأهداف وليس كيفيتها.

وينقل الموقع عن خبير إسرائيلي في الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي، (تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته)، قائلا إن إجراء مراجعة بشرية لكل هدف ينشئه الذكاء الاصطناعي في غزة "أمر غير ممكن على الإطلاق".

وأضاف أن الخوارزمية لا تشرح كيفية التوصل إلى استنتاجاتها، مما يجعل من الصعب التحقق من صحة نتيجة الضربة.

ومع تقدير جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن غزة تضم نحو 30 ألف من أعضاء "حماس"، فإن الخبراء يشعرون بالقلق إزاء الخسائر البشرية الجماعية التي يمكن أن تحدث بسبب الاعتماد على تلك الأنظمة.

وبحسب ما ورد يعتقد جيش الاحتلال أنه قتل ما بين 1000 و2000 من أعضاء "حماس" في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما قُتل أكثر من 15 ألف فلسطيني خلال تلك الفترة، من بينهم ما لا يقل عن 6150 طفلاً.

وتقول منى اشتية، الزميلة غير المقيمة في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ومقره واشنطن: "نحن نتحدث عن آلاف المدنيين الذين قُتلوا [بسبب استخدام] هذه التكنولوجيا".

الذكاء الاصطناعي للمراقبة

وتضيف أن الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي في الضفة الغربية للمراقبة وجمع البيانات، لا سيما على الحواجز العسكرية المنتشرة هناك، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي للقتل العشوائي في غزة سابقة حدثت أول مرة في الحرب السابقة بالقطاع عام 2021، والتي استمرت 11 يوما، حيث أفادت تقارير بأن الطائرات بدون طيار قتلت مدنيين وألحقت أضرارًا بالمدارس والعيادات الطبية وسوّت المباني الشاهقة بالأرض.

والآن، يتم استخدام أنظمة أكثر تطوراً في الحرب في غزة للوصول إلى حد التنبؤ بعدد الضحايا المدنيين الذي قد تتسبب فيه الضربة، ما يعني أن جيش الاحتلال يكون لديه علم بوجود ضحايا مدنيين وعددهم المقدر أيضا، ويعني كذلك أن موافقته على الغارة، رغم تلك المعلومات، هو تسهيل بقتل المدنيين من أجل الوصول لقيادي عسكري واحد.

الرد على إهانة "حماس"

وقالت مصادر في التحقيق إن استخدام جيش الاحتلال للذكاء الاصطناعي لصناعة أكبر مقتلة في غزة، يأتي في إطار محاولاته أمام الجمهور الإسرائيلي وأسواق التكنولوجيا والسلاح الخارجية، لإعادة هيبة تقنياته بعد أن أظهرت هجمات "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضعفها وهشاشتها.

ووفقا لتلك المصادر، فإن قدرة "حماس" على اقتحام المستوطنات الإسرائيل دون أن يلاحظها أحد بعد أن فكك مقاتلوها أبراج الإشارة حول قطاع غزة تسببت في أضرار جسيمة لسمعتها.

وتعد دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضًا عاشر أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وتتمتع بسمعة قوية بشكل خاص في مجال الأمن السيبراني وأسلحة الذكاء الاصطناعي.

وقال مهاجني: "إنهم يختبرون الأشياء على الفلسطينيين. ولهذا السبب تتصدر إسرائيل عندما يتعلق الأمر بتطوير الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، لأن لديهم ساحة اختبار".

وأضاف: "لا أحد يتحدث معهم عن كيفية تطويرها وكيف يختبرونها. أضمن لكم أن هذه التكنولوجيا، بعد الحرب، سيتم بيعها لكل نظام قمعي تعرفونه."

ووافق اشتية على ذلك، قائلا إن تكنولوجيا حرب الذكاء الاصطناعي مثل حبسورا "تستخدم فقط لإثارة إعجابهم، وتسهيل مهمتهم في تدمير قطاع غزة".

وبينما يظل هذا النظام في أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحاضر، يعتقد الخبير الإسرائيلي أن ذلك سيتغير.

وأضاف: "في المستقبل، سيتوجه الأشخاص الذين يعملون هناك إلى القطاع الخاص ويصنعون أشياء مماثلة ويصدرونها بالتأكيد"، مدعيًا أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية قد ارتفعت بالفعل بشكل كبير. وأضاف "هذه الحرب عظيمة بالفعل بالنسبة لتجار وصادرات الأسلحة الإسرائيلية".

لا حدود للقتل والدموية

في حين يدعو الكثيرون إلى محاسبة إسرائيل على أفعالها في غزة، مع تحذير هيئات الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، فإن تحميلها المسؤولية عن استخدامها للذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر تعقيدا، كما يقول التقرير.

وفي حين أن بعض الحكومات والمنظمات الدولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي للأغراض العسكرية بالقول إنه يجب أن يظل ضمن حدود القانون الدولي، إلا أنه لا يوجد سوى القليل من اللوائح الخاصة بالذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالحرب.

بالإضافة إلى ذلك، لا تظهر إسرائيل حتى الآن أي علامة على تنظيم استخدامها لهذه التكنولوجيا الجديدة، حتى لو كان ذلك يعني قتل المزيد من المدنيين.

وقال الخبير الإسرائيلي، الذي رفض ذكر اسمه للموقع: "نظراً لأن إسرائيل تعتبر حماس الآن تهديداً وجودياً، فليس هناك حدود"، مشيراً إلى أن الأمر قد يصل إلى حد قتل الأسرى الإسرائيليين إذا كان ذلك يعني الوصول إلى كبار قادة "حماس".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي