هروب أسد من سيرك إيطالي يعيد الجدل بشأن استخدام الحيوانات في عروض الترفيه

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-14

الأسد كيمبا في قفصة داخل سيرك روني رولر في لاديسبولي قرب العاصمة الإيطالية روما في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

تجوّل كيمبا، وهو أسد بالغ هرب من السيرك، لخمس ساعات في شوارع لاديسبولي الإيطالية قبل الإمساك به، فيما أكد صاحبه أنه لم يمثل خطراً حقيقياً على السكان، في ظل تصاعد الأصوات المنندة في إيطاليا باستخدام الحيوانات في عروض السيرك.

وقد دُعي سكان هذه المدينة الساحلية القريبة من روما إلى ملازمة منازلهم السبت، فيما جاب الأسد شوارع الأحياء السكنية المظلمة والمهجورة، بين السيارات المتوقفة، بحسب مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام إيطالية.

وفي ساعات المساء، أعلن رئيس بلدية المدينة أليساندرو غراندو أنه تم تخدير الحيوان والإمساك به.

وأكد روني فاسالو، المسؤول عن الحيوانات في سيرك روني رولر، أن كيمبا، البالغ ثماني سنوات، لم يكن يمثل سوى خطر طفيف.

وأوضح لوكالة فرانس برس "لقد التقى أشخاصاً في بيئة لم يكن معتاداً عليها... ولم يحدث شيء، ولم يكن لديه حتى غريزة مهاجمة شخص ما".

حتى أن روني فاسالو كان يخشى على الأسد من "أن يؤذيه أحدهم بسبب الخوف أو الحماس الزائد".

وفي مكان غير بعيد، بالقرب من الخيمة الحمراء والبيضاء حيث كانت الاستعدادات تسير بشكل جيد لعرض سيرك بعد ظهر الأحد، كان كيمبا يتنقل ذهاباً وإياباً في قفصه، ويزأر من حين إلى آخر.

عمل تخريبي؟

وقال فاسالو إن كيمبا لم يُعطَ سوى جرعة خفيفة من المهدئات، واستيقظ على الفور تقريباً. وخلص الأطباء البيطريون الذين فحصوه إلى أن فترة تجوله في العراء لم تسبب له أي آثار لاحقة.

وكان فريق السيرك بأكمله "منزعجاً ومتوتراً للغاية" بعد اختفائه، بحسب المسؤول عن الحيوانات الذي تدير عائلته السيرك المتنقل.

وبحسب فاسالو، فإن ما حصل لم يكن من قبيل الصدفة.

وقال فاسالو إنه تفحّص شخصياً القفص المعدني قبل ساعة من هروب الأسد، وكان "كل شيء على ما يرام".

وشرح كيف يُفتح الباب إلى الداخل، ويتم تثبيته بواسطة قفل أمان منزلق وسلسلة خفيفة معها قفل صغير.

واعتبر أنّ "الأمر غريب جداً"، رافضاً التعليق على المعلومات المتعلقة بحصول عمل تخريبي محتمل، مشيراً إلى أن التحقيق جارٍ.

حيوانات "مجبرة على الأسر"

وُلد كيمبا ونشأ في الأسر مع شقيقيه زيوس وإيفان وشقيقته مايا.

ويحتوي السيرك على تسعة سنوريات، بينها نمور، ولكن أيضاً فيلة وجمال وخيول وحتى حيوان بيسون.

ما حدث في لاديسبولي "يسلط الضوء على مخاطر السيرك مع الحيوانات من وجهة نظر السلامة العامة"، بحسب تعليق جمعية الدفاع عن حقوق الحيوانات OIPA.

كما أن الحادثة تسلط الضوء على "الانزعاج الذي تشعر به هذه المخلوقات المسكينة التي أُجبرت على الأسر من أجل الترفيه"، وفق الجمعية.

وقد أصدرت أكثر من 20 دولة أوروبية قواعد تحظر أو تقيّد استخدام الحيوانات في السيرك بشكل كبير. لكن هذه ليست الحال بالنسبة لإيطاليا.

فقد جرت صياغة قانون في هذا الاتجاخ في البلاد، لكن أرجئ التصويت عليه هذا العام عام 2024، بحسب منظمة حقوق الحيوان LAV، التي تقدّر أن ما يقل قليلاً عن ألفي حيوان موجودة في السيرك في إيطاليا.

كما دعا رئيس بلدية لاديسبولي الذي طلب من ناخبيه البقاء في منازلهم أثناء انتظار القبض على الأسد، إلى تغيير الممارسات في هذا المجال.

وقال "آمل أن تؤدي هذه الحادثة إلى زيادة الوعي، وأن نضع حداً أخيراً لاستغلال الحيوانات في السيرك".

وبرأي فاسالو، فإن المنتقدين "لا يعرفون حقيقة الوقائع، والطريقة التي تتم بها معاملة الحيوانات في السيرك، والضوابط التي يُعمل بها".

وفي الحي المحيط، أعرب سكان التقت بهم وكالة فرانس برس عن دعمهم للسيرك، وبدوا أكثر قلقا على مصير الأسد من سلامة الجمهور.

وقالت باربرا روزولينو (47 عاماً) "كنتُ خائفة بعض الشيء، ولكن بعد ذلك، في مقاطع الفيديو، كان بإلامكان أن نرى أنه كان أسداً جيداً".

وأضافت "أراد العودة إلى دياره، كان يظهر الخوف عليه جلياً".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي