قمة عربية إسلامية مشتركة في الرياض لمناقشة الحرب في غزة

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-11

وزراء خارجية عرب يشاركون في الاجتماع التحضيري قبل القمة العربية الطارئة في الرياض في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

الرياض - يشارك قادة الدول العربية والإسلامية ومن بينهم الرئيس الإيراني في العاصمة السعودية السبت 11-11-2023 في مؤتمر قمة عربي وإسلامي مشترك سيجدد الدعوة إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة خشية أن يتسع نطاق العنف في المنطقة.

وتأتي الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل الدولة العبرية، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص حسب حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.

وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ،  إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.

وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي السبت.

وأفادت وزارة الخارجية في بيان في حسابها على منصة إكس، أن قرار دمج القمتين جاء "استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها".

وتهدف الجامعة العربية إلى إظهار "كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه"، حسبما قال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي الخميس.

لكنّ حركة الجهاد الإسلامية المسلحة قالت الجمعة إنها "لا تتوقع شيئا" من الاجتماع، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الاجتماع الطارئ.

وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحافي في بيروت "نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها في سنوات طويلة".

وتابع "عندما يُعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوماً، فهذا ينبّهنا بمخرجات هذا المؤتمر. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية".

وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف يتوقع أن يكون موضع انتقادات شديدة خلال قمّتَي السبت.

وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان إنّ "ذلك يظهر جبهة دبلوماسية أعتقد أنها ستولد ضغوطا دبلوماسية من الدول العربية والإسلامية".

ورأى أن انتقادات القادة الإقليميين حتى الآن تؤشر إلى أن "الأمر لا يتعلق بإسرائيل وفلسطين فحسب، بل يتعلق بمن يسهّل لإسرائيل القيام بذلك، وهو في الأساس الولايات المتحدة والغرب".

وظهر هذا الصدام خلال الزيارات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وكذلك أثناء توقف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي هذا الأسبوع في الرياض، حيث التقى عددا من نظرائه العرب الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار.

وقال كليفرلي الخميس "قلنا إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار أمر مفهوم، لكن نرى أيضا أن إسرائيل تتخذ إجراءات لضمان استقرارها وأمنها". وأضاف "طبعا نريد أن نرى حلاً لهذا الوضع الرهيب في أسرع وقت. والتحدي المباشر هو الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة. لهذا السبب نركّز على ذلك".

رئيسي إلى الرياض

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت إلى السعودية لحضور القمة، على ما أفادت وسائل إعلام رسمية، في أول زيارة له إلى السعودية منذ توصل البلدين في آذار/مارس إلى اتفاق تقارب أنهى قطيعة استمرت سبع سنوات.

وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض السبت، قال رئيسي إنّ "الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب".

وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني للسعودية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا في آب/أغسطس 2012.

ومن المتوقع أيضا أنّ يشارك في القمة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين.

وتدعم إيران حماس وكذلك حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن، ما يضعها في قلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.

وأدى الصراع إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق "صواريخ بالستية" على جنوب إسرائيل.

ويقول محللون إن السعودية تخشى التعرض لهجمات، لا سيما وأنها تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وكانت تجري محادثات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل اندلاع الحرب.

والجمعة، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول تصريحات علنية له منذ بدء الحرب "ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي