وشوم الحيوانات في الإكوادور خطر يحدق بأصحابها للاشتباه في انتمائهم إلى العصابات

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-09

رئيس وحدة شرطة نويفا بروبيرينا في غواياكيل العقيد روبرتو سانتاماريا، يعرض صورةً لعضو في عصابة تيغيرونيس يظهر على صدره وشم نمر، خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في كيتو بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

تشكّل الوشوم التي تُظهر حيوانات كالنسور والنمور، خطراً على حياة مَن يدقّها في الإكوادور، لأنّها قد تدلّ على انتمائه إلى إحدى العصابات الكثيرة المنتشرة في البلاد والتي تتّخذ من رسوم الحيوانات رموزاً لها.

وتنشر عصابات كثيرة بينها لوس لوبوس (الذئاب) ولاس أغياس (النسور)، لوس تيغيرونيس (النمر) وتشونيروس التي يشكل الأسد رمزها، الرعب في هذا البلد الصغير الذي كان يُعتبر واحة سلام بين كولومبيا وبيرو، أكبر دولتين منتجتين للكوكايين في العالم.

وتُرفَع صور لذئاب أو أسود أو نسور أو نمور على جدران المنازل للإشارة إلى أنّ الحيّ برمّته تابع لإحدى العصابات، فيما يُقدم أفراد من هذه المجموعات على دقّ وشوم تظهر الحيوانات المذكورة.

وفي مدينة غواياكيل الساحلية التي استحالت مركزاً لتهريب المخدرات ولمختلف أعمال العنف بين العصابات، يولي المجرمون والشرطة أهمية كبيرة لعلامات الانتماء هذه.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول شاب وشم على ظهره صورة نمر وفضّل أن يبقي هويته طيّ الكتمان "أفضّل دائماً أن أبقي وشمي مخفياً تحت ملابسي". وليس قرار هذا الشاب نابعاً من كونه ينتمي إلى إحدى العصابات، بل لأنّه بدأ منذ سنوات يهتمّ بالحيوانات والرموز المرتبطة بها، من دون أن يتخيل قط أنّ وشماً مماثلاً قد يعرّض حياته للخطر.

ويضيف "من العبثي جداً أن يُنظر إلينا ويتمّ وصمنا" على أننا ننتمي إلى عصابة ما.

موت محتم

ويشير فنان وشوم، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إلى أنّ فناني الوشوم أنفسهم واجهوا الاضطرابات و"قُتل بعضهم". ويقول الشاب الذي لم يرغب في ذكر هويته لأنّه كان يعمل في السابق لصالح إحدى العصابات، إنّ ما تعرّض له فنانو الوشوم لم يكن "بسبب علاقاتهم مع العصابات بل لأنّ شخصاً ما اكتشف أنهم قاموا بتغطية وشم" ما أو أنجزوا وشماً يظهر رمزاً لعصابة منافسة.

ويضيف "إنّهم يشوّهون الفنّ".

ويقول فنان وشوم آخر من غواياكيل "أجري عمليات بحث عبر منصات التواصل الاجتماعي لمعرفة من يتواصل معي" رغبةً منه في الحصول على وشم، مضيفاً "في ظل الخطر المحدق بنا، عليّ التصرّف كعضو في مكتب التحقيقات الفدرالي".

وبحسب ما هو جار راهناً، يؤكّد أنّ الوشم قد يعني "موتاً محتماً".

وخلال العمليات التي يجرونها، يبحث عناصر الشرطة والجنود عن أبسط وشم قد يكشف عن انتماء صاحبه إلى عصابة ما. ويُقدِمون على الخطوة نفسها مع الراغبين في الانضمام إلى القوات المسلحة، لحماية هذه الجهة الرسمية من أي اختراق محتمل.

ويوضح العقيد روبرتو سانتاماريا، قائد شرطة نويفا بروسبيرينا، وهو أكثر حي يستشري العنف فيه بغواياكيل، أنّ الوشوم باتت راهناً مرتبطة بالهوية والولاء للعصابات، كما الحال في أميركا الوسطى مع الـ"ماراس"، وهي عصابات إجرامية بينها "إم إس-13" أو "باريو 18" التي يدقّ أعضاؤها وشوماً على كامل أجسامهم وعلى وجوههم أحياناً.

ويقول سانتاماريا لوكالة فرانس برس إن "ثقافة المخدرات تؤدي إلى ابتكار أساطير وروايات، وهي وسيلة لتجنيد القُصّر من خلال جعلهم يعتقدون أنّهم جزء من هيكلية".

وتظهر على هاتفه المحمول صور لرجال تغطّي وشوم الحيوانات بشرتهم ويحملون أسلحة كلاشنكوف.

ويقول سانتاماريا "لكل عصابة ما تتميّز به. فيشكل رمز +لوس تيغيرونيس+ مثلاً نمراً يضع قبعة مع نجوم تمثل التسلسل الهرمي داخل العصابة".

وفي نظام السجون العنيف جداً في الإكوادور، حيث تسببت الاشتباكات بين العصابات بمقتل 460 شخصاً منذ العام 2021، فضلاً عن العثور على ضحايا مبتوري الأطراف أو مقطوعي الرؤوس أو محروقين، يمثّل الوشم مرادفاً للحياة أم الموت.

ويقول سانتاماريا إن الأشخاص المُدانين للمرة الاولى "يعرّفون عن أنفسهم من خلال الوشوم الموجودة على أجسامهم حتى لا يتم زجّهم في قسم تديره عصابة منافسة، لأنهم يدركون أن نقلهم إلى مكان لا تسيطر عليه عصابتهم، سيعرّضهم للموت".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي