
** سمير سيفوفيتش أحد مراسلي الأناضول الذين غطوا جزءا من الحرب الإسرائيلية:
- ما يحدث بالطائرات الإسرائيلية في غزة يحدث مثله على الأرض في الضفة الغربية
- حضرت أكثر من 12 جنازة بالضفة، بينها جنازات 4 أطفال قتلوا بهجمات إسرائيلية
- اضطهاد الشعب الفلسطيني هو الوضع الأكثر وحشية على الإطلاق
- الصور في غزة تظهر أن أهداف إسرائيل هي النساء والأطفال والمستشفيات والأطباء
سراييفو - قال سمير سيفوفيتش، أحد مراسلي وكالة الأناضول الذي غطى جزءا من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، إن "فلسطين هي المكان الذي تموت فيه الإنسانية".
ونقل سيفوفيتش شهادته عقب عودته بعد تغطية 19 يوما لتطورات الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، مبينا أن "اضطهاد الشعب الفلسطيني هو الوضع الأكثر وحشية الذي شهده على الإطلاق".
وأجرى مراسل الأناضول تغطية إعلامية من مدن القدس ورام الله ونابلس وجنين وأريحا، وساهم بنقل حقائق ما يجري هناك، ليعود ويروي مشاهداته لزملائه في مكتب الوكالة في سراييفو.
قال إنه واجه العديد من الصعوبات في الميدان، مبينا: "كان هدفنا فقط إظهار الحقيقة، فما تفعله المقاتلات الإسرائيلية في غزة يحدث مثله على الأرض في الضفة الغربية، لقد حضرت أكثر من 12 جنازة (بالضفة)، منها جنازات 4 أطفال قتلوا في الهجمات الإسرائيلية".
"عندما كانت الكاميرات توجه إلى غزة كان الأمر ذاته يحدث في الضفة الغربية"، وفق تعبيره، لافتا أنه بمجرد حصوله على الاعتماد الصحفي تم إبلاغه بما يمكنه وما لا يمكنه بثه عبر القنوات الإسرائيلية، مؤكدا "ذهبنا لنكون شهودا بأعيننا".
الهجمات على غزة
مراسل الوكالة كشف أنه ذهب إلى مستوطنتي سديروت وعسقلان الإسرائيليتين في غلاف قطاع غزة، قائلا: "كان هناك جنود إسرائيليون، وكان ممكنا رؤية كيف تقصف إسرائيل غزة باستمرار من التلة هناك، شهدنا كيف كان تستعد إسرائيل لعملية برية، لكن كان واضحا أيضا أن الأمور لا تسير كما هو مخطط له".
وأضاف: "تظهر الصور التي التقطها زملائي في غزة أن أهداف إسرائيل هي النساء والأطفال والمستشفيات والأطباء، كما أتيحت لي الفرصة للقاء مسؤولي الصليب الأحمر، وقالوا لي إن أربعة أطباء فقدوا حياتهم في غزة".
"في نابلس بالضفة الغربية، تعرضت المراكز الصحية للاستهداف عمدا وكذلك العاملين في مجال الصحة، وجرى استهداف الصحفيين أيضاً، وتلقى بعض الصحفيين رسائل تهديد"، وفق سيفوفيتش.
وأكمل: "السكان المحليون الإسرائيليون (المستوطنون في سديروت وعسقلان) أبدوا سلوكًا سلبيًا للغاية تجاه وسائل الإعلام"، ذاكرا أنهم "جميعًا كانوا مسلحين".
واحدة من أكبر الحروب
مراسل الأناضول واصل حديثه عن مشاهداته بالقول: "أهل غزة تركوا بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، بدون مساعدات إنسانية، ليس لدى الناس هناك ما يفعلونه ضد القوة المسلحة التي تحظى بدعم كبير من الدول ووسائل الإعلام الغربية".
وأردف أن "الهجمات الإسرائيلية على غزة واحدة من أكبر الحروب حيث فقد الناس حياتهم، وإلى جانب الأبرياء الذين فقدوا حياتهم هناك ضحية أخرى هي الصحافة والحقيقة".
وأوضح: "الفلسطينيون شعب مضياف للغاية، لكنهم جميعًا يشعرون بالخوف، يُقتل الأطفال في الضفة الغربية، ويدخل الجنود الإسرائيليون منازل الناس بالأسلحة ليلاً".
وفي مقارنة مع الحرب في أوكرانيا، قال: "كنت أيضًا في أوكرانيا، إن قتل المدنيين في فلسطين أظهر للأسف نفاق وسائل الإعلام والمجتمع الدولي، فمن ناحية الغرب يفرض عقوبات على روسيا ويعزلها، وفي المقابل يمجد إسرائيل ويرسم صورة الضحية لها".
وأعرب سيفوفيتش أنه فوجئ كثيرًا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا: "لا أحد يستطيع مساعدة الشعب الفلسطيني، هناك أدلة على وجود جرائم حرب، ما يحدث للفلسطينيين هو الوضع الأكثر وحشية وغير إنساني على الإطلاق من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، ومن الشرق الأوسط إلى أوكرانيا".
وختم بالقول: "فلسطين هي المكان الذي تموت فيه الإنسانية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 28 يوما حربا مدمرة على غزة، دمر فيها أحياء سكنية بأكملها على رؤوس ساكنيها، وقتل 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32000، كما قتل 143 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.