
غزة - احتاج صحفيون فلسطينيون متعاونون مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في قطاع غزة لأكثر من 24 ساعة لينجحوا في الخروج بصعوبة من وسط القصف الإسرائيلي والاشتباكات في شمال القطاع مساء يوم الجمعة.
وروى الصحفيون كيف حاصرتهم نيران الضربات الإسرائيلية "في كل مكان"، ووصفوا القصف بأنه "مجنون".
وقال أحدهم "إطلاق النار أو القذائف الإسرائيلية أو الضرب كان بشكل مجنون في المنطقة.. مما اضطرنا إننا ننزل من المكتب في الطابق السادس عشر.. ونحن الآن في مدخل البرج نفسه. طبعا السيارة بعيدة عنا خمسة أمتار مش قادرين نوصل لها لنضع الكاميرات وأجهزتنا فيها ونتحرك".
وأضاف "طبعا حتى لو وصلنا لها لن نستطيع أن نتحرك.. الأمور صعبة جدا.. الضرب في الشوارع المجاورة.. الضرب في الشوارع القريبة.. والضرب في البنايات المجاورة للبرج مباشرة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته توغلت في مناطق بقطاع غزة في ظل توسيع العملية التي يقوم بها في القطاع منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على بلدات ومستوطنات إسرائيلية أودت بحياة 1400 شخص.
وقتل في غزة حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم ثلاثة آلاف طفل وأكثر من 1700 امرأة، إضافة إلى ما يربو على 20 ألف مصاب.
ويقول رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إنه لا خيار سوى شن هجوم بري شامل على قطاع غزة رغم أن الأمر "لا يخلو من الخطورة".
أخلى الفريق المكتب عند منتصف ليل السبت مع اشتداد الضرب، وهم الذين قضوا 21 يوما يروون بالكاميرا والمعلومة تفاصيل أحدث جولات التصعيد بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة.
يقول الصحفي إن السيارة لم تكن تبعد عنهم بأكثر من خمسة أمتار، لكنهم احتاجوا لأكثر ست ساعات للوصول إليها والانطلاق بها إلى حيث يظنون أنه أكثر أمنا".
وتابع "مع بزوغ النهار توجهنا إلى السيارة التي لم تكن تبعد عنا سوى بأمتار قليلة وانطلقنا الي مكان اخر للاحتماء.. ذهبنا إلى بيت أحد الزملاء ووجدنا أن بيتا مجاورا له قصف وقتل فيه ثلاثة أشخاص.. لكن الله سلم أمرنا".
قطع الفريق طريقا طويلة احتاجت لساعات قبل الوصول إلى موقع آخر يستعدون من خلاله للعودة للعمل في نقل الصورة كاملة.
ويقول الصحفي "وعدتكم بأن أغطي لآخر لحظة ولا أعتقد أن هذه ستكون آخر لحظة إن شاء الله.. لا نزال مستمرين معكم بمحرج أن تتاح الفرصة للبث من مكان ما.. أكيد سنواصل معكم من مكان آخر".
ويخشى الفلسطينيون في قطاع غزة مزيدا من الكوارث الإنسانية، مع توقع وجود عشرات الجثث تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي العنيف الليلة الماضية في أجزاء عديدة من القطاع المكتظ بالسكان.
وقالت مصادر طبية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن هناك مخاوف من تفشي الأمراض في القطاع بسبب صعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق بعد أن أشاع القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 20 يوما الدمار في غزة وسوى مناطق كاملة بالأرض.
تأتي هذه التحذيرات وسط قصف مكثف للجيش الإسرائيلي السبت لأحياء التفاح والشجاعية ومخيم جباليا ومنطقة بيت لاهيا وبيت حانون بالإضافة إلى مخيم الشاطئ في غزة.
وأضاف الصحفي "دعواتكم لنا ولجميع الفريق الموجود معي الآن. انتظرنا طويلا لنتحرك ونذهب لمكان آمن.. إذا كان فيه مكان آمن في غزة".