صاندي تايمز: سلطة زعيم حزب العمال البريطاني مهددة من نوابه البارزين بسبب غزة  

2023-10-29

 

ستزداد الضغوط على ستارمر، لكنه لن يغير موقفه على الأرجح أو يسمح بأن يملي “اليسار” عليه ما يفعله في سياسته الخارجية (أ ف ب)نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا حول سلطة زعيم حزب العمال، كير ستارمر، التي تواجه تهديدا من نواب المقاعد الأولى في البرلمان الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، على خلاف زعيمهم الذي يحاكي ما يقوله رئيس الوزراء ريشي سوناك خشية اتهامه من المحافظين، وفتح ملفات لاحقت سلفه جيرمي كوربن.

وقالت الصحيفة إن مجموعة من النواب في المقاعد الأولى بالبرلمان البريطاني، تحدّوا موقف ستارمر من الحرب في غزة، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار.

وقال ستارمر إن اسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها والتأكد من عدم قدرة حماس على شن هجوم  مشابه لما قامت به في 7 أكتوبر وأدى لمقتل 1400 إسرائيلي، ودعا إلى توقف إنساني للحرب، والسماح بالماء وغير ذلك من الإمدادات الضرورية لكي تدخل قطاع غزة.

وأصدر الرافضون لموقف زعيم حزب العمال بيانات أو تشاركوا في مواد تحدّوا فيها موقفه، حيث لم يقل مكتبه إن كانوا سيعاقبون أم لا. وجاء الانقسام في صفوف العمال، بعد يوم من انضمام عمدة لندن، صادق خان إلى عمدة مانشستر، أندي بيرنهام، وزعيم حزب العمال في اسكتلندا، أنس سروار، الذين طالبوا بوقف لإطلاق النار.

ولدى خان سلطة أكثر من أي سياسي عمالي على مستوى البلد، وتحدث مع ستارمر يوم الخميس، وحذره بأنه سينشر فيديو يعبر عن موقفه صباح الجمعة. ودعاه ستارمر لإعادة النظر بموقفه في الليل، لكن تم تجاهله. وأصدر عدد آخر من أعضاء المجالس المحلية دعوات لوقف إطلاق النار، إلى جانب استقالة 20 من مناصبهم احتجاجا على موقف ستارمر، مما قاد إلى  خسارة الحزب السيطرة على مجلس أوكسفورد.

وقالت الصحيفة إن نواب المقاعد الخلفية الذين تحدوا ستارمر، ومنهم موالون مثل جيس فيليبس، وزيرة الظل للحماية الداخلية، وقامت بمشاركة تغريدة على موقع إكس، للأمين العام للأمم المتحدة، والتي قال فيها: “أكرر مناشدتي لوقف إنساني مباشر للنار”. وتعتبر فيليبس البرلمانية عن بيرمنغهام ياردلي، واحدة من الرافضين لموقف ستارمر من نواب المقاعد الخلفية، وفي منطقتها عدد كبير من المسلمين.

وانضمت إلى ناز شاه وعمران حسين، اللذين يمثلان برادفورد، وياسمين قرشي، وزيرة الظل لشؤون المرأة والمساواة، وأفضل خان، وزير الظل للصادرات.

وأصدرت شاه وزيرة الظل لمنع الجريمة، تحديا مباشر يوم الجمعة، عندما قالت إن رد إسرائيل لا يصل إلى حد “الدفاع” عن النفس. لكن نائبة برادفورد ويست، التي أطاحت بجورج غالواي عام 2015، قالت إنها “هجمات غير متناسبة على السكان المدنيين”. وأضافت: “أواصل الدعوة لوقف إطلاق النار ووقف قتل الأبرياء المدنيين، ولا يمكننا الصمت”. وقالت نفس الشيء أثناء مساءلة رئيس الوزراء الأسبوع الماضي وشجبت ما وصفته “العقاب الجماعي”.

ويضم الرافضون لستارمر، نائب لندن أندي سلوتر، وزير الظل والمحامي العام. ورشرانا علي، وزيرة الظل للاستثمار. وفلو إيشالومي، وزيرة الظل للديمقراطية. وقام عدد منهم بإعادة نشر بيانات لأصدقاء فلسطين في حزب العمال.

وقام آخرون بالدعوة لوقف إطلاق النار، مثل ماري فوي، الأمينة البرلمانية الخاصة، وأنجيلا رينبر، نائبة الزعيم، وسارة أوين، وزيرة الظل لشؤون المجتمعات، وراشيل هوبكنز، وزيرة الظل للمحاربين القدامى، وباولا باركر، وزيرة نقل السلطات، وهي برلمانية عن ليفربول حيث قالت: “نريد وقف إطلاق نار إنسانيا للنشاطات العسكرية والتأكد من وصول المساعدات والضروريات للمدنيين الفلسطينيين حيث تزداد احتياجاتهم بشكل كبير وضخم”.

 وكتبت شابانا محمود، وزير الظل للعدالة، إلى أبناء منطقتها في بيرمنغهام ليديوود، حيث قالت إنها تفهم “القلق الشديد” من كلام ستارمر على إذاعة “أل بي سي”. وكتبت: “لقد مثلت مواقفكم قدر ما أستطيع وعلى كل مستوى داخل حزب العمال. وموقفنا لا يزال هو القانون الدولي الإنساني الداعي لوصول الطعام والماء والدواء والكهرباء”.

وجاء في الرسالة: “أنا وبطريقة لا لُبس فيها، أطالب بضرورة اتباع قانون الحرب. وعلى الديمقراطيات مسؤولية التأكد من ضرورة اتباع القانوني الدولي الإنساني. وموقفي هو موقف حزبي، وهو أمر ضروري بأهمية التفريق بين الجماعة الإرهابية والمدنيين الأبرياء في غزة، الذين عانوا لوقت طويل ولا يستحقون العقاب الجماعي”.

وقالت وزيرة ظل إنه “ليس لديها فكرة” بشأن  كيف سيرد الحزب، ولا تفكر بالاستقالة ولم تحصل على اتصالات من القيادة. وقال مصدر في حزب العمال، إنه ليس لديه ما يضيفه، عندما طُلب منه التوضيح .

ويقول العارفون داخل الحزب، إن ستارمر لم يواجه تحديا لسلطته على هذا المستوى، منذ تعديل حكومة الظل بعد انتخابات هارتبول التكميلية في أيار/ مايو 2021. وقال مصدر: “حوالي 60 نائبا يشعرون بالقلق، و40 غير مرتاحين.. هذا عدد كبير من نواب البرلمان العماليين من داخل نواب المقاعد الأمامية”.

وستزداد الضغوط على ستارمر، لكنه لن يغير موقفه على الأرجح أو يسمح بأن يملي “اليسار” عليه ما يفعله في سياسته الخارجية. وتحدث جيرمي كوربن الزعيم السابق الذي علقت عضويته في الحزب أمام تظاهرة حاشدة في لندن مؤيدة للفلسطينيين، وهو من بين الداعين لوقف إطلاق النار والقصف الذي لا يميز على غزة.

ورغم رفضه تغيير موقفه، إلا أن ستارمر قضى الأسبوع الماضي للحد من الضرر الذي تسبب به لقاؤه مع “أل بي سي” والذي قال فيه إن من حق إسرائيل فرض الحصار على غزة. وقال لاحقا إنه فُهم خطأ. وهناك مخاوف من ابتعاد 3.9 مليون مسلم في إنكلترا وويلز عن حزب العمال وغالبيتهم تدعمه.

وصوّت المسلمون في 2019 بنسبة 78% لكوربن، وهي الانتخابات التي خسر فيها.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي