صحافية روسية-أميركية تعمل لحساب "إذاعة أوروبا الحرّة" محتجزة في روسيا  

أ ف ب-الامة برس
2023-10-19

 

 

الساحة الحمراء في موسكو في 6 أيار/مايو 2020 (أ ف ب)   أعلنت إذاعة أوروبا الحرة أن الصحافية الروسية الأميركية آلسو كورماشيفا التي تعمل لحسابها أوقفت في مدينة كازان الروسية، لتكون روسيا قد اعتقلت بذلك صحافيين أميركيين اثنين في 2023  بعد مراسل صحيفة "ذي وول ستريت جورنال" إيفان غيرشكوفيتش.

وقالت الإذاعة الخاصة المموّلة من الكونغرس الأميركي في بيان إن السلطات الروسية وجّهت إلى كورماشيفا تهمة عدم التصريح عن نفسها بصفتها "عميلة لجهة أجنبية"، ما يعرّضها لعقوبة تصل إلى السجن لخمس سنوات.

وأوضحت الإذاعة أن كورماشيفا التي تعيش عادةً في العاصمة التشيكية براغ مع زوجها وأبنائها، توجّهت إلى روسيا في 20 أيار/مايو بسبب "ظروف عائلية طارئة"، واحتُجزت مؤقتاً في مطار كازان في الثاني من حزيران/يونيو قبيل صعودها على متن رحلة للعودة من روسيا.

وبعد أن صودر جوازا سفرها الأميركي والروسي، وجدت الصحافية نفسها غير قادرة على مغادرة روسيا، قبل أن يتمّ الإعلان الأربعاء عن التهمة التي وُجّهت إليها.

من جهتها، قالت لجنة حماية الصحافيين ومقرّها في نيويورك، في بيان إن كورماشيفا كانت مساء الأربعاء في مركز احتجاز موقت، وفق معلومات بثتها وكالة أنباء "تتار-انفورم" الرسمية.

وأوضحت الوكالة أن السلطات تتهم الصحافية بأنها "أجرت عمدا عملية جمع معلومات عسكرية بشأن الأنشطة الروسية عبر الانترنت من أجل نقل هذه المعلومات إلى مصادر أجنبية" في أيلول/سبتمبر 2022 فضلًا عن "قيادة حملات إعلامية لتشويه سمعة روسيا".

- "صحافية مخضرمة" -

وقالت منسّقة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في لجنة حماية الصحافيين غولنوزا سعيد إنّه ينبغي على السلطات الروسية "الإفراج عنها فوراً وإسقاط كلّ التّهم الموجّهة إليها".

وأضافت أن "الصحافة ليست جريمة واعتقال كورماشيفا دليل آخر على أنّ روسيا عازمة على خنق الإعلام المستقلّ".

وبحسب إذاعة "أوروبا الحرّة"، فإنّ كورماشيفا، المحرّرة في خدمتها باللغة التتارية، هي "صحافية مخضرمة لطالما غطّت (أخبار) الأقليات الاتنية في جمهوريتَي تتارستان وباشكورستان، في منطقتَي فولغا وأورال في روسيا".

وقال رئيس الإذاعة بالإنابة جيفري غيدمين إنه "ينبغي الإفراج عنها كي تتمكن من العودة إلى عائلتها فورًا".

وأفاد ممثل منظمة 'أو في دي-انفو' الحقوقية الروسية لجنة حماية الصحافيين بأنه "من المرجّح جدًا" نقل كورماشيفا قريبًا إلى الحبس الاحتياطي.

ونقلت لجنة حماية الصحافيين عن أحد زملاء كورماشيفا فضّل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من أي عواقب قد تترتب عليه، قوله إن الصحافية "أوقفت لمجرد أنها موظفة في إذاعة أوروبا الحرّة. في الواقع اليوم، أي صحافي مستقلّ في روسيا يواجه الأمر نفسه".

وبحسب لجنة حماية الصحافيين، فإن شركة تتارستان فتّشت منازل سبعة صحافيين في إذاعة "أوروبا الحرّة" عام 2022.

وكورماشيفا هي ثاني صحافية أميركية توقفها روسيا في العام الحالي بعد إيفان غيرشكوفيتش، مراسل صحفية "ذي وول ستريت جورنال".

وأوقف جهاز الأمن الروسي هذا الصحافي أثناء إعداده تقريرًا في يكاترينبورغ في منطقة أورال في 29 آذار/مارس الماضي. وهو مذاك محتجز في سجن ليفورتوفو في موسكو.

وغيرشكوفيتش الذي كان يعمل سابقًا لحساب وكالة فرانس برس في موسكو، متّهم بالتجسس ما يعرّضه لعقوبة تصل إلى السجن عشرين عامًا. إلا أنّه ينفي هذه الاتهامات، وكذلك واشنطن والصحيفة التي يعمل لحسابها والمقربون منع وعائلته.

ولم تثبت روسيا قط اتهاماتها ضده كما أنها لم تقدم أدلة علنية عليها، وتم تصنيف الآلية القضائية برمّتها سرية. ولم يتم تحديد موعد محاكمته حتى الآن.

والأسبوع الماضي، رفضت محكمة في موسكو استئنافًا قدمه غيرشكوفيتش لإنهاء حبسه الموقت.

وفي السنوات الأخيرة، أوقف عدد من الصحافيين الأميركيين في روسيا حيث أُدينوا بعقوبات قاسية. واتّهمت واشنطن موسكو بالرغبة في تبادل هؤلاء بروس محتجزين في الولايات المتحدة.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي