مبيعات التجزئة الأمريكية أعلى من المتوقع في سبتمبر  

واشنطن: جاءت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة أقوى من المتوقع في سبتمبر وفقا للبيانات الحكومية الصادرة يوم الثلاثاء17أكتوبر2023، مدعومة جزئيا بالمبيعات في قطاع السيارات ومحطات البنزين.

وقالت وزارة التجارة يوم الثلاثاء إن المبيعات ارتفعت 0.7 بالمئة الشهر الماضي في أكبر اقتصاد في العالم لتصل إلى 704.9 مليار دولار بينما تم تعديل وتيرة النمو في أغسطس بالزيادة إلى 0.8 بالمئة.

وفي حين أن الرقم الأخير يشير إلى تباطؤ طفيف، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير مما توقعه المحللون.

أظهر الاستهلاك الأمريكي مرونة على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، بعد أن شرع البنك المركزي في حملة قوية لخفض التضخم في العام الماضي.

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الإقراض القياسي بسرعة، مما أدى إلى زيادة تكلفة الاقتراض وخفض الطلب من خلال زيادة تكلفة الحصول على الأموال اللازمة لمشتريات كبيرة أو توسيع الأعمال.

وفي سبتمبر، ارتفعت المبيعات لدى تجار السيارات بنسبة 1.1% مقارنة بأغسطس، بينما ارتفعت المبيعات في محطات الوقود بنسبة 0.9%.

- دعم سوق العمل -

وبينما ظل الاقتصاد الأمريكي قويا في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة، يحذر المحللون من أنها مسألة وقت قبل أن تؤثر شروط الائتمان المتشددة.

وقال الخبير الاقتصادي أورين كلاتشكين من نيشن وايد إن سوق العمل القوي في الوقت الحالي هو "دعامة أساسية للمستهلك".

وصرح لوكالة فرانس برس "طالما بقي سوق العمل قويا واستمرت الأجور في الارتفاع، علينا أن نتوقع أن تكون مبيعات التجزئة قوية جدا، لتحقق مكاسب إيجابية على أساس شهري".

لكنه يتوقع أن يبرد الاقتصاد في نهاية المطاف، مع إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند مستوى أعلى لفترة أطول.

وقال كيران كلانسي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في شركة بانثيون للاقتصاد الكلي، إن قوة الإنفاق الاستهلاكي في الربع الثالث "من الصعب التوفيق بينها" مع القفزة في سداد قروض الطلاب والاستنزاف المستمر للمدخرات الفائضة المتراكمة خلال كوفيد.

وأضاف كلانسي أن معظم التأثيرات الناجمة عن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي "لم يشعر بها قطاع المستهلكين بالكامل بعد".

وقالت الخبيرة الاقتصادية روبيلا فاروقي من هاي فريكونسي إيكونوميكس، إنه مع ارتفاع مبيعات التجزئة في سبتمبر/أيلول أكثر من المتوقع وتعديل أرقام الأشهر السابقة بالزيادة، فمن المرجح أن يرفع الاستهلاك الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث.

وأضافت أنه إلى جانب سوق العمل الذي لا يزال قويا، فإن الدخل المتاح والتباطؤ التدريجي في التضخم يدعمان الإنفاق والنمو.

وأضافت أن تسارع إنفاق الأسر قد يتسبب في بقاء التضخم مرتفعا، مما يزيد من فرصة رفع سعر الفائدة مرة أخرى هذا العام.