

صنعاء – من جمال الجابري - وقعت مواجهات عنيفة السبت 19-2-2011 في صنعاء بين المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام اليمني ومناصرين للنظام، كما استمرت الاحتجاجات في عدن بعد ليلة من اعمال المواجهات، ما اسفر عن اصابة ثمانية اشخاص على الاقل بجروح.
من جهته، اتهم رئيس الجمهورية الانفصاليين الجنوبيين بالوقوف خلف موجة العنف والتظاهرات في عدن.
واتت هذه المواجهات الاعنف في صنعاء منذ نحو اسبوع من الاحتجاجات، فيما حاول انصار الحكومة المسلحون بالبنادق والهراوات والحجارة، الدخول الى حرم الجامعة مما دفع الطلاب بالرد برشقهم بالحجارة.
واغلقت الشرطة الطرق المؤدية الى الجامعة.
وهاجم انصار النظام وعناصر موالية ومسلحة من القبائل الطلاب بالعصي والهراوات والحجارة. واطلق البعض الرصاص الحي على الطلاب، بينما رد الطلاب بدورهم برمي الحجارة باتجاه المعسكر الموالي للسلطة.
ونفت الداخلية اليمنية مقتل طالب اليوم السبت في صنعاء. وكان مراسل وكالة فرانس برس راى طالبا يسقط مضرجا بالدماء بعد اصابته اصابة خطيرة في العنق، واكد المحيطون به انه توفي قبل ان ينقل للمستشفى.
واكدت الوزارة في بيان اصابة "عدد من المتظاهرين بجروح" لكنها قالت "ان اربعة فقط لا يزالون يعالجون في المستشفى، في حين لم يسقط اي قتيل".
ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة باسقاط النظام وبرحيل الرئيس علي عبدالله صالح.
ومن هذه الشعارات "بعد مبارك يا علي" و"اعتصام حتى يزول النظام" و"يا وزير الداخلية بلطجية بلطجية".
وتحولت جامعة صنعاء على مدى الايام الماضية الى معقل الحركة المطالبة باسقاط النظام في اليمن ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، بينما يحتشد انصار النظام بشكل شبه دائم حول المكان لمنع الطلاب من التحرك.
ولم ينجح انصار النظام حتى الآن بالسيطرة على مبنى الجامعة.
وكانت المواجهات التي اندلعت قبل اسبوع، وبشكل يومي بين المعسكرين امام جامعة صنعاء اسفرت عن سقوط جرحى فقط حتى الآن.
الى ذلك، اجتمع عشرات الصحافيين اليوم السبت في صنعاء للتنديد بالاعتداءات التي استهدفت الصحافيين المحليين ومراسلي وسائل الاعلام الخارجية في العاصمة اليمنية خلال الايام الماضية وحملوا السلطة مسؤولية هذه الاعتداءات.
واكد الصحافيون الذين اجتمعوا في مبنى نقابة الصحافيين ان "هذه الاعتداءات منظمة ويقف وراءها الحزب الحاكم".
كما اعتبروا ان الرئيس علي عبدالله صالح "مسؤول مسؤولية مباشرة".
وطالب الصحافيون في بيان "بوقف الاعتداءات وسحب البلطجية من شوارع صنعاء" وطالبوا "بعدم اخراج رجال الامن بثياب مدنية للاعتداء على الصحافيين".
وتم الاعتداء بالضرب على عشرات الصحافيين من قبل انصار الحزب الحاكم والنظام خلال المواجهات بين المتظاهرين المعارضين للنظام والمؤيدين له.
ومن بين الصحافيين الذين تعرضوا لاعتداء مراسلون لوكالة فرانس برس وصحافي يعمل مع هيئة الاذاعة البريطانية التي اكدت ان الاعتداء كان "متعمدا".
وفي مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، اصيب ثلاثة اشخاص بجروح بينهم طفلتان في التاسعة والحادية عشرة من العمر.
واصيبت الطفلتان عندما فتحت الشرطة النار لتفريق تجمع ضم مئات الاشخاص بعد تشييع متظاهر في حي الشيخ عثمان، كما افاد شهود ومصادر طبية. واصيبت احدى الطفلتين في كليتها والثانية في ساقها.
وشهدت عدن ليلة من الشغب في اعقاب مقتل اربعة متظاهرين في مواجهات مع الشرطة الخميس فضلا عن اصابة 17 شخصا بجروح بينهم ثلاثة شرطيين.
واستمرت التظاهرات والمصادمات واعمال الشغب حتى فجر السبت في احياء الش
يخ عثمان ودار سعد وخور مكسر والمعلا والمنصورة.
وسقط تسعة قتلى في عدن منذ بدء التظاهرات الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام الاربعاء،
وشهدت المدينة اتساع اعمال الشغب وحركة الاحتجاج التي واجهتها القوى الامنية بحزم وشدة.
وقال شهود ان المئات من المتظاهرين أضرموا النار في مبنى مركز الشرطة سابقا ومقر المجلس المحلي في حي الشيخ عثمان بعد ان فرقت السلطات مسيرتهم بالقوة.
وفي حي المنصورة الذي انطلقت منه المظاهرات الاربعاء، احتشد الآلاف امام محطة الرويشان حتى ساعة متأخرة من الليل للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح رافعين صور الضحايا الذين سقطوا يومي الأربعاء والخميس.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الحزب الحاكم قاتل" و"لا جنوب لا شمال ثورتنا ثورة شباب" و"الشعب يريد إسقاط النظام" فيما احرقت الاطارات في الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل.
وحاول المتظاهرون في المنصورة اقتحام مقر الشرطة الا انهم واجهوا مقاومة شديدة.
وكانت السلطات قطعت كل المنافذ المؤدية الى عدن.
وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "قرار اغلاق منافذ المدينة يهدف الى السيطرة على حركة الاحتجاجات المتصاعدة".
وفي مدينة تعز، استمرت التظاهرات المناوئة للنظام الا ان مصدرا طبيا اكد ان حصيلة القاء قنبلة على المتظاهرين امس الجمعة انخفضت الى قتيل واحد بدلا من قتيلين، و47 جريحا.
وفي اتهامه للحراك الجنوبي بالوقوف وراء الاضطرابات، قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية "هذا العمل التخريبي للاسف الشديد وراءه اجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم، فقد فشل مشروعهم في العام 1994 وبقيت آثاره نارا تحت الرماد"، في اشارة الى الحرب الاهلية مع الانفصاليين في الجنوب.
واضاف "الآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية و بدأوا يتحركون ويتبنون اعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية الماجورة لقطع الطريق في عدة مناطق ويحركون مسلحين الى المنصورة والى الشيخ عثمان وبداوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب".
وخلص الى القول "من يريد السلطة فعليه ان يتجه معنا نحو صناديق الاقتراع والشعب اليمني سيواجه عناصر التخريب والخارجين عن النظام والقانون".
ووعد صالح في 2 شباط/فبراير باصلاحات وبعدم الترشح لولاية جديدة في 2013، لكنه لم يفلح في تهدئة الشارع.
ولا تشارك المعارضة البرلمانية في حركة الاحتجاج.
وشجب الرئيسي الاميركي باراك اوباما استخدام القوة ضد المتظاهرين في اليمن حليف الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة، ودعا الى احترام حرية التعبير.