مطابخ المعوزين تزدهر في البيرو الشهيرة عالمياً بفنّ الطهو

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-12

امرأة تحمل طبقاً حصلت عليه من مطبخ للمعوزين في حي فيلا ماريا ديل تريونفو الشعبي في الضواحي الجنوبية لليما بتاريخ21 أيلول/سبتمبر 2023 (ا ف ب)

وضعت أنّا كريستينا سوكنيو طفلها البالغ سنة واحدة على ظهرها، ووقفت حاملة وعاءين بلاستيكيين تنتظر حصتها من المعكرونة بأحشاء الدجاج التي يوزعها مطبخ للمعوزين في أحد الأحياء الفقيرة في ليما، لكي تكون وجبتها الوحيدة مع عائلتها في ذلك اليوم. 

أصبحت أرجل الدجاج وعظامه البديل الغذائي الرئيسي لكثر من سكان البيرو التي تعتبرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أكثر دولة في أميركا الجنوبية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقرير صدر عام 2022. 

وتُباع الوجبة في مقابل حوالى 0,4 دولار في مدينة يمكن أن تصل إلى 330 دولاراً أسعار الأطباق الشهية للطاهيَيْن غاستون أكوريو وفيرخيليو مارتينيز اللذين نال مطعمهما "سنترال" في حزيران/يونيو جائزة "أفضل مطعم في العالم" للعام 2023.

وحصل المطعم على الجائزة عن أطباقه التي تتميّز بـ"تنوّع المكوّنات" وتحتفي بـ"تاريخ البيرو وتقاليدها".

وتقول الممثلة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في البيرو ماريانا إسكوبار "إنها لمأساة أن تضم البيرو ثروة غذائية كبيرة بينما يعجز سكانها عن الحصول على الأطعمة التي توفرها الأراضي فيها".

وتقول أنّا كريستينا سوكنيو (23 سنة) وهي تنتظر في طابور للحصول على طبق من المعكرونة "إن تناول اللحوم ترف لنا، وأنا لا أشتريه".

ويقع مطبخ المعوزين الذي يوفّر هذا الطبق، فوق قمة تلة في حي فيلا ماريا ديل تريونفو الشهير الذي يضم نحو 459 ألف نسمة.

سوء تغذية

تفاقم الفقر في البلاد مع جائحة كوفيد-19، فيما شهدت المطابخ التي توفر الحساء للمعوزين ازدهاراً. وفي ليما وحدها، ثمة نحو 2500 شخص يقدمون الغذاء لحوالى 250 ألف أسرة منذ العام 2020.

وتقول روزا هواتشاكا (39 عاماً)، وهي أم لثلاثة أبناء يبلغون ثلاثة أشهر وخمس سنوات و18 عاماً "أطفالنا لا يحصلون على الغذاء الكافي. نحن لا نشتري الأطعمة بكميات كبيرة لأننا نعجز عن تحمّل تكاليفها".

وتؤكد هواتشاكا المولودة في منطقة أبوريماك أن الأطفال والحوامل في الحي يعانون من سوء تغذية وفقر دم بسبب انخفاض استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الحديد والبروتينات كاللحوم.

ومطبخ "كورازون دي جيزوس" للمعوزين الذي ترتاده أنّا كريستينا سوكنيو، مُقام داخل كوخ خشبي سقفه معدني، ويقدم يومياً 90 حصة غذائية لـ23 أسرة.

وصباح كل يوم، تشعل امرأتان النار وتضعان عليها وعاءً أسود يحتوي على بصل وفضلات دواجن ومعكرونة.

وتقول ماريانا إسكوبار "إن الآفاق معقدة جداً وقاتمة، في بلد يشهد اقتصاده تباطؤاً ويُتوقّع أن يكون النمو فيه ضعيفاً هذا العام".

ويشير تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إلى أنّ 16,6 مليوناً من سكان البيرو البالغ عددهم 33 مليون نسمة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل إلى الشديد، في رقم أتى ضعف مما سُجّل سنة 2019.

وارتفع معدل الفقر من 20% في عام 2019 إلى 27,5% في 2022، بحسب للمعهد الوطني للإحصاء الذي يلفت إلى أنّ عدد الفقراء في البلاد يبلغ نحو 9,18 ملايين شخص.

وتقيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة انعدام الأمن الغذائي على مقياس يراوح من الخفيف إلى الشديد، عبر الاستناد إلى متغيرات بينها نقص الدخل اللازم لتحمّل تكاليف الأطعمة، أو عدم القدرة على الحصول على ثلاث وجبات يومياً، أو النقص في التغذية، أو فقر الدم، أو البدانة، أو الزيادة في الوزن.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي