

واشنطن - رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه لا بد من أن يبدأ انتقال السلطة في مصر فوراً، متوجهاً إلى الشباب المصري ومؤكدا لهم ان أمريكا تسمع أصواتهم، ومشددا على ان الشعب المصري هو الوحيد القادر على تحديد قادة مصر وليس أي دولة أخرى.
وقال أوباما للرئيس المصري حسني مبارك ان نقل السلطة في مصر ينبغي ان يبدأ الان في تصريحات تنطوي على انتقاد لخطة مبارك البقاء في السلطة ستة شهور أخرى.
واتصل أوباما بمبارك في حديث هاتفي دام نصف ساعة بعد ان أعلن الرئيس المصري تحت ضغط احتجاجات عارمة على حكمه في العديد من المدن المصرية انه لن يخوض انتخابات سبتمبر أيلول.
وقال أوباما "الأمر الواضح - والذي أشرت اليه الليلة في حديثي مع الرئيس مبارك - هو اعتقادي ان الانتقال السلمي ينبغي ان يكون ملموسا وينبغي ان يكون سلميا وينبغي ان يبدأ الان".
وأضاف الرئيس الأمريكي مخاطبا شباب مصر"أريد أن أكون واضحاً، نحن نسمع أصواتكم ولدي إيمان لا يتزعزع بانكم ستتمكنون بمفردكم من تحديد مصيركم وتغتنمون فرصة قيام مستقبل أفضل لأولادكم وأحفادكم، وأنا أقول هذا يصفتي شخص ملتزمً بالشراكة بين الولايات المتحدة ومصر".
وتابع "الآن ليس دور أي بلد في تحديد قادة مصر، وحده الشعب المصري قادر على ذلك، وهذا واضح، وقد أعربت عنه للرئيس مبارك، بأنني اؤمن أنه لا بد من أن يكون انتقال السلطة ذو مغزى وسلمياً ويبدأ الآن".
وقال انه لا بد من أن تضم "العملية طيفاً واسعاً من الأصوات المصرية والأحزاب المعارضة، ولا بد أن تؤدي إلى انتخابات حرة وعادلة وتنتج حكومة لا تقوم فقط على المبادئ الديمقراطية بل تستجيب أيضاً لتطلعات الشعب المصري".
وشدد على انه خلال هذه العملية ستستمر الولايات المتحدة في مد يد الشراكة والصداقة لمصر "ونحن مستعدون لتقديم أية مساعدة ضرورية لمساعدة الشعب المصري كيما يدير أموره بعد انتهاء هذه الاحتجاجات".
وقال الرئيس الأمريكي "نحن نشهد بداية فصل جديد في تاريخ بلد عظيم كان شريكاً طوال فترة طويلة للولايات المتحدة".
وإذ لفت إلى ان إدارته على تواصل مع نظرائها المصريين والشعب المصري ومع دول المنطقة والعالم، أوضح انه تم البناء على مجموعة من المبادئ أولها معارضة العنف، مشيداً في هذا السياق بالجيش المصري على مهنيته ووطنيته التي تبدت بالسماح للاحتجاجات السلمية في ظل حماية المصريين.
وثانياً أكد أوباما دعم القيم العالمية بما فيها حق الشعب المصري في التجمع والتعبير بحرية والنفاذ إلى المعلومات، وثالثاً ضرورة التغيير.
وذكر انه تحدث هاتفياً مع الرئيس المصري بعد خطابه مباشرة، لافتاً إلى ان الأخير يعي ان الوضع الرهن ليس مستداماً وانه لا بد من إجراء تغيير.
واعترف أوباما بأن الأيام المقبلة ستكون صعبة، وكثيرة هي الأسئلة بشأن مستقبل مصر لم تلق أجوبة، لكنه أعرب عن ثقته بأن "شعب مصر سيجد هذه الإجابات، وتلك الحقيقة بادية في حس المجتمع في الشوارع، ويمكن رؤيتها في الأمهات والآباء الذين يعانقون الجنود، وفي المصريين الذين شبكوا أذرعهم لحماية المتحف الوطني، جيل جديد يحمي الكنوز الأثرية، وسلسلة بشرية تربط حضارة قديمة وعظيمة بالوعد بيوم جديد".
نص تصريحات أوباما بشأن الوضع في مصر
"مساء الخير جميعا. تابع الشعب الامريكي على مدى الايام الأخيرة تطورات الوضع في مصر.
"لقد شاهدنا المظاهرات الهائلة التي قام بها الشعب المصري. ونحن نشهد بداية فصل جديد في تاريخ بلد عظيم وشريك للولايات المتحدة على مدى فترة طويلة. وإدارتي على اتصال وثيق مع شركائنا المصريين وقطاع عريض من الشعب المصري وكذلك مع آخرين في شتى انحاء المنطقة وفي شتى انحاء العالم. وطوال هذه الفترة أيدنا مجموعة من المبادئ الاساسية.
"أولا نحن نعارض العنف. وأريد ان أشيد بالجيش المصري على ما أبداه حتى الان من كفاءة مهنية وروح وطنية من خلال السماح بالاحتجاجات السلمية مع حماية الشعب المصري في الوقت نفسه. رأينا دبابات تغطيها شعارات وجنودا ومحتجين يتعانقون في الشوارع. وانطلاقا من هذا احث الجيش على مواصلة جهوده للمساعدة في ضمان ان يمر وقت التغيير هذا سلميا.
"وثانيا نحن نؤيد القيم العالمية بما في ذلك حقوق الشعب المصري في حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات. وقد رأينا من جديد الامكانية الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا لتمكين المواطنين وكرامة من ينهضون لتحقيق مستقبل افضل. وبناء على هذا ستواصل الولايات المتحدة تأييدها للديمقراطية والحقوق العالمية التي يستحقها جميع البشر في مصر وفي شتى انحاء العالم.
"وثالثا أيدنا علنا ضرورة التغيير. وقد تحدثت مباشرة مع الرئيس مبارك بعد خطابه الليلة. وهو يدرك ان الوضع القائم لا يمكن ان يستمر وان التغيير لا بد ان يحدث. وواقع الامر أننا نحن الذين نخدم في موقع السلطة السياسية ندرك جميعا أننا نفعل ذلك بإرادة شعبنا. وقد عرفت مصر خلال الاف السنين الكثير من لحظات الانتقال. وتخبرنا اصوات الشعب المصري ان هذه واحدة من تلك اللحظات. هذا واحد من تلك الاوقات.
"والان.. ليس من دور اي بلد اخر ان يحدد لمصر زعماءها. فالشعب المصري هو وحده الذي يمكنه ان يفعل ذلك. والأمر الواضح - والذي أشرت اليه الليلة في حديثي مع الرئيس مبارك - هو اعتقادي ان الانتقال السلمي ينبغي ان يكون ملموسا وينبغي ان يكون سلميا وينبغي ان يبدأ الان.
"وفضلا عن ذلك ينبغي ان تشمل العملية طيفا واسعا من الاصوات المصرية والاحزاب المعارضة. وينبغي ان تؤدي الى انتخابات حرة ونزيهة. وينبغي ان تسفر عن حكومة لا تستند الى مبادئ ديمقراطية راسخة فحسب بل ينبغي ان تستجيب لتطلعات الشعب المصري.
"وستواصل الولايات المتحدة طوال هذه العملية مد يد المشاركة والصداقة لمصر. ونحن مستعدون لتقديم اي عون لازم لمساعدة الشعب المصري وهو يعالج عواقب هذه الاحتجاجات.
"وعلى مدى الايام الأخيرة كان ما أبداه شعب مصر من شغف ومن كرامة الهاما للشعوب في شتى انحاء العالم بما في ذلك هنا في الولايات المتحدة ولكل من يؤمنون بحتمية الحرية الانسانية.
"ولشعب مصر وخصوصا لشبان مصر أريد أن أكون واضحا: نحن نسمع صوتكم. ولدي اعتقاد راسخ بانكم ستحددون مصيركم بايديكم وتمسكون بما تبشر به اللحظة من مستقبل افضل لاولادكم واحفادكم. وأقول ذلك كشحص ملتزم بالمشاركة بين الولايات المتحدة ومصر.
"ستكون هناك أيام صعبة. وكثير من الاسئلة بخصوص مستقبل مصر ما زالت دون اجابة.
لكنني واثق من ان الشعب في مصر سيجد هذه الاجابات. وتلك الحقيقة يمكن ان نراها في الحس المجتمعي في الشوارع. ويمكن ان نراها في الامهات والاباء الذين يعانقون الجنود. ويمكن ان نراها في المصريين الذين شبكوا أذرعهم لحماية المتحف الوطني - جيل جديد يحمي الكنوز الاثرية وسلسلة بشرية تربط بين حضارة قديمة وعظيمة وبين الوعد بعهد جديد. أشكركم جزيل الشكر. رويترز