محركاتفلسطين المحتلةترجمات

أوباما يضغط على مبارك لتبني تحول ديمقراطي منظم

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2011-01-30

واشنطن- دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى "تحول منظم" الى الديمقراطية في مصر لكنه لم يصل إلى حد مطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي وإن كان ذلك يشير الى أن أيامه ربما باتت معدودة.

وفي تكثيف للضغوط على مبارك تحدث أوباما هاتفيا مع قادة السعودية وتركيا واسرائيل وبريطانيا بشأن الحاجة لحكومة مصرية "تستجيب لآمال الشعب المصري".

وتمثل الكلمات الصريحة لإدارة أوباما أبعد ما وصلت إليه واشنطن حتى الان في النأي بنفسها عن مبارك الذي اضعفته الى حد بعيد الاحتجاجات الشعبية التي تستهدف انهاء حكمه والتي مضى عليها ستة أيام.

لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حافظت ايضا على موقف ادارة اوباما الذي يتسم بالتوازن الدقيق وهي تحاول تجنب التخلي عن مبارك تماما مع دعم المحتجين الذين يريدون حقوقا أوسع ويطالبون بالاطاحة به.

وقالت كلينتون خلال ظهورها في عدة برامج اخبارية تلفزيونية أمس الأحد إنه يتعين على مبارك ضمان ان تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة وأن يفي بوعود الاصلاح لكنها شددت على أن العملية يجب أن تتم بطريقة تحول دون حدوث فراغ يمكن أن يملأه المتشددون.

وبينما تفادت كلينتون مرارا الاجابة عن الأسئلة بخصوص ما اذا كان يتعين على مبارك الاستقالة نتيجة للاضطرابات السياسية تشير كلماتها فيما يبدو الى أن صبر الادارة الأمريكية على مبارك بدأ ينفد وتكثف الضغوط عليه لتخفيف قبضته على السلطة إن لم يكن التخلي عنها في نهاية المطاف.

وقالت كلينتون لمحطة فوكس نيوز في سادس يوم من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكم مبارك "نريد ان نرى انتقالا منظما حتى لا يملأ أحد الفراغ .. يجب ألا يكون هناك فراغ وان تكون هناك خطة مدروسة لإقامة حكومة ديمقراطية تقوم على المشاركة."

وكرر البيت الأبيض تصريحات كلينتون وقال ان أوباما تحدث مع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وقال بيان للبيت الأبيض "كرر الرئيس التركيز على رفض العنف والدعوة لضبط النفس ودعم الحقوق العالمية بما في ذلك حق التجمع السلمي وحق التعبير ودعم تحول منظم الى حكومة تستجيب لآمال الشعب المصري".

وقال مسؤول رفيع بالادارة الأمريكية إن الشعور السائد بين مساعدي أوباما للأمن القومي هو ان وقت مبارك قد ولى لكن الأمر بيد الشعب المصري ليقرر مصيره. وأضاف المسؤول ان أوباما يعتقد ان الولايات المتحدة لا يمكن أن تقحم نفسها في الوضع لأن أي خطوة كهذه سيكون لها أثر عكسي.

ولمحت كلينتون أيضا الى بواعث القلق الأمريكية بشأن من قد يخلف مبارك. وعبر كثير من المعلقين الأمريكيين عن قلقهم بشأن احتمال ان يستولى الاسلاميون المتشددون على السلطة في مصر.

وقالت "لا نريد ايضا ان نرى استيلاء "على السلطة" لا يقود إلى الديمقراطية وإنما الى القمع".

وحتى في الوقت الذي اتخذ فيه اوباما ومساعدوه موقفا اكثر حزما اشارت كلينتون إلى ان الادارة ليست مستعدة لاستخدام اكثر وسائل الضغط على مصر في يديها وضوحا وهي المعونة السنوية التي يبلغ قدرها 1.5 مليار دولار أغلبها معونة عسكرية.

وقالت كلينتون لمحطة ايه بي سي "لا مناقشة حتى الان لقطع المعونة" لكنها اضافت "نحن نراجع دائما معونتنا ونعيد النظر فيها".

وفوجئت الادارة الأمريكية بالاضطرابات السياسية التي هزت الشرق الاوسط في الايام الاخيرة من مصر إلى تونس إلى لبنان إلى اليمن وتسارع الان لوضع استراتيجية واضحة.

وتمثل الأزمة في مصر مأزقا للولايات المتحدة. فلقد كان مبارك "82 عاما" شريكا وثيقا لواشنطن على مدى عقود واستند الى خطر التشدد الاسلامي على الاقل جزئيا كمبرر لإحكام قبضته.

وتؤدي مصر دورا مهما في صنع السلام بالشرق الاوسط اذ كانت اول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل وتنظر اليها واشنطن على انها تمثل ثقلا مضادا مهما للنفوذ الإيراني في المنطقة. لكن جماعات حقوق الانسان اتهمت الادارات الأمريكية المتتابعة بالتساهل اكثر مما ينبغي مع انتهاكات حقوق الانسان في مصر.

ومن المنظور الأمريكي فإن السيناريو الاسوأ بالنسبة للازمة في مصر هو صعود حكومة اسلامية يحتمل أن تتحالف مع إيران. ولكن لا علامات حتى الان على وجود حركة اصولية اسلامية تحرك الاحتجاجات في مصر.

وشددت كلينتون على انه لا توجد "حلول سهلة" للازمة في مصر لكن السناتور جون مكين وهو صوت جمهوري بارز في مجال السياسة الخارجية حث اوباما على "استباق" التطورات الجارية.

وقال مكين "فلنضع تصورا لما نعتقد ان للشعب المصري كل الحق في ان يتطلع اليه" مثل ان يسلم مبارك حكومته إلى زعيم انتقالي محل ثقة وألا يرشح نفسه مجددا للرئاسة. وأضاف في حديث لقناة سي.ان.ان "يجب ان نكون في الجانب الصحيح من التاريخ هنا."

وقال الزعيم المصري المعارض محمد البرادعي لقناة سي ان ان "من الافضل للرئيس أوباما ألا يظهر كآخر شخص يقول للرئيس مبارك حان الوقت لرحيلك".

ووصفت كلينتون الانتخابات الرئاسية المقررة في مصر في سبتمبر ايلول بانها لحظة حاسمة. وقد ينظر الى اصرارها على أن تكون هذه الانتخابات " حرة ونزيهة" على أنها رسالة لمبارك تفيد بأن واشنطن لن تقبل ترشحه لولاية جديدة أو أن يسعى لاعداد نجله جمال ليخلفه.

وأظهرت إشادة كلينتون بما أبداه الجيش المصري من ضبط للنفس خلافا للقمع العنيف الذي مارسته الشرطة الأسبوع الماضي ان الإدارة الأمريكية تراهن على الجيش الذي يعتبر مفتاح مصير مبارك.

واتسم رد فعلها على قرار مبارك تغيير الحكومة بالفتور. وقالت لقناة ايه.بي.سي. التلفزيونية إن تعيين مدير المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس هو "مجرد بداية" للاصلاح السياسي.

واقرت كلينتون بأن مبارك كان شريكا مهما للولايات المتحدة على مدى سنوات في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والحرب على الارهاب. لكنها احجمت عن تكرار تصريحاتها السابقة بأن حكومته مستقرة ورفضت الرد على أسئلة بشأن ما إذا كان ينبغي أن يبقى في السلطة.

وقالت لقناة سي.إن.إن. "هذا يعود إلى الشعب المصري. نحن لا ننادي باي نتيجة محددة وإنما ننادي بان تبدأ الحكومة وممثلو المجتمع المدني والمعارضة السياسية والنشطاء حوارا لرسم مسار".
 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي