لوفيغارو: بين محمد السادس وماكرون.. "دبلوماسية إنسانية" صعبة  

2023-09-11

 

  ملك المغرب محمد السادس والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون (أ ف ب) قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الزلزال الذي ضرب المغرب، يأتي في وقت تشهد العلاقة بين الرباط وباريس توتراً منذ أكثر من عامين مع الكشف عن قضية بيغاسوس. وهي فضيحة التنصت التي يبدو وفق تقارير، أنها سمحت للنظام المغربي بالتجسس على الهاتف الشخصي لإيمانويل ماكرون عبر شركة إسرائيلية.

كما أن عدم امتثال السلطات المغربية لاتفاقيات ترحيل الأجانب الذين هم في وضع غير نظامي إلى الحدود، وقبل ذلك الخلافات بشأن قضية الصحراء الغربية، أشعلت جميهما أزمة صامتة بين فرنسا والمغرب، كما تقول “لوفيغارو”.

وتتابع الصحيفة الفرنسية القول، إن الرباط تعيب على باريس ما تعتبره دعما ناقصاً في ملف الصحراء، حيث يعتبر الإليزيه أن خيار الحكم الذاتي مهم، لكنه يترك الأمر للأمم المتحدة للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض. حاول إيمانويل ماكرون التقرب من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، باسم عمل ذاكرة لحرب الاستقلال، وهو مشروع لم يحقق نجاحا كبيرا.

 أما إسبانيا، التي ظلت لفترة طويلة تؤيد أطروحات جبهة البوليساريو، فقد اتخذت المسار المعاكس وانحازت إلى موقف المغرب. وباسم التضامن بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، بدأت مدريد، بموافقة من الرباط، في إرسال أولى فرق الإنقاذ إلى المواقع التي ضربها الزلزال في المغرب.

واعتبرت “لوفيغارو” أن “الدبلوماسية الإنسانية” لها أسباب لا تخرج عن الحسابات، مُشيرة إلى أن العاهل المغربي محمد السادس كان في فرنسا -بعد إجازة بشمال المغرب- منذ بداية سبتمبر/ أيلول، حيث يمتلك قصرا في منطقة بيكاردي، وفندقا خاصا في العاصمة باريس، لكنه عاد إلى الرباط في وقت متأخر من صباح السبت قادما من باريس.

وقبل ذلك بوقت قصير، تحدث عبر الهاتف مع إيمانويل ماكرون، بحسب ما أكد كارل أوليف، النائب البرلماني في حزب الرئيس الفرنسي “النهضة”. وهو أول اتصال بينهما منذ بداية الخلاف.

وأشارت “لوفيغارو” إلى أن ردود أفعال عدد من قادة العالم، كانت سريعة، وسبقت ردود العاهل المغربي، بما في ذلك فلاديمير بوتين وجو بايدن وفولوديمير زيلينسكي ورجب طيب أردوغان. وعرضت الجزائر المساعدة على جارتها، معلنة عن فتح مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل مساعدات إنسانية أو جرحى.

 كما أطلقت الجزائر على منافستها الإقليمية اسم الدولة “الشقيقة”، وهي صفة غير متوقعة. وكان النظام الجزائري قد اتهم الرباط بشكل تلميحي بأنها مصدر للحرائق المدمرة التي شهدتها الجزائر في عام 2021. وقبل أيام قليلة، قُتل مغربيان من عشاق التزلج على الماء برصاص خفر السواحل الجزائريين في حادث حدودي.

أما إسرائيل، الحليف الجديد للمغرب، الذي يقلق الجزائر كثيرا منذ تطبيع العلاقات بين الرباط والدولة اليهودية عام 2020، والتوقيع على اتفاقات أبراهام، فقد عرضت خدماتها. حيث وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “كل الهيئات والقوات الحكومية بتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي، بما في ذلك الاستعدادات لإرسال فريق مساعدات إلى المنطقة”.

واعتبرت “لوفيغارو” أن عدم تحدث العاهل المغربي علناً بعد عودته إلى الرباط، مُكتفياً ببيان صحافي عقب اجتماع الأزمة الذي ترأسه، يُعدّ نوعاً من الصمت الذي لا يطمئن المواطنين المصدومين ويثير التساؤلات في الخارج.

وأعلن الديوان الملكي عن إجراءات ملموسة على الأرض مع تعزيز موارد وفرق البحث والإنقاذ، وتوزيع سلال غذائية وخيام وبطانيات لفائدة الضحايا.

وفي عام 2004، بعد أربعة أيام من زلزال الحسيمة الذي أودى بحياة 628 شخصا، كان “الملك الشاب” حينها، قد نصب خيمته في المناطق المنكوبة، في مواجهة غضب الضحايا وشائعات حول اختلاس المساعدات، كما تُذكِّر “لوفيغارو”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي